المهدى المنتظر حقيقة ولا خرافة.. شيعة ودعاة سنة يؤكدون ظهوره ويختلفون فى الطريقة.. وابن خلدون أضعف أسانيد أحاديثه.. وعلى جمعة: أى كلام.. وكتاب: هو المسيح عيسى ابن مريم

الأحد، 17 مارس 2019 08:00 م
 المهدى المنتظر حقيقة ولا خرافة.. شيعة ودعاة سنة يؤكدون ظهوره ويختلفون فى الطريقة.. وابن خلدون أضعف أسانيد أحاديثه.. وعلى جمعة: أى كلام.. وكتاب: هو المسيح عيسى ابن مريم غلاف كتاب المهدى المنتظر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعرف جميعا قصة المهدى المنتظر، الذى يعتقد بظهوره فى نهاية الزمان، ويكون حاكمًا وعادلاً وعظيمًا لدرجة أنه سينهى الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل، ويكون من آل بيت النبى محمد (ص)، وهو اعتقاد سائد لدى أغلب عامة المسلمين.
 
وقصة المهدى، والتى لم تذكر فى أى من آيات القران الكريم، ولم يرد ذكرها إلا فى الأحاديث النبوية الشريفة، عليها خلاف كبير منذ القدم، بين حقيقة ظهور ذلك الرجل الصالح الذى سينهى الفساد ويصلح العالم، وهو الاعتقاد الذى يتفق فيها الشيعة مع عدد كبير من أهل السنة، وبين رأى آخر يذهب إلى أن المهدى المنتظر مجرد خرافة يروجها البعض استنادا إلى أحاديث ضعيفة، مع وجود معتقد آخر بأن المهدى هو نفسه المسيح المنتظر نزوله مرة أخرى، وهو ما تتفق فيه المسيحية مع الإسلام، وينتظره اليهود أيضا.
 
وبحسب المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، فإن المهدى المنتظر عند الشيعة الاثنا عشرية هو الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري، آخر أئمتهم الذى قيل إنه ولد فى سامراء عام 255هـ للهجرة، ويعتقدون أنه لا يزال حيا يعيش فى الغيبة الكبرى بعد انقطاع أخباره التى كانت ترد إلى شيعته أثناء غيبته الصغرى عن طريق سفرائه الأربعة، يلقبه الشيعة بالمهدى وصاحب الزمان والحجة ابن الحسن، وعندما يرد ذكر اسمه يقف الشِيعة تبجيلا له يرفق الشيعة معه دعاء "عجل الله فرجه" لينهى الله غيبته ويعجل بظهوره، ورغم إبطال الخمينى لعقيدة الانتظار الشيعية من الناحية العملية، لكن الأمر لم ينته.
 
الأمر بالنسبة إلى السنة، يبدو أكثر تعقيدا واختلافا مما يظهر فى أتباع المذهب الشيعى، فهناك العديد ممن يتفق على صحة ظهور المهدى المنتظر.
 
وتبين أغلب المواقع الإسلامية المنتشرة على شبكة الإنترنت، أن الأحاديث الدالة على ظهور المهدى عليه السلام جاءت صحيحة، وأنه سيكون فى آخر الزمان وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها ومن هذه الأحاديث: عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج فى آخر أمتى المهدى يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطى المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً يعنى حجاجاً ( أى سنين) "، مستدرك الحاكم 4/557-558 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. وقال الألبانى : هذا سند صحيح رجاله ثقات، سلسة الأحاديث الصحيحة مجلد 2 ص336ح771.
 
 
كما خرج العديد من الدعاة الإسلاميين للتأكيد على قرب ظهور الإمام المنتظر لإصلاح العالم، ومنهم الداعية الإسلامى محمود المصرى، الذى خرج فى إحدى اللقاءات التلفزيونية منذ سنوات ليؤكد أن المهدى قد يظهر بعد حوالى 20 عاما، وهو وقت قليل فى حسابات الزمان، كما أن الشيخ السعودى محمد العريفي، يرى بأن الإمام المنتظر سيخرج و يخرج المهدى من المدينة إلى مكة، فإذا خرج من المدينة إلى مكة يعرف الناس أنه المهدي، وحينها يبايعونه، ويأتى جيش من الشام لقتاله فيُخسف به الأرض.
 
على الجانب الآخر تجد من يستقى من القرآن الكريم والأحاديث النبوية المتواترة، وقالوا كذلك إنه لا يوجد حديث واحد فى البخارى ومسلم قطعى الدلالة على وجود المهدى المنتظر.
 
أمّا الروايات المروية عن المهدى فهى فى غير البخارى ومسلم، وهى ضعيفة، كما يقول ابن خلدون فى مقدمته: "لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه، كما يقول المحقق الكبير محمد محيى الدين عبد الحميد رحمه الله فى تعليقه على "الحاوى للفتاوي" للسيوطي: "يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد عن المهدى من الإسرائيليات التى دسها الشيعَة والباطنية" كذلك اعتبر محمد رشيد رضا أن فكرة المهدى من الإسرائيليات، تبعًا لأستاذه محمد عبده، ثم ذهبت مدرسة الإحياء (الإحيائيون والإصلاحيون كما يسمِّهيم رضوان السيد) إلى نفس منهج رشيد رضا ومحمد عبده.
 
 
كما أن مفتى الديار المصرية الأسبق الدكتور على جمعة، صرح من قبل فى حلقة 26 أكتوبر 2014، من برنامجه "والله أعلم"، مؤكدا أن منهج أهل السنة ليس به ما يسمى «المهدى المنتظر»، قائلًا: «المهدى مش منتظر عندنا، ده منتظر عند الشيعة، إحنا معندناش المهدى المنتظر ده، لكنها كلمة جرت على ألسنة الناس، يقولك مثلًا (القول المختصر فى المهدى المنتظر)، وهو منتظرش ولا حاجة لأنه ممنوع الانتظار والاستحضار، لا يوجد ما يسمى بالمهدى المنتظر فى عقيدة أهل السنة.
 
رأى آخر يبدو مختلفا مع الآراء السابقة، يرى أن هناك حديث رواه ابن ماجه فى سننه، عن الرسول (ص) يقول: لا مهدى إلا عيسى بن مريم. أخى المؤمن العارف بدين الله، وهو الحديث الذى يوجد اختلاف بين كثير من الطوائف حول صحته، إلا أن طوائف عدة ومن بينها السلفية ترفض ذلك الحديث، وتعتبره من الأحاديث الضعيفة.
 
ويبدو اعتقاد أن المسيح هو نفسه الإمام المنتظر، متفقا مع المعتقد المسيحى، والمعتقد اليهودى أيضا، بحسب كتاب "العلامات العشر المدمرة فى التراث الدينى" تأليف محمد محمد كذلك حيث يقول : المسيح المنتظر عند اليهود ملك من نسل داوود، سيأتى بعد ظهور النبى إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودى، بل البشرى، فينهى عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة