قرأت لك.. الثروة العامة للمدن.. ما الذى يجعل مدينة غنية وأخرى فقيرة؟

الأحد، 03 مارس 2019 07:00 ص
قرأت لك.. الثروة العامة للمدن.. ما الذى يجعل مدينة غنية وأخرى فقيرة؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يجعل مدينة غنية وأخرى فقيرة؟ وهل يكمن السبب فى حجم الموارد المتاحة لكليهما أم فى كيفية استغلال الفرص والإدارة الجيدة واكتشاف الثروات المخبوءة؟ وهل تقتصر ثروات المدن على الثروات المادية فقط أم تمتد للبشرية منها؟ 
 
تلك الأسئلة وغيرها التى يتعرض لها كتاب "الثروة العامة للمدن" الصادر مؤخرا عن دار نهضة مصر، الذى ألفه اثنان من الخبراء المعترف بهم دوليا فى مجال المالية العامة وهما ستيفان فولستر، داج ديتر، فيتناولان فى الكتاب ملامح المدن الضعيفة التى يصفانها باسم "المدينة الطاحونة" وهى المدن التى تتراكم فيها الدين وترتفع التزامات المعاشات وتكاليف الميزانية إلى عنان السماء بالنسبة للدخل من الضرائب والأصول، ويتعين رفع الضرائب لدفع الفواتير وليس لتحسين الخدمات وتجد هذه المدينة نفسها تدور فى طاحونة ويكون عليها بذل مجهود شاق لمجرد البقاء فى نفس الموضع. أما المدن الغنية التى يلقبناها باسم "المدن التوربينية" فهى تقوم باستثمارات بعيدة النظر تجعل التشغيل اليومى بها أرخص وأكثر تأثيرًا بل تنتج أحيانًا عائدًا مباشرًا؛ ويتيح هذا تكوين عضلات اقتصادية لمزيد من الاستثمارات. ويناقشان الكاتبان سُبل اعادة الحيوية الاقتصادية والاستقرار المالى للمدن،  عبر اكتشاف ثرواتها المخفية عن العين وإطلاق العنان لقدراتها؛ والثروات هنا لا تقتصر على الأصول المالية فقط انما تشتمل أيضا على الأصول الاجتماعية والبشرية التى يجب أن يتتم الاستثمار بها حتى تنمو وتزدهر المدينة.
 
غلاف كتاب الثروة العامة المدن
 
ويوضح الكتاب، أن أولى خطوات الاستخدام الأمثل لموارد المدن وتحسين جودة الحياة يبدأ من فهم الميزانية العامة للمدن، فمن خلال تحليل الميزانية يستطيع المسئولون وواضعى السياسات بالمدن والمستثمرين تقييم الآثار طويلة المدى للسياسات المختلفة واتخاذ القرارات الصحيحة التى من شأنها إحداث نتائج حقيقية بدلا من مجرد الاعتماد على سياسات خاصة بزيادة الضرائب والديون والتى تنتج عنها انتهاج سياسات تقشفية. 
 
أما الخطوة الثانية فتتمثل فى استخدام إدارة أكثر احترافية للحصول على نتائج أفضل، وذلك من خلال نقل مسئولية الإدارة إلى مديرين محترفين لإدارة الأصول التجارية والاجتماعية والبشرية، أما الخطوة الثالثة فتتمثل فى تحويل الانفاق من الاستهلاك إلى الاستثمار، فالمدن يتم بناؤها من خلال الاستثمار فى مستقبل مواطنيها، فى التعليم، والمهارات، وفى التفاعل الاجتماعى الجيد وفى بنية تحتية متينة.  
والكتاب يؤكد من خلال عدد من دراسات الحالة أن حتى المدن الفقيرة تمتلك عددا كبيرا من الأصول والمنشآت والعقارات والمنشآت التجارية التى يساء استغلالها بينما تستطيع هذه المدن أن تضاعف استثماراتها من خلال الاستخدام الأفضل و"الأذكى" لمواردها من خلال الخيارات المدروسة بعناية وتحويل الاهتمام والموارد من الإنفاق قصير الأجل إلى استثمارات أطول أجلاً يمكنها تحقيق طفرات فى جودة الحياة.
ومؤلف الكتاب داج ديتر، هو مستشار استثمار وكاتب اقتصادى، حصل على لقب أفضل مؤلف اقتصادى عام 2015 من صحيفة فاينانشال تايمز، من مؤلفاته: "الثروة العامة للأمم" بالاشتراك مع ستيفان فولستر، و"صعود الغش القانونى".
والمؤلف ستيفان فولستر، عالم اقتصاد وكاتب سويدى، رئيس معهد الإصلاح السويدى وأستاذ مشارك فى معهد KTH الملكى للتكنولوجيا فى ستوكهولم، من مؤلفاته: "إصلاح دولة الرفاهية"، "ريادة الأعمال والنمو الاقتصادى".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة