فى 11 مارس 2004، قامت خلية ارهابية بتنظيم القاعدة بتفجير 10 قنابل فى قطارات مدريد، فيما يعتبر أخطر هجوم حتى الآن فى أوروبا، وخلف الحادث الإرهابى 192 قتيلا وأكثر من 1800 مصاب.
وبعد خمسة عشر عامًا ، وبعد هجمات برشلونة وكامبريليس 2017 ، تطور الإرهاب فى إسبانيا نحو ظاهرة أكثر شبابًا ، وحلل خبير مكافحة الارهاب بمعهد إلكانو الملكى، فيرناندو رايناريس، البيانات الشخصية للارهابيين من عام 2004 إلى عام 2018، وتوصل إلى بعض الاستنتاجات الرئيسية :
1- من القاعدة إلى داعش
تشير الدراسة إلى أن تغلغل القاعدة فى إسبانيا يعود إلى عام 1994، وفى هذا العام، أسست المنظمة الإرهابية فى إسبانيا واحدة من أولى وأهم الخلايا التى توجد فى أوروبا الغربية.
ووجدت الدراسة فترتين متميزتين فى تاريخ الارهاب فى إسبانيا، والتى تتزامن مع تطور هذه الظاهرة على المستوى العالمى:
فترة أولى تستمر حتى عام 2011 ، نتيجة لعدم الاستقرار السياسى فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط وقيادة أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة ، والثانية ، التى بدأت فى عام 2012 مع الحرب الأهلية فى سوريا وبلغت ذروتها بوصول داعش.
2- الإرهاب أصبح ظاهرة داخلية
وأكدت الدراسة أن الإرهابيين اعتبارا من عام 2012 ، كانوا 6 من كل عشرة ينتمون إلى الجيل الثانى من المهاجرين من أصل مسلم ، ولكنهم ولدوا ونشأوا فى إسبانيا.
يرتبط الابتذال الراديكالى لهذا القطاع من السكان الإسبان "بالتوازن المعقد بين الثقافات التى تؤثر عليهم ويجعلهم عرضة لتوترات الهوية".
كان هذا هو الحال بالنسبة لأعضاء الخلية الإرهابية الذين ارتكبوا هجمات 17 و 18 أغسطس 2017 فى كتالونيا ، والتي راح ضحيتها 16 شخصًا.
3- تجديد الشخصية الإرهابية
كان مرتكبو هجوم 11 م تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عامًا ، وتضم خلية برشلونة وكامبريليس تسعة مراهقين، وأظهرت الدراسة أن متوسط عمر الارهابيين تم تخفيضه من 33.6 إلى 29.2 عامًا فى الفترة من 2012 إلى 2017. فى هذه الفترة الأخيرة ، لم يبلغ اثنان من أصل عشرة سن 21 عامًا، وهذا مهم بالنسبة للظاهرة العالمية التى أصبح بها المراهقون والأحفاد الشباب من المهاجرين المسلمين أكثر عرضة للتطرف.
4- كتالونيا وكر الإرهاب
ووفقا للدراسة فإن أكثر من ثلث الارهابيين يقيمون فى كتالونيا بين عامى 2004 و 2018، ويربط الباحثون مركزية هذا المجتمع كسيناريو للارهاب المحلى فى إسبانيا مع وجود أكبر للمسلمين السلفيين مقارنة ببقية إسبانيا.
وفى عام 2016 ، كان ثلث أماكن العبادة والمراكز الإسلامية ال 256 المسجلة فى كتالونيا تحت سيطرة السلفيين، أى أكثر من ضعف عدد المراكز التى كانت موجودة فى عام 2006.
5 - رمزية الأندلس الثابتة
ووفقا للدراسة فإن إسبانيا عرضة لهجمات إرهابية، ليس فقط لأنها "دولة غربية وحازمة فى مكافحة العنف الدينى"، ولكن أيضا من المفهوم الأندلس المغتصبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة