صدر عن سلسلة "حكاية مصر" بالهيئة العامة لقصور الثقافة، كتاب "البناء الاجتماعى للدير بوادى النطرون: دراسة انثروبولوجية للرهبنة القبطية المعاصرة"، للدكتورة أليس اسكندر بشاى، وتقديم البابا شنودة الثالث والدكتور محمد عبده محجوب.
والدراسة تقدم حقولا علمية تاريخية عن الرهبنة المصرية، وكيف أصبحت منبع الرهبنة فى العالم المسيحى كله، بعدما نشأت فى مصر أولا، وتتلمذ آباء الرهبنة على يد الرهبان المصريين، فنقلوا تعاليمهم ونشروها، وحرصوا على الاقتداء بهم، ومن ثم تكونت مدارس الرهبنة وتعددت نظمها، وتلقى الدراسة الضو على جماعة الرهبان التى سكنت دير وادى النطرون، والتى تعد أشهر جماعات الرهبنة فى مصر على مدى العصور.
وتبين الدراسة فى فصلها الأول "البناء الاجتماعى للدير القبطى"، وفقا لبيان القيم والمعايير والجزاءات التى تنظم العلاقات الديرية، وكانت هذه القيم بالطبع قيما دينية، رصدتها الدراسة دون التعمق الثيولوجى، فيما ركزت فى الفصل الثانى على النسك فى الديانات السماوية الثلاث والأديان غير السماوية.
وجاء الفصل الثالث معنيا بالتعريف بالرهبنة ومفهوم الراهب، والأسباب التى أدت إلى ظهور الرهبنة ومبادئها المصرية وعناصرها، وانتقال الرهبنة المصرية إلى الشرق والغرب وأنماط الرهبنة وسوسيولوجيا النظم الرهبانية، أما الفصل الرابع فقد حمل عنوان "الحياة الاجتماعية فى أديرة وادى النطرون" وقد تناول بالدرس إيكولوجيا المنطقة والتعريف بالأديرة الأربعة الواقعة فى الوادى، والتى قامت الباحثة بإجراء دراسات استطلاعية حقلية فيها لتقوم عليها بحوثها الحقلية المكثفة والمركزة فيها بعد، وهى دير السريان، دير البراموس، دير الأنبا مقار، دير الأنبا بيشوى، وبجانب هذا جاء التسجيل الأنثوجرافى للإنخراط فى الرهبنة وأنواعها ومراحلها وطقوس سيامة الرهب، وأسباب اختيار الدير واختبارات القبول والاختبارات اليومية التى يجتازها الراهب.
بينما جاء الفصل الخامس، مركزا على العلاقات الاجتماعية للراهب، وبخاصة ما يتعلق بعلاقة الراهب بأسرته الرهبانية والقيم التى تحكمها، وعلاقته أسرته البيولوجية والعالم الخارجى، وعلاقته بالكنيسة والمجتمع الكنسى، ليلخص البحث إلى بيان الوظائف الروحية والاجتماعية للرهبنة، أما الفصل السادس فركزت فيه الباحثة على وظائف الدين باعتباره من المقومات الرئيسية للبناء الاجتماعى، كما عنيت بالتعريف بالاتجاهات النظرية فى أنثروبولوجيا الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة