يقول كتاب التعصب والتطرف والعنف لمجموعة من المؤلفين والصادر عن مؤسسة مؤمنين بلا حدود، إنه "من بين نتائج ما تشهده الرقعة الجغرافية العربية منذ نهايات سنة 2010 استحالاتٌ حادة فى صياغة الصلات الاجتماعية بين الأفراد وذواتهم وبين الأفراد والأفراد وبين هؤلاء والمجموعات وفى ما بين المجموعات، والمؤسسات... إلخ".
ويتابع الكتاب: "يعنى ذلك أن العلاقات بين الدولة والمجتمعين الأهلى والمدنى مسّها التحوير عميقا، وتنبئ النزاعات التى تمحورت حول شكل الدولة العربية وأساسها القانونى الدستورى، وكذا حول علاقاتها بمحكوميها وبمجال نفوذها، تلك التى اندلعت بقوة وصلت حد الحرب الأهلية فى غير ما قطر عربى، عن عمق ذلك التحوير، وليست تقتصر الأمثلة على صياغات دستورية جديدة أو مجددة، أو على تحوير فى كيفية إدارة الثروة الوطنية، فى علاقة بمختلف خطوط الصدع الاجتماعى بين الأجيال والجهات والنوعين الاجتماعيين والفئات الاجتماعية، ولا على إعادة محورة الفعل السياسى حول مشاركة أوسع، هى تشمل أيضا إعادة تشكيل العلاقة مع مكامن للسلطة المنبثة فى تلافيف المجتمع، وبما فيها السلطة المضادة".
ويرى الكتاب أن ذلك "يتجسّد فى كل موقع لم تعد الدولة العربية المعاصرة قادرة فيه على الاحتواء أو التوجيه أو الاستجابة إلى مطالب منتمين إلى أشكال الانتظام الاجتماعى التقليدية أو المبتدعة. وإذ تقع فى القلب من كل ذلك قضايا التعصب والتطرف والعنف.
الكتاب يجمع سبعة نصوص تعالج جوانب من الموضوع على امتداد ثلاثة أقسام، القسم الأول من طبيعة نظرية مفهومية، فى حين يتثبت القسم الثانى فى كيفيات الصناعة الاجتماعية للتعصب والتطرف والعنف فى مجريات الحياة اليومية ضمن المجتمعات المحلية العربية، أما القسم الثالث ففيه تركيز على العوالم الشبكية الاتصالية وكيفيات صناعة الطوائف الافتراضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة