معركة حامية نشبت بالإمارات وامتدت أثارها إلى الوطن العربى، بطليها الداعية وسيم يوسف، وضاحى خلفان قائد شرطة دبى السابق بسبب هجوم وسيم على صحيح الامام البخارى.
بدأت المعركة، عندما ظهر الداعية وسيم يوسف، خطيب مسجد زايد بالإمارات، فى برنامج تلفزيونى، قال فيه، إنه "لا يثق إلا بالقرآن ويشكك في كل الكتب حتى البخارى ومسلم"، مضيفًا "صحيح البخارى عندما جمع الأحاديث جمع 17 ألف حديث ألقى 10 آلاف منهم فى البحر هو شك فيها، هل من أركان الإيمان أن أؤمن بالبخارى؟، وهل الإيمان أن البخارى من الكتب السماوية التى تؤمن بالله وملائكته وكتبه؟، هل البخارى منها، اعقلوا.. مللنا تفكيركم.. داعش لم تخرج إلا من هذه الفتاوى".
كلام وسيم، جعل خلفان يرد عليه بسخرية، "العالم الجليل الدكتور وسيم يوسف، سمعته يقول أنه يشك في صحيح البخارى، أشهد أن وسيم مفسر أحلام شاطر.. أجمعت الأمة على صحيح البخارى.. فدع من يجهل مكانة الإمام البخارى يقول ما شاء فإنه يعبر عن مستوى فهمه".
وأضاف ضاحى خلفان "كل ما أقوله للأخ وسيم لا شيخ ولا دكتور، الأخ اسأل الله أن يهديك، الغرور شين، تراك يا وسيم تكره الناس فينا لأن الناس يحسبونك علينا وأنت كما أظن لست منا، إن كنت منا حافظ على أمنا"، متسائلًا: "كيف يجوز لك يا وسيم بعد اليوم على منبر الجمعة أن تأتى بحديث ذكره البخارى الذى تشك فيه وتحدث الناس بهذا الحديث؟، إذا حدثت بحديث قاله البخارى عليك الاعتزال".
وعاود خلفان، التهكم من الداعية، "الله يهدى أخونا وسيم، لا هو موفق فى تفسير القرآن ولا شرح الأحاديث"، صحبها بفيديو يظهر تناقض واضح وغريب بالداعية منذ فترة يؤكد تمسكه وتأييده الشديد ودفاعه المستميت عن صحيح البخارى، عكس ما يروجه حاليا بالشك فى البخارى".
من جانبه رد "وسيم"، على قائد شرطة دبى السابق، قائلًا "هناك جهلة لا يستحقون الرد ولا حتى النظر، ومن يطالبني بالاعتذار فهو يحلم"، مضيفًا فى مكالمة هاتفية لأحد البرامج التلفزيونية، "أنا لم أتهم البخارى بالكذب، لكن أرفض تقديسه أو تقديس أى شخص أو كتاب سوى كتاب الله والرسول الكريم، وكل ما طالبت به هو تنقيح كتاب البخارى لأنه ليس من المنطق تقديس كتاب بعد كل هذه السنوات خاصة أنه يوجد به أخطاء".
ورجع وسيم، للرد على ضاحى خلفان، قائلا "يحزننى أن يخرج رجل أمنى وظيفته حمايتى وحماية أسرتى، يخالف وظيفته ويحرض الناس ضدى، أنا لو ملحد أو يهودى فوظيفته هو حمايتى رغم أنفه، لو طعننى شخص ما بسبب تحريضه.. هل هذا يسعده؟".
وتابع وسيم "ما يفعله خلفان من شن حملة على مواقع التواصل الاجتماعى هو مراهقة متأخرة أصابته، الأصل فى المؤسسات الأمنية الحماية وليس التحريض، لو أراد الرد عليه أن يترك وظيفته ويعتلى المناير، لكن الآن ليس منوط به حماية المجتمع من الأفكار وإنما منوط به حماية أرواح الناس".
وبعد تصريحات وسيم، عاد ضاحى خلفان، مرة أخرة للرد عليه بسلسلة تغريدات، قال فيها "فى مقابلة تلفزيونية سمى وسيم عدم شكى فى صحيح البخارى، ونشر ذلك فى وسائل التواصل الاجتماعى انه مراهقة على كبر، طيب عيل انت اللى سويته شو أسميه؟، إذا تداولنا الحوار بألفاظ المراهقة قد تخسر الجولة، والله أنى محشم أبناء الإمارات وبخلى الشقراء عليها يلالها، وأسال بدوى عن المعنى".
وأضاف خلفان "الأخ وسيم مشتط لأننا شكينا فى فهمه ويعتبرنا محرضين عليه، أما شكه فى السنة والبخارى عادى هو فوق الشك"، موضحا: "التحريض قانونا هو حث إنسان على ارتكاب جريمة وتنفيذها، أنت فى الشريعة ضعيف وفى فهم القانون ضعيف.. كلما خرج يلعلع بشكه فى البخاري ومسلم وفى السنة النبوية الشريفة مثيرا استهجان المسلمين، سنخرج له إلى أن ينطب".
ما بين هذا وذاك، تابع رواد مواقع التواصل الاجتماعى المعركة بينهما وكلا حدد هدفه من المناوشات، فهناك من دشن هاشتاج #البخارى_خط_أحمر، فى إشارة إلى تضامنهم مع خلفان، وكان على رأس المدونين، الداعية السعودى الشيخ عائض القرنى، الذى قال: "سوف يبقى الإمام البُخاري عَلَماً شامخاً، وجبلاً راسياً أمام الأعاصير والعواصف كما كان من 1200 عام، رحمه الله ورفع قدره وبيّض وجهه، الإمام البُخارى درس علم الحديث 50 عاماً وسافر وارتحل وسهر وجاهد وجالد وصبر وواصل حتى أنه يشك فى الحرف الواحد فيتوقف فيه، ثم يأتى أناس بلا علم ولا تقوى ولا زهد فيتهمون البخارى بالكذب"، مضيفا: "أرجو ممن يتجرأ على هتك حرمة المحدّثين والأئمة ووصفهم بالوهم والكذب والتدليس أن يطالع بعدل وإنصاف سيرتهم وحياتهم؛ ليجد هناك الصدق فى أبهى صوره وتقوى الله فى أنصع مقاماتها، حتى يعلم أن هذه الطائفة من المحدّثين اختارها الله لنقل سنّة نبيه ﷺ للأجيال المتعاقبة".
سوف يبقى الإمام البُخاري عَلَماً شامخاً، وجبلاً راسياً، أمام الأعاصير والعواصف كما كان من 1200 عام،
— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) ١٤ مارس ٢٠١٩
رحمه الله، ورفع قدره، وبيّض وجهه.#عائض_القرني#البخاري_خط_احمرhttps://t.co/KBxNtcJkvN
فيما قالت مدونة أطلقت على حسابها معلمة لغة عربية "من أعظم ما دُون وصُنف فى الحديث، استغرق فى تحريره 16 عاماً، وانتقى أحاديثه من 600 ألف حديث جمعها، لا نخطئ حين نقول أنه أصح الكُتب بعد كتاب الله عز وجل، رحم الله العالم العلامة والحبر البحر الفهامة الإمام أبى عبد الله محمد بن اسماعيل بن إبراهيم البخارى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة