كشفت الكاتبة اللبنانية الكبيرة هدى بركات، والتى فازت روايتها "بريد الليل" بالجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2019، قبل موعد الحفل بساعات، والذى أقيم مساء اليوم، فى العاصمة الإماراتية، أبوظبى.
وقالت الكاتبة هدى بركات ، خلال كلمتها عقب إعلان فوز روايتها "بريد الليل" أن الناشرة الخاصة بها، صاحبة دار الآداب للنشر، طلبت منها ترشيح روايتها إلى الجائزة، إلا أنها رفضت، وذلك بناء على موقف سبق اتخذته حينما لم تصل روايتها "ملكوت هذه الأرض" فى عام 2013، إلى القائمة القصيرة.
وأشارت هدى بركات، "67 عاما " إلى الناشرة حينما طلبت منها كتابة كلمة سوف تقوم بإلقائها عقب إعلان فوزها بالجائزة، علقت على طلبها هذا بقولها: إننى لا أستطيع، لأنهم إن لم يختارونى للفوز سأصاب بحزن وخيبة أمل كبيرة، ولذلك فأنا لم أقم بتحضير كلمة.
وأضافت هدى بركات: إنها سعيدة بهذه الجائزة، وبأى جائزة تحصل عليها لأنها تكتب باللغة العربية، فهو ربما يعادل ما قد يقدمه العالم إلىّ من جوائز، فى مقابل جائزة مثل جائزة البوكر العربية، وهو ما يدفعنى لأن أشكر دائرة أبوظبى للثقافة والسياحة.
وتابعت هدى بركات: لقد قرأت جميع الروايات التى وصلت إلى القائمة القصيرة، وبالفعل هى تستحق، وهذه الجائزة تتسبب فى حراك كبير، وفى الحقيقة أريد أن أشدد على شكر لجنة التحكيم، فأنا كما هو معروف كنت قد رفضت ترشيح رواية "بريد الليل" إلى جائزة البوكر، إلا أن دار الآداب للنشر طلبت منى أن أرشحها فقلت: "كلا أنا زعلانة منهم.. لأننى فى عام 2013 كنت قد ترشحت للجائزة عن رواية "ملكوت هذه الأرض"، ولم تصل إلى القائمة القصيرة".
واستكملت هدى بركات: وحين التقيت فى عام 2015، بالمترجم جوناثان تيلر، فى لندن، وسألنى: ما هو رأيك فى الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، فقلت له: ليست جميلة، لأنها رأت أننى لا أستحق أن أرقى إلى القائمة القصيرة.
وأشارت هدى بركات: لقد سبق وأن قلت للناشرة، أننى كبرت على الامتحانات، ولن أتقدم إلى هذه المسابقة من جديد، ولهذا، فأنا أشكر الجائزة مرة ثانية وثالثة، حيث طلبت ترشيح الرواية، وكان لنا هذه المرة أمل فى أن تشق هذه الرواية طريقها.
جدير بالذكر أنه من بين شروط الترشح للجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، أن "للجنة التحكيم الحق، إذا ما رأت ذلك ضروريا، في أن تنظر في روايات صدرت بين يوليو 2018 ويونيو 2019 ولم يتم ترشيحها من جانب دور النشر. ويتم ذلك عن طريق "استدعاء" روايات معينة بواسطة منسقة الجائزة التي تقوم بدعوة دار النشر المعنية بترشيح العمل الذي طلبته لجنة التحكيم وعلى الناشر في هذه الحالة إرسال سبع نسخ من الرواية إلى جانب تعبئة استمارة الترشيح الاعتيادية، علما بأنه في حال كون العمل المستدعى منشورا من قبل دار نشر من الدور المشاركة، فإن العمل الإضافي لا يُحسب من ضمن نصابها
وكانت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2019، قد تآلفت من ست روايات، هم: رواية بريد الليل للكاتبة اللبنانية هدى بركات، صدرت عن دار الآداب، ورواية شمس بيضاء باردة للكاتبة الأردنية كفى الزعبى، صدرت عن دار الآداب، ورواية صيف مع العدو، للكاتبة السورية شهلا العجيلى، صدرت عن منشورات ضفاف،و رواية الوصايا، للكاتب المصرى عادل عصمت، صدرت عن دار الكتب خان، ورواية النبيذة، للكاتبة العراقية إنعام كجه جى، صدرت عن دار الجديد، ورواية بأى ذنب رحلت؟، للكاتب المغربى محمد المعزوز، صدرت عن المركز الثقافى للكتاب.
يشار إلى أن القائمة القصيرة فى عام 2019 ثلاث كاتبات سبق لهن الوصول إليها، من بينهن إنعام كجه جى التى ترشحت للقائمة القصيرة عامى 2009 و2014 عن روايتى "الحفيدة الأمريكية" و"طشارى"، وشهلا العجيلى، التى وصلت إلى القائمة القصيرة عام 2016 عن رواية "سماء قريبة من بيتنا" وشاركت فى ورشة الجائزة للإبداع عام 2014، وهى أصغر كتاب القائمة القصيرة سنا، بينما وصلت هدى بركات إلى القائمة الطويلة عام 2013 عن رواية "ملكوت هذه الأرض".
حفل إعلان جائزة البوكر للرواية العربية 2019 (5)
كما جرى اختيار روايات القائمة القصيرة الـ6 من بين قائمة طويلة مكونة من 16 رواية صادرة باللغة العربية بين يونيو 2017 يوليو 2018. ويحصل كل كاتب وصل إلى القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار أمريكى، بينما يحصل الفائز بالجائزة الكبرى على 50 ألف دولار إضافية لقيمة الوصول إلى القائمة القصيرة.
بينما تآلفت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2019، من: شرف الدين ماجدولين (رئيس اللجنة)، أكاديمى وناقد مغربى مختص فى الجماليات والسرديات اللفظية والبصرية والدراسات المقارنة؛ وفوزية أبو خالد، شاعرة وكاتبة وأكاديمية وباحثة سعودية فى القضايا الاجتماعية والسياسية؛ وزليخة أبوريشة، شاعرة وكاتبة عمود وباحثة وناشطة فى قضايا المرأة وحقوق الإنسان من الأردن؛ ولطيف زيتوني، أكاديمى وناقد لبنانى مختص بالسرديات؛ وتشانغ هونغ يي، أكاديمية ومترجمة وباحثة صينية.