"يتم تهريب المومياوات خارج مصر لاستخدامها فى الطب بعد طحنها لاستعمالها كأدوية طبية".. هكذا قال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، عقب ضبط أجزاء من مومياوات داخل سماعات صوتية بمطار القاهرة، قبل تهريبها، وخلال السطور التالية نستعرض أسوأ الاستخدامات للمومياوات فى الخارج.
فحديث العالم الكبير زاهى حواس ألقى الضوء على جانب آخر خفى لاستعمال الآثار المصرية، فى أمر آخر غير المتعارف عليه وهو عرضها فى المتاحف العالمية فى الخارج، فمن من أشهر الاستخدامات التى كانت سببًا فى سرقة العديد من المومياوات حتى وقت قريب، هى الاستخدامات الطبية، ويقول عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار والمشرف على مركز الدكتور زاهى حواس للمصريات بمكتبة الإسكندرية، بالفعل اشتهر موضوع طحن المومياوات المصرية القديمة فى القرن الـ17 و18 و19، خصوصًا بعد الحملة الفرنسية على مصر، واكتشاف حجر رشيد عام 1822م، حيث يتم طحن المومياء وتحويلها إلى "بودرة".
المومياوات خلال بيعها فى القرن الـ 19
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، كان وما يزال الهوس بالحضارة المصرية القديمة مستمرا، واعتقد البعض أن عظم المومياوات تعمل على زيادة القدرة الجنسية، فكانوا يصنعون منها منشطات جنسية، لافتا إلى أن أمر بيع المومياوات فى القرن الـ19 كان منتشرا وكان الأوروبيون يتوافدون عليها.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير قيل إن الغرب استخدموا المومياوات بعد طحنها أيضًا كسماد عضوى بعد تحويلها لبودرة، لاعتقادهم أنها تعمل على خصوبة تربة الأراضى القاحلة.
ومن ضمن الاستخدامات أيضًا للمومياوات أنه يتم طحنها وتحويلها إلى مواد سائلة تستخدم كألوان للرسامين والفنانين، وعلق الدكتور حسين عبد البصير على ذلك قائلا: ليس هناك دليل على استخدام عظام المومياء بعد طحنها فى ألوان الفنانين، ولا أعتقد ذلك على الإطلاق.
وعن استخدام الأقمشة الملفوفة بها المومياء لاستخدامها فى تصنيع أنواع من الورق داخل الولايات المتحدة الأمريكية، عقب مدير متحف الآثار قائلا: بالفعل حيث كان يتم استخدامات المخلفات فى تصنيع الورق، فمن الممكن استخدام الأقمشة القديمة لإعادة تدويرها وتصنيعها فى المواد الورقية.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، كما كان الغرب يستخدم المومياوات فى عروض خاصة، وكانوا يضعون عليها "تيكت" ويحصلون على المال مقابل مشاهدتها فى الحفلات، إذ يأتون بالمومياء ويمرون بها على الجالسين.
ومن أغرب الاستخدامات عرضها كديكور فى منازل الشخصيات البارزة، خلال القرن التاسع عشر، حيث كانت المومياوات تستخدم فى الديكور سواء داخل المنزل أو المحلات التجارية والمراسم لجذب الزوار.
ومن ناحية أخرى كشفت دراسات أن مئات الآلاف من مومياوات القطط من مصر القديمة نقلت إلى الحقول البريطانية لاستخدامها كسماد فى القرن التاسع عشر، وحسب ما ذكرت مجلة "ناشونال جيوجرافى" فى عددها الصادر فى نوفمبر 2009، حسب دراسات لـ سليمة إكرام أستاذة المصريات فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أنه جرى نقل نحو 180 ألفا من مومياوات القطط عن طريق السفن إلى إنجلترا عام 1888 بعد اكتشاف مقبرة جماعية مصرية حيث استخدمت هذه المومياوات بعد ذلك كأسمدة فى الحقول.
مومياوات للقطط