أظهرت دراسة حديثة وجود ارتباط بين بعض البروتينات وميل الذين يعانون من الخرف إلى ارتكاب أعمال إجرامية ، حيث عكفت على دراسة المرضى المتوفين الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر أو الخرف الجبهي الصدغي.
وقالت مادلين ليليجرين الأستاذ في كلية الطب بجامعة واشنطن: "إن هذه الدراسة فريدة من نوعها حيث إننا درسنا المرضى المتوفين، وهو ما يعني أننا على يقين بنسبة 100% من تشخيص الخرف، الذي لم يتم إثباته دائمًا أثناء بقاء المرضى على قيد الحياة".
وأشارت إلى ملاحظة أن احتمال ارتكاب أعمال إجرامية كان أعلى بنحو 9 أضعاف بين المرضى الذين يعانون من الخرف الجبهي الصدغي والذين لديهم تراكمات في الدماغ لبعض البروتينات غير الطبيعية، وقبل كل شيء بروتينات (TDP-43)، مقارنة مع أولئك الذين لديهم تراكمات من بروتين "تاو".. لذلك يبدو أن بروتينات (TDP-43) مرتبطة بشكل خاص بتطوير السلوك الإجرامي بين الأشخاص المُصابين بالخرف الجبهي الصدغي.
وأوضح الباحثون أنه عندما يبدأ الشخص - الذي كان ينظر إليه ممن حوله على أنه يحسن التصرف - ارتكاب الأعمال الإجرامية مثل السرقة، أو السلوكيات العدوانية الأخرى، فقد يكون هناك مرض خرف وراء هذه السلوكيات غير المتوقعة.
وقام فريق بحثي متخصص في علم الأمراض العصبية بدراسة حالة 220 مريضًا متوفيًا متأثرًا بإصابته بمرض الزهايمر أو الخرف الجبهي الصدغي ((FTD)، والذي تم رصدهم في عيادة الذاكرة بين عامي 1967 – 2017، ومن بين هؤلاء، ارتكب 30 في المائة منهم جريمة جنائية.
وعند دراسة السلوك مثل الضحك الشديد أو الصراخ غير المتوقع، فإن مجموعة الخرف الجبهي الصدغي تم تمثيلها أكثر من اللازم (75%)، مقارنة بمجموعة الزهايمر (56%).
وأشار الفريق البحثي إلى أنه "يمكن أن يحدث الخرف الجبهي الصدغي أيضًا عند الشباب، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يكون هناك تشخيص صحيح، ولهذا السبب من المهم أن يستجيب الأقارب وخدمات الرعاية الصحية والشرطة والنظام القانوني بأكمله للسلوك الاجتماعي والجنائي المتغير وتوفير المساعدة لتمكين هؤلاء الناس من الحصول على الرعاية الطبية".