يبدو أن السياسيين البريطانيين، على اختلاف توجهاتهم السياسية، لم يعد أمامهم سوى سلاح واحد فقط فى محاولة لإنقاذ ما يرون أنه انزلاق لبلادهم نحو المجهول بسبب البريكست، هذا السلاح هو التمرد الحزبى فى محاولة لإجبار قادة أحزابهم على تنفيذ مطالبهم.
حيث قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى تواجه تحديا من 100 من النواب المحافظين الذين سيحاولون إجبارها على تأجيل البريكست لو لم تستطع التوصل إلى اتفاق.
ويهدد التواب بتمرد لو لم يحصل اتفاق ماى على أغلبية فى البرلمان الأسبوع المقبل. المجموعة تشمل أنواب من أنصار البقاء وآخرين من أنصار الرحيل، يطالبون بتصويت حر فى مجلس العموم على خطوة تهدف لاستبعاد خيار البريكست بدون اتفاق من طاولة المفاوضات.
وفى خطاب تم إرساله باسم الجماعة، أعرب النواب عن قلقهم الشديد من احتمال الخروج بدون اتفاق، وأشار الخطاب إلى وجود أعضاء عديدين ينون دعم التعديلات التى تستبعد خيار "البريكست" بدون اتفاق" وتؤجل الخروج من الاتحاد الأوروبى لو بدا مرجحا أنه سيتم رفض خطة الحكومة.
وحذرت المجموعة من أن حوالى ألف من الأعضاء المعتدلين من حزب المحافظين مستعدين للتمرد ضد الحكومة لإجبار ماى على تأجيل البريكست ما لم تستطع التوصل إلى اتفاق.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن حوالى 25 من الأعضاء مستعدين للتمرد والتصويت على تأجيل البريكست ما لم تستبعد ماى سيناريو الخروج بدون اتفاق. يأتى هذا فى الوقت الذى كان من المقرر فيه عقد محادثات جديدة بشأن البريكست الأسبوع المقبل مع اتجاه ماى إلى مواجهة قادمة فى البرلمان حول موقفها من الانسحاب من الاتحاد الأوروبى.
من ناحية أخرى، تواصلت التهديدات بالتمرد داخل حزب العمال المعارض فى محاولة لإجبار زعيمه جيريمى كوربين على مطالبة ماى بإجراء استفتاء على خطة الانسحاب.
فقالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن زعيم حزب العمال جيريمى كوربين تلقى تحذيرات بأن عشرات النواب البرلمانيين من الحزب من بينهم وزراء فى حكومة المعارضة مستعدين للانضمام إلى المجموعة المستقلة فى البرلمان أو الاستقالة اعتراضا على سياسة الحزب الأوروبية.
وبحسب الصحيفة، فإن هؤلاء المتمردين يريدون من كوربين أن يدعم مقترح اثنين من الأعضاء بالموافقة على تمرير تشريع يعيد خطة ماى للاستفتاء الشعبى، ولو رفض الناخبون الاتفاق، فإن الحكومة ستلتزم بسحب المادة 50 والبقاء فى الاتحاد الأوروبى. وكان أحد النواب الذى فكر فى الاستقالة من الحزب قد قال إنه لو انتهى الأمر بعدم دعم كوربين لذلك، فإنه سيكون له تأثير هائل وسيذهب الناس".
ويحاول قيادات حزبى المحافظين والعمال تعزيز الدعم لهم بعد انشقاقات هذا الأسبوع من قبل نواب حزبيهم فى الذين شكلوا مجموعة مستقلة. فوعدت ماى لمعالجة مخاوف المحافظين المعتدلين بأن الاتحادات المجلية تم اختراقها من قبل أنصار حزب استقلال بريطانيا اليمينى.
ويخطط أنصار الاستفتاء الثانى من حزب العمال للقول بأن لديهم مؤشرات دعم من النواب المحافظين المعتدلين إلا أن الاقتراح سيكون له احتمال واقعى بالوصول إلى مجلس العموم فوق لو فرض كوربين على كل نوابه الوقوف خلفه.
وفى تمرد آخر داخل حزب العمال، أعلن الوزير السابق إيان أوستن أنه سيترك الحزب بسبب ثقافة التطرف ومعاداة السامية.
وقال أوستين الحليف المقرب لرئيس الوزراء الأسبق جوردون براون أنه سيترك الحزب المنكسر لأنه يشعر بالخزى مما أصبح عليه الحزب تحت قيادة كوربين، وأصبح أوستين بذلك تاسع نائب برلمانى من حزب العمال يقدم استقالته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة