تستقبل مدينة شرم الشيخ أول قمة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى تحت شعار "الاستثمار فى الاستقرار"، الأحد المقبل، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى، و يشارك فيها رؤساء وحكومات وممثلى الدول الأوروبية والعربية.
تركز القمة على مناقشة أهم التحديات التى تواجه الجانبين العربى والأوروبى وكيفية تحقيق الاستقرار فى المنطقة ومخاطر الإرهاب، وعملية السلام، بهدف دعم التفاهم والتعاون بين العالم العربى وأوروبا ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى طرف عن الآخر والأزمات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط فى مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة الليبية و الهجرة.
وتعد القمة العربية الأوربية قمة تاريخية لكونها الأولى من نوعها فى مصر، حيث تنطلق هذه القمة لاستعادة الحوار العربى الأوروبى إزاء القضايا التى تواجه العالم بأسره، حيث يعتبر انعقادها فى مصر تقديرًا لدورها فى المنطقة، ويؤكد استعادتها لمكانتها الدولية.
تبحث القمة المرتقبة سبل تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول العربية والأوروبية مع التركيز على العلاقات التجارية والاستثمارات فى مجالى البنية التحتية والطاقة، بما فى ذلك الطاقة المتجددة.
تم رفع درجة الاستعداد القصوى بمطار شرم الشيخ الدولى، لاستقبال ضيوف مصر المشاركين فى أول قمة بين الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، ودول الاتحاد الأوروبى، والتى تبدأ أعمالها الأحد المقبل.
وقالت مصادر مطلعة بالطيران المدنى، إن الفريق يونس المصرى وزير الطيران المدنى شدد على ضرورة التنسيق الجيد بين كل الجهات المعنية، والأجهزة الأمنية وفرق العلاقات العامة والإعلام بالوزارة والشركات العاملة بمطارى القاهرة الدولى وشرم الشيخ، لاستقبال ضيوف مصر بشكل لائق.
قال سفير وفد الاتحاد الأوروبى لدى مصر، إيفان سوركوش، فى إطار تعليقه على انعقاد القمة العربية-الأوروبية فى شرم الشيخ يومى 24-25 فبراير الجارى، إن الاجتماعات ستكون على مستوى رؤساء الدول أو الحكومات ومن المتوقع أن يحضرها ممثلو الاتحاد الأوروبى، بما فى ذلك رؤساء المجلس الأوروبى والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية.
وأوضح السفير فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن القمة ستترأسها مصر، الدولة المضيفة، ورئيس المجلس الأوروبى.
واعتبر سوركوش أن تعزيز التواصل والتعاون بين أعضاء الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية من شأنه أن يساهم فى زيادة الاستقرار والازدهار فى المنطقتين الأوروبية و العربية، موضحا أن العمل معا سيدعم كذلك النظام العالمى متعدد الأطراف.
وأشار السفير إلى أن القمة ستكون الأولى التى تعقد بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية وستوفر فرصة للقادة لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا والتحديات المشتركة لاسيما فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار، والهجرة و الأمن، فضلا عن الوضع فى المنطقة.
وأضاف السفير أن المناقشات من المتوقع أن تركز على ثلاثة موضوعات رئيسية، أولها؛ التعاون الأوروبى العربى فى مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والتنمية الاجتماعية والتكنولوجية .
أما الموضوع الثانى، يوضح السفير، فيتعلق بالتحديات العالمية، مثل التعددية ، والنظام القائم على القانون ، وتغير المناخ، وأجندة 2030 للتنمية ، والهجرة ، ومكافحة الإرهاب ، والتطرف ، وما إلى ذلك. وأخيرا، تركز القمة على القضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن وليبيا.
وكان بيان للاتحاد الأوروبى، قال إن رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك وجون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية سوف يمثلان رسميا الاتحاد الأوروبى خلال القمة.
ومن المقرر أن تنطلق أعمال القمة مساء الأحد المقبل بجلسة افتتاحية تعقبها جلسة مفتوحة على أن تتواصل الجلسات فى اليوم التالى، ويعقد مؤتمر صحفى فى ختام الأعمال.
أكدت إيفيتا شولتسا سفيرة لاتفيا بالقاهرة أن قمة جامعة الدول العربية – الاتحاد الأوروبى التى ستعقد الأسبوع المقبل بمدينة شرم الشيخ، تمثل رغبة سياسية قوية للتعاون بين الجانبين، كما أنها فرصة ذهبية لتبادل الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بهدف إحلال السلام وخلق فرص العمل للشباب والمرأة وضمان التنمية المستدامة والنمو الاقتصادى الدائم فى المنطقة.
وقالت سفيرة لاتفيا بالقاهرة- فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ أن وزير خارجية لاتفيا إدجارس رينكيفكش سوف يترأس وفد بلاده فى القمة، موضحة أن القمة سوف تناقش عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها سبل إيجاد حلول للنزاعات فى كل من سوريا وليبيا واليمن ومكافحة الإرهاب والهجرة وحقوق الإنسان.
مؤكدة أن القمة تمنح فرصة للدول العربية لطرح رؤيتها عن تطورات الأوضاع فى سوريا ومرحلة الاستقرار التى وصلت إليها ومدى الاستعداد لإعادة البناء والإعمار، كما أكدت أهمية دعم استمرار جهود جير بيدرسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا.
وشددت على ضرورة تشكيل اللجنة المعنية بوضع الدستور السورى وأن تتمتع بالمصداقية لأنها سوف تكون مفتاحا للحكم على بدء العملية السياسية فى البلاد والتى ينبغى أن تشمل جميع الأطراف، مشيرة إلى عودة بطيئة لبعض اللاجئين السوريين من مصر والدول المجاورة ولكنهم يحتاجون إلى البنية التحتية وضمانات للأمن والاستقرار.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبى يريد إحلال السلام فى سوريا، معربة عن أملها أن يكون أحد نتائج القمة المرتقبة هى التوصل إلى التزام جماعى نحو مؤتمر بروكسل الثالث المعنى بسوريا الذى سوف يعقد خلال الفترة من 12 إلى 14 مارس بهدف دعم وساطة الأمم المتحدة والدول المستضيفة للاجئين السوريين.