تتنظر إسبانيا اجراء انتخابات إقليمية وبلدية الأكثر غموضا منذ الانتقال إلى الديمقراطية، ففى 28 أبريل الجارى، يتم دعوة الإسبان إلى صناديق الاقتراع للتصويت فى الانتخابات العامة، وقدمت الأحزاب السياسية قوائمها منذ أقل من شهر ، وهى تشكل أكثر من 70 حزبا منها مجموعة 5627 مرشحا، مع 36.8 مليون ناخب.
ووفقا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية فهناك 5 مرشحون يظهرون فى اعلى استطلاعات الرأى، حيث بيدرو سانتشيز، رئيس الحزب الاشتراكى العمالى، هو المرشح الأفضل بنسبة 3.9%، يليه ألبرت ريفيرا، رئيس حزب ثيودادانوس بنسبة 3.8%، وبابلو كاسادو، رئيس الحزب الشعبى 3%، وبابلو إيجليسياس رئيس حزب بوديموس 3%، والأسوأ هو سانتياجو أباسكال، زعيم حزب فوكس اليمينى المتطرف ، بنسبة 2%.
وتتقاتل الاحزاب السياسية الرئيسية الخمسة لإقناع الناخبين بأن نموذجهم هو الأفضل، فهناك 5 طرق لمعروفة مستقبل إسبانيا، من أهم الأمور المثيرة للجدل ، الهجرة ، والقتل الرحيم.
يدافع الحزب الشعبى عن الهجرة القانونية والمنظمة المرتبطة بسوق العمل، ولتحقيق هذه الغاية يقترح تطير اتفاقيات تعاون مع الدول الأخرى ، وبما أن مشكلة الهجرة الغير شرعية هى حقيقة واقعة ، فإنه يقترح إنشاء صندوق خاص لعناية أولئك الذين يعانون من هذه الحالة، كما يريد تسهيل دمج المهاجريين القانونيين والأجيال الثانية مع خطة محددة، وبالنسبة لحالات اللاجئين فيقترح التعجيل بالإجراءات وخطة محددة لفنزويلا، التى تعانى حاليا من موقع عاجل يحتاج الى معالجة، كما تعتبر المافيا أحد أولويات بابلو كاسادو.
ويدافع حزب ثيودادانوس أيضا عن الهجرة المنتظمة ، ولكنه يقترح اختيار اولئك الذين يصلون الى اسبانيا بطريقة ما، ويدعو ايضا الى محاربة المافيا وحماية قوات الأمن وهيئات الدولة .
أما حزب فوكس، اليمينى المتطرف، فهو الوحيد الذى لديه أقوى الرسائل ضد الهجرة ، حيث يقترح زعيمه ، سنتياجو أباسكال ابعاد جميع المهاجرين خاصة الغير شرعيين،وطردهم من البلاد، كما ينادى ايضا بمحاربة المافيا.
ويبدأ الحزب الاشتراكى العمالى، باقتراح جعل الهجرة القانونية المرنة ، بحيث يصل إلى اسبانيا بطريقة منتظمة ومنظمة وآمنة، يعتبر التدريب الذى أجراه بيدرو سانتشيز أن وصول المهاجرين أمر اساسى لضمان مستقبل العاشات التقاعدية.
بيدرو سانشيز: حزب العمال الاشتراكى
حسب استطلاعات الرأي يظل رئيس الوزراء الحالى بيدرو سانشيز هو المرشح الأفضل للفوز فى الانتخابات، فمنذ تولى الحزب للسلطة عندما تقدم بطلب ناجح لحجب الثقة ضد الزعيم السابق المحافظ ماريانو راخوى، يهدف سانشيز إلى إطالة فترة الحزب فى الحكم ،وتشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية فوز الحزب الاشتراكى بـ 123 إلى 138 من أصل 350 مقعدا فى البرلمان.
ووعد الحزب الاشتراكى خلال حملته الانتخابية بمكافحة الإقصاء الاجتماعى ومحاربة عدم المساواة،وعن قضية كتالونيا أكد الحزب الاشتراكى تعزيز الحوار مع الانفصاليين، رغم أنه أوضح أنه لن يسمح بإجراء استفتاء حول الاستقلال.
ويمكن لبيدرو سانشيز تشكيل حكومة بدعم من بوديموس، وهو حزب يسارى، إضافة إلى أحزاب مستقلة أخرى، وربما يفكر أيضا فى إقامة تحالفات مع أحزاب سيودادانوس، ولكن مسألة تحالفه مع حزب الشعب أو حزب فوكس تبقى مسألة أقرب إلى المستحيل.
بابلو كاسادو: حزب الشعب
هو أصغر مرشح لمنصب رئيس الحكومة فى تاريخ حزب الشعب، حيث يبلغ 38 عاما، ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأى لا تبدو إيجابية بالنسبة إليه حيث تتوقع حصوله على ما بين 66 و76 مقعدا فى البرلمان، وإذا كان الأمر كذلك، ستكون هذه أسوأ نتيجة فى تاريخ حزب الشعب في أكثر من ثلاثة عقود.
ومن الأمور المثيرة للجدل لحزب الشعب ، هو أمر "الاجهاض" ، اضافة إلى رفضه لاعادة دفن رفاة الديكتاتور فرانكو وإخراجه من وادى الشهداء، وهو المكان الذى دفن فيه فرانكو إلى جانب ضحايا الحرب الأهلية.
ويعد حزب الشعب المحافظ بوحدة إسبانيا ويدعم استخدام المادة 155 من الدستور التى تنص على الحكم المباشر على كتالونيا ، ووعد حزب الشعب خلال حملته الانتخابية بتخفيض الضرائب بشكل كبير وإعادة تقييم المعاشات التقاعدية.
ويرغب حزب الشعب المحافظ فى الحصول على أكبر عدد من الأصوات واستقطاب اليمينيين وتشكيل حكومة بدعم من حزب ثيودادانوس وفوكس.
بابلو إجليسياس: حزب بوديموس
تتوقع استطلاعات الرأى حصوله على ما بين 33 و41 مقعدا
ويؤكد بوديموس أنه يسعى إلى كسر سيطرة الأقوياء على الضعفاء وعلى البلاد ومحاربة الفساد، حزب بوديموس يصنف نفسه على أنه عدو للمصارف والشركات المتعددة الجنسيات ورجال الأعمال الأثرياء.
ويعد أيضا بتعزيز التنمية الاجتماعية وضمان توفير دخل عالمى أساسى وحماية الأسر الضعيفة، ويصف الحزب نفسه بأنه مؤيد للجمهورية وحماية المرأة ، إلا أن علاقته بإيران أكثر ما يثير الجدل .
ويمكن أن ينضم حزب بوديموس إلى الحزب الاشتراكى والأحزاب المؤيدة للاستقلال لتشكيل حكومة، لكنه لن يدخل فى أى تحالف مع حزب ثيودادانوس، الذى أصبح شريكا مع حزب الشعب، كما لا يوجد أى احتمال لتحالفه مع حزب فوكس.
ألبرت ريفيرا: ثيودادانوس
يسعى ثيودادانوس منذ تأسيسه إلى التخلص من "نظام الحزبين"، لكنه يحترم الدستور ولا يحمل أفكارا راديكالية كتلك التى يحملها حزب بوديموس.
وخلال الانتخابات الأخيرة فى كتالونيا حصل حزب ثيودادانوس على أكبر عدد من الأصوات، لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة فى مواجهة تحالف الأحزاب المستقلة، وتتوقع استطلاعات الرأي حصول ثيودادانوس على ما بين 42 و51 مقعدا.
وعد حزب ثيودادانوس الاسبانيين بخفض الضرائب ودعم الطبقة الفقيرة والمتوسطة ومساعدة العمال وجميع الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص، كما أكد أنه يدعم اسبانيا الموحدة ويحترم الدستور.
ويمكن أن يحظى ثيودادانوس بتأييد جميع الأحزاب اليمينية، وفى هذه الحالة سيحاول تشكيل حكومة مع حزب الشعب وفوكس. وأكد ثيودادانوس أنه لن يعقد صفقة مع الحزب الاشتراكى إذا بقى بيدرو سانشيز زعيما للحزب.
سانتياجو أباسكال: حزب فوكس
ظهر حزب فوكس فجأة فى إسبانيا بعد نجاحه فى انتخابات منطقة الاندلس ليكون أول حزب يمينى تطرف يدخل البرلمان الإقليمى فى إسبانيا.
يمكن لحزب فوكس أن يلعب دورا حاسما فى تشكيل الحكومة الجديدة حيث تشير استطلاعات الرأى إلى إمكانية حصوله على ما بين 29 و37 مقعدا.
من أهم أفكار الحزب الرئيسية اتهامه لحزب الشعب بأنه "جبان" حيث يصف نفسه بأنه "الجناح اليمينى الحقيقى" وأنه يدعو إلى المزيد من السلطة والنظام فى اسبانيا.
كما يعارض فوكس ، فكرة الاجهاض، كما وعد بفتح نقاشات وطنية حول الحركة النسائية والعنف ضد المرأة وحيازة الأسلحة، ويؤيد تعليق الحكم الذاتى فى كتالونيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة