تراجع تأثير تنظيم داعش الإرهابى من الساحة العربية، لكنه لم يختف تماما، وما تزال أذنابه منتشرة فى عدد من البلدان، لذا فإن مواصلة إلقاء الضوء عليه من خلال الكتب.
ومن الكتب التى تناولت هذا التنظيم كتاب "داعش إلى أين.. جهاديو ما بعد القاعدة" لـلدكتور فواز جرجس والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية.
ويرى الكتاب أنه من رحم تنظیم القاعدة فى العراق ولد داعش، وفى غضون سنوات قلیلة بات لھذا التنظیم دولته الممتدة على مساحات واسعة من الأراضى العراقیة والسورية، وبات يمتلك من القوة البشرية والعتاد العسكرى والاقتصاد ما يھدد بإسقاط الدولة في ھذين البلدين بالتمدد نحو بلدان أخرى.
ورغم صورته الدموية والوحشیة التى لم يتردد ھو بالترويج لھا عبر شبكات التواصل العالمیة، استطاع أن يمتلك قوة جذب واستقطاب.
وإذا كانت القاعدة الأم قد بنت شعبیتھا انطلاقا من مقارعتھا العدو البعید المتمثل بالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، فإن صراع الھويات وقتال العدو القريب المتمثل بالشیعة والحكومات العلمانیة فى المنطقة، مثل عامل الاستقطاب الأساسى لدى داعش.
يؤرخ ھذا الكتاب لتجربة داعش ويحلل ظروف نشأة ھذا التنظیم والخلفیات الاجتماعیة والعقیدية لقادته وعناصره، والعوامل الاقتصادية والسیاسیة والاجتماعیة التى دفعت الناس نحو خیاراته، وبخاصة تصاعد الموجة الطائفیة فى المنطقة وتعمق مظاھر الفقر والبطالة والتھمیش مقابل تحطم مؤسسات الدولة الوطنیة في العراق وسوريا تحديدا.
كما يتناول الكتاب تجربة ھذا التنظیم فى إدارة دولته واختلافه مع التنظیمات السلفیة الجھادية الأخرى والتباين بینه وبین تنظیم القاعدة، وينتھى الكتاب إلى قراءة تحلیلیة لمستقبل داعش.
3
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة