تتوراث الأجيال المختلفة الحكايات والأساطير بعضها يعيش فى الذاكرة، وقد يتحول إلى حقيقة راسخة وكأنه أمر مسلم به لا يقبل التشكيك، وبعض القصص تعيش أسطورتها فى الذاكرة وتصبح من الموروث الشعبى، الذى تناقله الأبناء.
لكن يبقى عدد كبير من الأساطير مرتبط بإراقة وسفك الدماء، ويكون القتل هو السبيل الوحيد لتحقيق تلك الحكايات الأسطورية، من بينها النذور والقرابين، وأمور أخرى نحاول رصدها، فى التقرير التالى:
النذور والقرابين.. الفراعنة قتلوا الخدم من أجل مرافقة الملوك فى الحياة الأخرى
يشاع أن قدماء المصريين اعتادوا طوال تاريخهم على قتل خدمهم ومساعديهم وأسرتهم عند الوفاة ليدفنوا مع المتوفى، وينتقلوا إلى عالم الحياة الأبدية بعد الموت، حيث إن المصريين القدماء مارسوا "التضحية البشرية"، لكن ليس طوال تاريخهم الممتد على مدار ما يقرب من أربعة آلاف عام.
وكان هناك شكلان رئيسيان لممارسة "التضحية البشرية" فى مصر القديمة، الأول كان الضحية فيه غالباً من المجرمين وأسرى حرب، وفى بعض الحالات استخدم التضحية كأسلوب لتنفيذ عقوبة الإعدام، وبذلك كانت تتم "التضحية البشرية" لإعادة تأسيس نظام راسخ والتأكيد على دور الملك كضامن رئيسى له، أما الشكل الثانى فكان يتم بعد وفاة الملك، حيث يتم قتل خدمه ومساعديه حتى يتمكنوا من مرافقته إلى الحياة الأخرى، بحسب المعتقد الفرعونى، والذى كان سائداً فى بدايات العصر الفرعونى.
أكسير الحياة يطيل العمر
أكسير الحياة أسطورة يتم تداولها منذ القدم، يعتقد أنها ظهرت منذ العصر الفرعونى، ويستدل البعض على ذلك بزعم وجود بعض النقوش على المعابد، وتحقق هذه الأسطورة الخلود، وهو عبارة عن وصفة أو مشروب سحرى يمكن لمن يتناوله أن يظل على قيد الحياة للأبد، وفى كل الأحوال يعتقد بأن الحصول على الأكسير أمر مستحيل.
وبالرغم من قدم الحديث عن مثل هذه الأسطورة إلا أنه ظهرت مؤخرا عدة وصفات، أطلق عليها العلماء اسم أكسير الحياة، فخلال أكتوبر عام 2016، قال باحثون أمريكيون إنهم اكتشفوا مركبا طبيعا موجودا فى الأفوكادو والقرنبيط والخيار قد يكافح آثار الشيخوخة لدى البشر، خاصة أن الاختبارات أثبتت نجاحه على الفئران، كما يعمل العلماء ورجال الأعمال على مجموعة من التقنيات، محاولة منهم لإيقاف شيخوخة الخلايا، وكذلك حقن دماء لشباب صغار فى كبار السن بطريقة قد تدعمهم وتمنحهم الحيوية.
عروس النيل
يعد نهر النيل شريان الحياة عند المصريين منذ القدم، وبينما يرتبط به المصريون اليوم، كمصدر رئيسى للمياه، كان فى القديم يمثل النيل شكل من أشكال الخير ورمزا من رموز إله الخير على الأرض، ولذلك كانوا يسعون لإرضائه، والتقرب له ببعض القرابين كى يمدهم بالمياه التى هى رمز الحياة
وكان الباعث لدى المصريين القدماء هو تقديم أغلى ما لديهم، من خلال إلقاء إحدى الفتيات الجميلات من أبنائهم، يتم اختيارها يوم الفيضان من كل عام ويطلق عليه يوم وفاء النيل، ويتم تزيين أجمل الفتيات ويطلق عليها عروس النيل، ويتم إلقاؤها فى النيل كنوع من التضحية البشرية.
ويعتقد أن هذه الأسطورة ظلت متواجدة عند المصريين، حتى بعد دخول المسيحية إلى مصر، إلى أن جاء الفتح الإسلامى، على يد القائد عمرو بن العاص، فتم إلغاء تلك العادة بعدما أمره بذلك الفاروق عمر بن الخطاب خليفة المسلمين آنذاك، ورأى بعض المؤرخين أن هذه الأسطورة ظلت متواجدة بشكل رمزى فى عيد وفاء النيل، حيث استمر المصريون فى إلقاء دمية خشبية على شكل فتاة آدمية بدلا من الفتيات.
قتل الأطفال لفتح المقابر
هناك فى بعض المناطق فى جنوب مصر، هوس شديد بالتنقيب عن المقابر الفرعونية واكتشاف كنوز الأجداد، لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد فقط، ففى الأقصر مقابر البر الغربى، يقوم أصحاب المقبرة بخطف طفل صغير لذبحه، ويشترط ألا يكون بلغ سن الرشد، أما القربان المشترك بين أكثر المعروفين بالسعى وراء الآثار، هو دماء الأطفال وقد يصل الجبروت والمغالاة فى الطلبات أن يكون الدم لأحد أبناء صاحب المقبرة.
ومن أبشع الجرائم التى يرتكبها المهووسون بالبحث عن الآثار، هى جريمة ذبح الأطفال على المقابر وتقديمهم قربانا لحارس المقبرة من "الجن"، دون أدنى إدراك لأنهم يتعرضون لعمليات خداع ونصب على يد الدجالين.
القمر الدامى يتنبأ بدمار العالم
القمر الدامى أو الدموى هى ظاهرة تحدث عندما يكون القمر فى أقرب موقع له من الأرض، ويدور فى مدار بيضاوى الشكل، كما يكون موقع القمر خلف الأرض تقريباً، الأمر الذى يجعل لونه أقرب إلى اللون الأحمر، وهذه الظاهرة لها أهمية استثنائية هذه المرة، إذ أنها تتعلق بنبوءات يؤمن بها بعض المسيحيين، تتعلق بوقوع أحداث مهمة بالتزامن مع حدوث أربعة أقمار دموية.
وبحسب ما ذكرته جريدة "ديلى ميل" واسعة الانتشار فى تقرير نشرته فى سبتمبر 2015، بعض المسيحيين قلقون من أن هذا الحدث السماوى قد يمثل بداية الأحداث الرهيبة، استناداً إلى فقرة من الكتاب المقدس تقول "يجب أن تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم، قبل اليوم الكبير والعظيم لقدوم الرب".
شجرة التنين
شجرة "دم التنين" وتعرف أيضاً بـ"دم الأخوين" تعد من أجمل وأغرب أنواع الأشجار فى العالم، ويعود اسم "دم الأخوين" إلى الأسطورة التى تتناقلها الأجيال فى المنطقة العربية، تحكى قصة أول قطرة دم وأول نزيف بين الأخوين قابيل وهابيل، وبحسب الأسطورة فقد كان قابيل وهابيل أول من سكن جزيرة سوقطرة "ولما وقعت أول جريمة قتل فى التاريخ وسال الدم نبتت شجرة دم الأخوين.
وإضافة إلى ندرتها هذه الشجرة الجميلة كانت نبتة مقدسة فى الديانات القديمة لدى الحميريين والفراعنة والأشوريين، وهذا ما ظهر من خلال النقوش القديمة.
المايا يتقرب إلى الآلهة بقرابين من الأسرى
كان شعوب المايا (حضارة سكنت فى جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التى تعرف حالياً بجواتيمالا، بليز، هندوراس) يمارسون طقوسا ويقيمون احتفالات القداس لهذه الآلهة فى أول السنة الماياوية فى يوليو أو فى حالة الطوارئ كما فى المجاعات والقحط والأوبئة والجفاف.
وكانت الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسرى الحرب، وكانت الضحية تدهن باللون الأزرق ويقتل فوق قمة الهرم فى احتفالية طقوسية، بضربه بالسهام حتى الموت أو بعد تقييد الساعدين والساقين بينما يشق الكاهن صدره بسكين حادة مقدسة من حجر الصوان فينتزع القلب ليقدم كقربان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة