صدرت الترجمة الهندية لمجموعة "زوجة الملح" الشعرية للشاعر يوسف أبو لوز، ضمن المشروع الذى تتبناه هيئة الشارقة للكتاب بترجمة مجموعة من الأعمال الأدبية الإماراتية والعربية إلى لغات عالمية حية.
وكانت "زوجة الملج" ترجمت كاملة إلى الفرنسية العام الماضى، وقام أبو لوز بتوقيعها فى معرض باريس الدولى للكتاب، والمجموعة هى السادسة له بعد: «صباح الكاتيوشا أيها المخيم» 1983، «فاطمة تذهب مبكرًا إلى الحقول» 1983، «نصوص الدم» 1991، «ضجر الذئب» 1995، «خط الهزلاج» 2002.
«زوجة الملح» تتألف من كتابين: كتاب الصيد، وهو مجموعة قصائد تفعيلة، وكتاب النثر، وهو مجموعة قصائد نثر، لكن القاسم المشترك هو «ملوحة» الماضي.. ماضى الشاعر، وماضى الطفل الذى كان، ورأى محيطه الريفى بكل ما فيه من مفردات قروية.
يوسف أبو لوز فى هذه المجموعة يكتب لكى يتذكر، وأحيانًا يجنح إلى ما يمكن أن يسمى السرد الشعرى معتمدا على متواليات جارية من الصور. إنه شاعر صورة جريانية بامتياز، وكل شيء كما كل كائن فى هذه السردية الشعرية متحرك، ودائم الجريان.
يكتب أبو لوز عن الأبواب، عن البنائين، عن الحياة أمس، عن الندم، عن القمصان، عن الدنيا فى عين الملك، والدنيا فى عين الموسيقي، والدنيا فى عين الخطاط، وإذا بهذه الدنيا مرة مالحة ومرة حلوة، ومرة فرس، ومرة قصر، وإلى آخر هذه المتواليات التى تحمل أحيانا طابعا وجوديا يأخذ الشاعر إلى أعماق ذاته المنفتحة على الحياة، ونقرأ فى قصيدة بعنوان «الحياة»:
كلما أتقدم فى العمر
أعرف أن بلادى أمامي
فأحث الخطى
وأخفف أمتعتى لأطير إليها
وأنظر خلفى لئلا يكون الغزاة ورائي.
أتلفت ثانية وأحث الخطا صائحا
يا بلادى «انطريني» قليلا
بلادى «انطريني»
إننى الآن فى آخر القرن
ما زلت أركض
والعمر يركض بي
والغزاة ورائي
ولكنهم سبقونى إليها.
كلما أتقدم فى العمر
أعرف أن حياتى ورائي
فأبكى عليها.
مجموعة «زوجة الملح» احتفاء أيضًا بالحياة، والشعر والكتابة، وكل قصيدة لها إيقاعها الموسيقى والنفسى والجمالى فى إطار عام ينهض على روح الكتابة، والشغف بها إلى درجة تحويلها إلى غناء.
يشار إلى المجموعة الشعرية «زوجة الملح» وصلت إلى القائمة الطويلة فى إحدى دورات جائزة الشيخ زايد للكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة