كشفت الكاتبة العراقية الكبيرة إنعام كجه جى التفاصيل الواقعية فى روايتها "النبيذة"، والتى وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2019.
وقالت الكاتبة الكبيرة إنعام كجه جى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" خلال تواجدها فى معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2019، إن بداية تعرفها على البطلة الرئيسية لرواية "النبيذة" كانت فى تسعينيات القرن الماضى، واستمر اللقاء بينها وبين البطلة الحقيقة لمدة خمسة عشر عاما، لافتا إلى أنها كانت قد دعيت إلى حفل، وجدت سيدة نسيت بطاقة الدعوة، فى أنه كان لديها بطاقتين، وفى البداية كانت تظنها امرأة فرنسية، إلا أنه حينما سألتها: "من أين أنتِ؟"، وأجابتها: "من بغداد"، شعرت بأن المرأة وكأنها وجدت كنزا أو أمام فرصة كبيرة لا ينبغى عليها أن تفوتها.
كما أشارت إنعام كجه جى، إلى أن "تاج الملوك" منذ أن تعرفت عليها، كانت دائما ما تلح عليها من أجل أن تكتب قصتها، وأنه لسبب سياسي كانت تتحرج من كتابة الرواية، موضحة أن أحد هذه الأسباب، هو أن "تاج الملوك" كانت تكره الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، بينما تحبه هى، وذلك لأن "تاج الملوك" كانت ترى أن "عبد الناصر" السبب الرئيسي فى مآسى العرب، بينما نشأت إنعام كجه جى وربيت على الثورة المصرية.
وعلقت إنعام كجه جى، على هذه المعضلة، بـ" فى وعي الحالى أدركت أن لكل وقت وعصر سياسات وأخطاء فى وقتها، ولهذا كنت أهرب منها، إلا أن تمكنت من الإمساك بى حينما أطلعتنى على تفاصيل قصة حبيبها الذى لم تره منذ خمسين عاما، وأطلعتنى على رسائلها لحبيبها، ومن هنا تمكنت من اصطيادى".
وبسؤال صاحبة رواية "طشارى" باعتبارها صحفية، وأن البطلة الرئيسية للرواية صحيفة أيضًا، وقدرتها على تحرى الدقة فيما كانت تستمع إليه من البطلة من حكايات تتعلق بحياتها، أشارت إنعام كجه جى، إلى أنها كثيرا ما تحرص على توثيق وتدقيق كل كلمة تسمعها من البطلة، لأنها فى بعض الحالات كانت تخشى من أثر التقدم فى العمر على مصداقية الواقعة، لافتا إلى أن البطلة الرئيسية فاجئتها بأرشيف وثائقى كبير محفوظ فى صنادق أحذية أسفل سريرها، يتضمن العديد من الصور وأعداد المجلات وكل ما يتعلق بها.
كما أشارت إنعام كجه جه، إلى أنه بعد وفاة البطلة الرئيسية للرواية شهر تقريبا من صدورها، انتقل هذا الأرشيف إليها، كما تواصل معها حبيب البطلة، ويدعى "منصور البادى"، وكان مستشار للرئيس هوجو شافيز، فى فنزويلا، وقام بإرسال "حزمة" خطابات الحب المتبادلة بينه وبين "تاج الملوك" إليها.
وأوضحت إنعام كجه جى، أن "تاج ملوك" قبل وفاتها كفرت عن عملها مع المخابرات الفرنسية، التى سعت لاستغلالها بهدف اغتيال الرئيس الجزائرى أحمد بن بلة، حيث قام بتجويد القرآن الكريم، وبتسجيل سورة مريم على إحدى الأسطوانات بصوتها، وذهبت إلى قبر والدتها، كل ذلك على الرغم من أنها حينما رأت أحمد بن بلة، وطلبت المخابرات الفرنسية منها أن ترشدهم عليه، أنقذته بإنكارها لمعرفته.
وشددت إنعام كجه جى، على أنها ما كان يمكن لها على الإطلاق أن تكتب حرفا واحدا مما ذكر فى رواية "النبيذة" إن لم تكن قد اعتمد على تحرى الدقة والتوثيق، لافتا إلى أنها استغرقت طويلا فى عملية التقصى والبحث التى وصلت على سبيل المثال، إلى معرفة مساحة السجن، وعدد السجناء فى الزنزانة الواحدة فى ذلك الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة