كان حريصا على تسجيل ما تقع عليه عيناه فى لوحاته الفنية، مستغلاً مهاراته الطوبوغرافية فى توثيق مدينته البندقية فى إيطاليا، هو الفنان جيوفانى أنطونيو كانال والمعروف باسم كاناليتو "1697-1768" .
كان الفنان الراحل من أسرة نبيلة تنتمى للطبقة الارستقراطية، استطاع أن يجعل مدينته البندقية مسرحا له يبرز أجمل المشاهد كالميادين والبحر والقوارب والكنائس والقصور فى أعماله الفنية المتميزة.
تمتع الفنان كاناليتو بحس رهيف فى نقل التفاصيل المعمارية بكل تفاصيلها وكأنك ترى مبانى حقيقية داخل لوحاته، مما جعله أمينا على نقل مشاهد مدينته التى أحبها البندقية، ويعود الفضل فى مهارته الفنية لأبيه الذى اتاح له الفرصة فى رسم المناظر المسرحية، حيث كان يعمل مع أبيه وشقيقه فى تصوير مناظر المسرح والأوبرا فى مدينة البندقية التى كانت تضم ما يقرب من 20 خشبة مسرح آنذاك.
كانت أولى خطوات الفنان الراحل كاناليتو فى عام 1725 فكان يتمتع بحفظ المناظر الطبيعية عندما ينظر لها بعينه، فكان ينقلها بأشخاصها ونوافذها بدقة شديدة، وأخذ عشاق فن الفنان كاناليتو بنقل لوحاته فى القرن الـ 17، إلى مدن أخرى لتستقر فيما بعد داخل الكنائس والقصور، إلى جانب مجموعة كبيرة من أعماله فى أوروبا، وكان للفنان الراحل عشاق أغلبهم من إنجلترا، وكتن كاناليتو ولم يكن يسجل التاريخ على لوحاته، وبعد وفاته لجا المؤرخون للفن إلى الاعتماد فى تصنيف أعماله على المعالم الطوبوغرافية، وأسفر عن ذلك أنه صور ما يقرب من 500 لوحة ولم يتناول الدارسون أعماله بالبحث والتفسير إلا حديثاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة