لم يكن يعلم محمد على وهو يبنى القناطر الخيرية لحماية نهر النيل ومياهه أنها ستكون قبلة المصريين من الفقراء والأغنياء للتنزه فيها، فقد أصبحت منطقة سياحية من الطراز الفريد و لعل قربها من القاهرة وإمكانية الوصول إليها عبر النيل بسهولة واتساع حدائقها ومعانقتها للطبيعة الريفية البسيطة، ساهم فى ازدهارها كمنطقة جذب سياحى لرحلات اليوم الواحد، خاصة فى الأعياد والمناسبات.
وعلى الرغم من تميز تلك المنطقة إلا أن الترويج السياحى لها فى السابق لم يكن على المستوى المطلوب، حيث تقدر أعداد زائريها سنوياً بنحو 5 ملايين من المصريين والأجانب، لذلك بدأت وزارة الموارد المائية والرى فى تطوير حدائقها بالقناطر الخيرية التى تطل على النيل مباشرة ومقامة على نمط المتنزهات والحدائق الأوروبية، فقد جلب محمد على والى مصر الأشجار النادرة إليها من مختلف أنحاء العالم، وأطلق عليها عند افتتاحها، أعظم حدائق الشرق.
قال المهندس محمد الصادق مدير عام رى قناطر الدلتا أنه بخلاف الأهمية المعمارية، للقناطر الخيرية فهى مزاراً سياحياً وترفيهياً، فمنطقة الحدائق المحيطة بها تصل مساحتها إلى نحو 180 فدان عبارة عن حدائق عامة ومتنفس لجميع الزائرين من القاهرة الكبرى وباقى المحافظات، وتم البدء فى تطوير وتحسين البنية الأساسية للحدائق منذ 4 أشهر، حيث يتم تطوير الحدائق والأشجار وشبكة الرى وأعمال الكهرباء والمبانى الإدارية وإنشاء ممشى أهل مصر على النيل.
وأضاف الصادق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" بدأنا عملية التطوير بحديقة "عفلة" التى تربط بين قناطر دمياط القديمة وقناطر دمياط الجديدة، وهى مقامة على مساحة 13 فدان، حيث تم تنفيذ ممشى أهل مصر بتكلفة مليون و400 ألف بها، على غرار ما ينفذ فى محافظة القاهرة بهدف خدمة الزائرين والمنطقة.
وأشار الصادق إلى أن أسعار الحدائق فى القناطر الخيرية تتراوح من 5 إلى 10 جنيهات، وبالنسبة لحديقة "عفلة" فقد تم رفع سعرها إلى 20 جنيها بعد التطوير، مشيراً إلى أنه يتم مراعاة الأسر بمعنى أن لو هناك أسرة عدد أفرادها كبير يتم أخذ قيمة تذاكر لـ 3 أفراد، بالإضافة إلى أن الأطفال لا يتم تحصيل قيمة تذاكر لهم.
وأكد الصادق، أن تم إنشاء شلال من المياه داخل الحديقة محصور بين صخرتين وتسقط منه المياه على مدرجات، بالإضافة إلى برجولات خشبية من قش الأرز تحاكى الطبيعة لخدمة الزائرين، ومسجد لخدمة المصلين من السيدات والرجال، وممشى أهل مصر.
وأشار الصاديق إلى أن الحدائق شهدت خلال إجازة نصف العام، حيث تم إعداد غرفة عمليات بالإدارة العامة لقناطر الدلتا وتنظيم نوبتجيات داخل كل حديقة لتنظيم دخول وخروج واستقبال الزائرين من المواطنين وغيرهم للحدائق وضمان الحفاظ على الأفراد والمنشئات وتيسير سبل الاستمتاع لهم بالمناظر الطبيعية الخلابة وغيرها من الخدمات المقدمة، ولاقت أعمال التطوير اعجاب كبير من الزائرين.
من جانبه قال المهندس عادل عبد القادر مهندس رى بالقناطر الخيرية أن حديقة عفلة تتمتع بمجموعة من الأشجار النادرة التى استوردها محمد على باشا من الخارج لزراعتها فى حدائق القناطر، يصل عمرها إلى 200 عاماً "شجرة فيكس فيكتوريا" و"التين البنغالى" مؤكداً أنه يتم الحفاظ عليهما لأنهما يعتبرا داخل محمية طبيعية.
إذا ذهبت إلى تلك المنطقة فعليك بالتقاط الصور التذكارية أمام القناطر الخيرية التى تتمتع بطرازها المعمارى، حيث تشتهر بالعيون أو البوابات، وهى 71 بوابة على فرع دمياط، و61 بوابة على فرع رشيد، وخصصت جميعها لسريان المياه منها، حيث يصل عرض كل منها إلى نحو خمسة أمتار، ففى هذه المنطقة تشاهد منظر بانورامى بديع وفريد، لا تتاح لك فرصة التمتع به فى أى منطقة أخرى، هناك فقط يمكنك أن تشاهد فرعى النيل دمياط ورشيد عند نقطة الملتقى، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية وحدائق القناطر المجاورة.