صعق العالم كله، اليوم الإثنين، بالحريق المأساوى الذى نشب فى كاتدرائية نوتردام التاريخية الواقعة فى قلب العاصمة الفرنسية باريس، حيث انهار سقف الكاتدرائية وبرجها، بينما يحاول رجال الإطفاء الفرنسيين السيطرة على الحريق الذى انتشر سريعًا فى مختلف أرجاء المبنى الآثرى منذ ظهر اليوم.
وقبل يوم واحد من الحريق الضخم فى كاتدرائية نوتردام، التقط أحد مواقع التصوير المتخصصة صورة بزاوية 360 درجة من داخل الكاتدرائية والتى تبرز المعالم المعمارية الرائعة فى مختلف زواياها.
كاتدرائية نوتردام، هى أحد أبرز وأهم المنشآت السياحية الفرنسية، وأقدمها، حيث بدأ تشييد مبنى الكاتدرائية الفرنسية منذ 1500 عام، واستغرق بنائها الكامل أكثر من 100 عام، كما أن قبة الكنيسة ترتفع إلى 33 مترا ومَدعومة بأقواس بدون وجود أعمدة فى الوسط.
الأهمية التى تمثلها كاتدرائية نوتردام تتمثل فى أنها تستقطب سنويا نحو 13 مليون زائر فى باريس، حيث تقع على نهر السين فى قلب باريس التاريخية، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس فى القرن العاشر بشكلها القوطي، وشهدت الكاتدرائية تغييرات كثيرة فى التصميم فى منتصف القرن 13، فيما تشكيل أجنحة الكنيسة على أحدث طراز رايونانت منذ 8 قرون.
كاتدرائية نوتردام من الداخل قبل الحريق
كاتدرائية نوتردام
كاتدرائية نوتردام تم إنشائها فى مكان بناء أول كنيسة مسيحية فى باريس، وهى بازيليك القديس استيفان حيث إن النسخة الأولى من نوتردام كانت كنيسة بديعة التى بناها الملك شيلدبرت الأول ملك الفرنجة فى عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس فى القرن العاشر بشكلها القوطي.
شهدت الكاتدرائية العديد من المتغيرات، ففى عام 1160، أصبحت الكنيسة فى باريس كنيسة الرعية من ملوك أوروبا، جاءَت أهم التغييرات فى التصميم فى منتصف القرن الثّالث عشر، عندما تم تشكيل أجنحة الكنيسة على أحدث طراز رايونانت، ثم أضاف جان دى الراحل بوابة جملونية إلى الجناح الشمالى.
مظاهر الجمال العمرانى من داخل كاتدرائية نوتردام
وشهدت كاتدرائية نوتردام العديد من الأضرار، أبرزها عام 1548، حين دمرت أضرار الشغب ميزات نوتردام، معتبرة أنها وثنية، وفى عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، خضعت الكاتدرائية للتعديلات الرئيسية كجزء من محاولة مستمرة لتحديث الكاتدرائيات فى جميع أنحاء أوروبا تمثال ضخم لكريستوفرش يقف ضد دعامة قرب المدخل الغربى والذى يرجع تاريخه إلى عام 1413، ودمر عام 1786، كما شهدت الكاتدرائية أضرارا أخرى فى عام 1793، خلال "الثورة الفرنسية"، حيث تم تدميرها ونُهبت العديد من كنوز الكاتدرائية، كذلك تسببت الحرب العالمية الثانية الكثير من الأضرار، شملت العديد من النوافذ الزجاجية الملونة فى الطبقة الدنيا حيث أُصيبت برصاصات طائشة، ثم تم تجديدها بعد الحرب، والكاتدرائية لديها 10 أجراس أكبرها إيمانويل، الأصل يعود إلى عام 1681.
النماذج الأولى للكاتدرائية فى بداية بنائها كانت غير كافية للمبنى، حيث تم الانتهاء من أول جهاز ملحوظ فى القرن 18 من قبل البانى فرانسوا هنرى كليكوت، وأعيد بناء الجهاز بالكامل تقريبا وتوسع فى القرن التاسع عشر من قبل أريستيد كافايلى كول، وأبرز المعلومات عن هذا الجهاز أنه يحتوى على 7،952 ماسورة، مع 900 تصنيف ومصنفة على أنها تاريخية.
كاتدرائية نوتردام فى باريس
سقف كاتدرائية نوتردام فى باريس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة