الحنين إلى الوطن والأهل والأصدقاء دائما ما يجعلنا بحاجة إلى خلق بيئة وحياة جديدة نشعر من خلالها بالانتماء والدفء والتعبير عن هويتنا المصرية وثقاقتنا المميزة كلما غلبنا الحنين، وخاصة إذا كان السفر والعيش فى مكان نجهل لغته وهويته أيضا.
وهذا ما فعلته المصرية "آلاء فتحى" الأم الثلاثينية لطفلة ذات 3 أعوام، عندما سافرت مع زوجها إلى هولندا تبعا لظروف عمله الجديدة، التى دفعتها إلى ترك عملها بمصر وجعل الأولوية لزوجها وأسرتها.
وتحكى ألاء لـ"اليوم السابع" وتقول "فى البداية قررت أوفر وقتى كله لبنتى ليلى وأديها اهتمامى وأوفر ليها بيئة كويسة حواليها"ولكن عندما بدأت طفلتها بالالتحاق بالمدرسة وبداية تكوينها لمجتمع خاص من حولها، وجدت "ألاء" لديها الكثير من وقت الفراغ، التى لم تستلم له وبدأت بالتفكير فى كيفية استغلاله من أجل أن توفر لطفلتها بيئة تكون قادرة من خلالها بالشعور بالدفء وتكوين صداقات.
وتضيف "لما دخلت ليلى المدرسة كنت عايزة أعمل برنامج لنفسى ولبنتى غير المدرسة علشان تتأقلم أكتر على البلد وتتعلم أسرع وتعمل صحاب" الأمر الذى دفعها إلى الذهاب إلى أحد المنظمات الموجودة فى رئاسة الحى التابعة له فى هولندا، لكى تعرض لهم فكرتها فى رغبتها بقيام أنشطة مختلفة تجمع بين أطفال الحى بعيدا عن الأنشطة التقليدية من استخدام التكنولوجيا والبلايستشن والكرة وغيره.
وتتابع "كنت عايزة حاجات مختلفة يعملوها الأطفال مع بعض يطبخوا مع بعض ياكلوا مع بعض يلعبوا مع بعض يخرجوا رحلات سوا فى الويك اند بعيدا عن المدرسة واليوم الدراسى يبقى فى أنشطة مختلفة والناس تقابل بعض" وقد نالت هذه الفكرة دعم رئاسة الحى والعمل على تنظيمها والاهتمام بها.
وقد بدأ الأمر بتجمع النساء فى بيت الحى لتكون فرصة مناسبة للأطفال وقدرتهم على الاندماج واللعب سويا، كما جعلتها فرصة أيضا لتعريفهم على الأكلات المصرية الشهيرة من خلال فطار مصرى أعدته والحديث عن الثقافة المصرية والعادات والتقاليد.
وتقول" كانت المفاجئة إن مفيش اتنين من بلد واحدة كان فى من هند ومصر والصين وهولندا وإنجلترا، والموضوع كان حلو جدا اننا بنتبادل ثقافات ومعلومات وأفكار، بطريقة غيرة مقصودة احنا متجمعين عشان اطفالنا يلعبوا مع بعض .
كما أصبحت مسئولة عن تنظيم الاحتفالات الخاصة كل شهر، مثل الإحتفال بشم النسيم وتجميع الأطفال وتلوينهم للبيض ، كما شاركت بالمطبخ المصرى فى يوم الأكل وخاصة الأكلات الشعبية من كشرى ومسقعة لتضيف من الروح المصرية ، والذى حضره ما يقرب من 600 شخص.
والمشاركة فى "اليوم الوطنى للبان كيك" إحدى المناسبات الإجتماعية لذلك البلد، التى حرصت على تنظيمها داخل مدرسة ابنتها التى أصبحت ذات7 أعوام ، ومشاركة الأطفال معا فى الكثير من الأنشطة المختلفة وإعداد الحلوى أيضا.
وتختتم حديثها قائلة "الإيفنتات إللى كنت بشترك فيها الناس كلها كانت بتتبسط، والهولندين بيحبوا جدا ان يكون فى حاجات كويسة فى الجانب الانسانى فى إللى قدامهم، وانا كنت دايما بحاول أوصل فكرة إن أنا كويسة عشان فى ملايين من العرب والمصريين كويسين، وانى أحاول اغير الصورة اللى متصدرة ليهم عن العرب والمصريين.