يعرف التغير المناخى بكونه تغييرا مؤثرا وطويل المدى فى معدل حالة الطقس، ويظهر تأثيره السلبى على المناطق المختلفة، فى شكل حرائق للغابات أو ذوبان الكتل الجليدية أوارتفاع مياه البحار وحدوث فيضانات، وهو الأمر الذى طالما أثار قلق جميع العلماء فى مختلف ربوع العالم، لكن كشفت دراسة يابانية حديثة أن الأضرار السلبية لتغير المناخ لا تتوقف عن هذا الحد فقط، بل يمكن أن تصل مخاطره وتأثراته السلبية إلى انقراض جنس من البشر.
وأفادت الدراسة اليابانية، أن الذكور مهددون بالانقراض بسبب التغير المناخى الذى أصبح يشغل العالم منذ عدة سنوات، ومن المتوقع أن يجرى اختفاء الذكور بشكل تدريجى.
ووفقاً لقناة cnn الأمريكية، أشارت الدراسة الجديدة أن ظاهرة الاحتباس الحرارى سيكون لها تأثيرات متنوعة على كوكبنا، ولكنها قد تؤثر أيضًا بشكل مباشر على البيولوجيا البشرية، وعلى وجه التحديد، يمكن لتغير المناخ أن يغير نسبة المواليد الذكور والإناث، حيث يولد المزيد من الأطفال فى أماكن ترتفع فيها درجات الحرارة ويقل عدد المواليد فى أماكن تتأثر بتغيرات بيئية أخرى، مثل الجفاف أو الحرائق التى يسببها الاحترار العالمى.
وأوضح العلماء القائمون على الدراسة أن سبب اختلال التوازن فى أنواع المواليد يعود إلى أن التغير المناخى يمكن أن يؤثر على عدد الأطفال الذكور الذين يولدون، بعدما حللوا الاختلافات فى درجات الحرارة السنوية والشهرية بين عامى 1968 و2012 فى اليابان.
وقال ميزاو فوكودا، كبير القائمين على الدراسة اليابانية: "وجدنا صلة بين التقلبات فى درجات الحرارة وانخفاض نسبة الجنس من ذكر إلى أنثى عند الولادة".وأضاف فوكودا أن الإجهاد الناشئ مباشرة عن الأحداث المناخية الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الارض قد يؤثر أيضا على نسبة الجنسين.
وعلى الرغم من أن العلماء لا يعرفون كيف يؤثر هذا الأمر على الحمل، فإن فوكودا يفترض أن ضعف خلايا الحيوانات المنوية التى تحمل علامة Y ، والأجنة الذكورية والتوتر هى السبب فى حدوث تغيرات دقيقة فى نسب الجنس".
وشرح فوكودا، مؤسس معهد الصحة "M & K" فى هيوجو، أن الأماكن التى تشهد ارتفاع درجات الحرارة، يزيد فيها عدد المواليد الذكور، على عكس المناطق التى تتأثر بتغيرات بيئية أخرى، مثل الجفاف أو الحرائق، نتيجة الاحترار العالمى، حيث يزداد عدد المواليد الإناث فيها.
وتوصل ميزاو إلى هذه النتائج، بعدما أجرى مع فريقه مجموعة من الأبحاث فى المناطق التى تعرضت لكوارث طبيعية، منها توهوكو وكوماموتو، خلال الصيف الماضى، واكتشف أن عدد المواليد الذكور انخفض بعد مرور 9 أشهر على هذه الكوارث، بنسبة تتراوح بين 6٪ و14٪، مقارنة بالسنوات السابقة.
والجدير بالذكر أنه بجانب الدراسة الحالية فقد كانت هناك دراسة أخرى من قبل عن سكان الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد، الذين ولدوا فى الفترة ما بين 1878 و1914، وهى السنوات الباردة لديهم، والتى كشفت نتائجها أيضا عن انخفاض المواليد الذكور بشكل ملحوظ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة