لا تزال تركيا تعيش وضعا اقتصاديا متأزما، جعلت مستثمرين أجانب يلوحون بمغادرة السوق التركى، فى الوقت الذى تلقت أنقرة صفعة قوية بعد أن تلقت داعش هزيمة كبرى فى سوريا، بعد خسارتها آخر الجيوب فى سوريا.
فى البداية نقلت صحيفة "زمان" التركية المعارضة عن مستثمر أجنبى يعيش فى تركيا يدعى " تيموثى آش"، وصف فيه عام 2018 بالكابوس فى تركيا، مهددا بالانسحاب من السوق التركية فى حال تكرر الاضطراب الاقتصادى الذى شهدته تركيا ومطالبا السلطات بتحقيق استقرار مالى.
الصحيفة التركية المعارضة أشارت إلى أن المستثمر الأجنبى أكد ضرورة تعديل السياسة فى تركيا لاستمرارية الاستثمارات، واصفا عام 2018 فى أنقرة بالكابوس بعدما قال: "لا نريد أن نعايش عام 2018 مرة أخرى، يمكننا القول إن عام 2018 كان عاما كابوسيا بالنسبة للمستثمر الأجنبى، حيث يتوجب موازنة الأخطاء السياسية داخل البلاد وتحقيق نموذج دخل جديد، وننتظر سياسية مالية آمنة، فنحن المستثمرون الأجانب لسنا أعداء، وإن ربحنا المال فأنتم أيضا ستربحون ونريد استثمار المزيد من الأموال، لكن إن تكرر عام 2018 سنسحب الاستثمارات الموجودة بالفعل، وسنسحب الأموال إن تكرر مثل العام الماضى".
ومع تزايد ملاحقات أردوغان لمعارضيه فى الخارج، سلطت الصحف الألمانية الضوء على هذا الأمر، حيث نقلت أيضا صحيفة "زمان" التركية المعارضة، عن صحيفة "دى فيلت" الألمانية، تأكيدها أن تركيا قدمت لبرلين نحو 990 طلبا بملاحقة أشخاص عبر الإنتربول، تعتبرهم أنقرة معارضين لها، منذ محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة فى تركيا منتصف عام 2016، لافتة إلى أنه يوجد 925 طلبًا من السلطات التركية لتنفيذ أوامر اعتقال، بينما طلبت أنقرة فى 65 حالة أخرى تحديد مكان إقامة المطلوبين لكن الرد الحكومى الألمانى لم يوضح عدد الطلبات التى استجابت السلطات الألمانية لها.
وأشارت الصحيفة التركية المعارضة إلى أن عدد طلبات الملاحقة التى تلقتها ألمانيا من تركيا منذ محاولة الانقلاب بلغ 848 طلبا، إلا أن المعلومات العامة المتوفرة تشير إلى عدم استجابة السلطات الألمانية لطلبات السلطات التركية باعتقال أو بملاحقة من تعتبرهم تركيا معارضين، بينما لاحقت واعتقلت السلطات التركية آلاف الأشخاص على خلفية الانقلاب الفاشل، كما سرحت عشرات الآلاف من وظائفهم.
من جانبه فضح خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، التعاون التركى مع داعش، وانكشاف هذا التعاون بعد هزائم داعش فى سوريا، مشيرا فى سلسلة تغريدات له عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، إلى أن المقاتلين الأجانب من أنحاء العالم والذين شكلوا العمود الفقرى والقوة الضاربة لداعش سافروا أولًا إلى تركيا ثم للعراق وسوريا، وأنه فى 2013 اجتاز نحو 30 ألف مقاتل الأراضى التركية حيث أنشأت تركيا ما يسمى بالطريق السريع للجهاد .
ولفت المحلل السياسى السعودى إلى أن الجرحى من مقاتلى داعش تلقوا العلاج المجانى فى المستشفيات جنوب شرق تركيا، كما أن صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كان متورطا فى شراء النفط من داعش وهو ما ساهم فى توفير الدعم المادى لخزائن تنظيم داعش الإرهابى .
ولفت خالد الزعتر إلى أنه بعد سيطرة الأكراد على منبج بعد طرد داعش منها عثروا على وثائق عن علاقات تركيا مع داعش تظهر تسهيل أجهزة تركية عبور مقاتلين أجانب إلى سوريا للانضمام إلى داعش، وتسهيل نقل العتاد والمعدات لداعش سواء من تركيا أو عبرها، ورسائل من التنظيم حول علاج عناصره فى تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة