سيبقى الأمل قائماً مادامت الحياة مستمرة ومتجددة، وستزداد الآمال والطموحات بأن تتطور بلادنا وتتقدم بسواعد وعقول أبنائها فى شتى المجالات.
فمنذ أيام قليلة، وأثناء وجودى فى ميدان عبد المنعم رياض الذى لم تسعفنى الظروف منذ فترة طويلة بالتواجد فى محيطه، الذى كان دائماً شديد الازدحام ويشوبه كثير من الفوضى، ولكن فى هذه المرة شاهدت مشهداً رغم بساطته يعطينا صورة جديدة مضيئة تنبئ بمستقبل جيد واعد للأجيال القادمة، شاهدت طوابير طويلة يصطف فيها الكثير من الأفراد داخل موقف عبد المنعم رياض، وعندما اقتربت من تلك الطوابير توجهت بالسؤال إلى أحد الأفراد عن سببها فأخبرنى بأنها طوابير انتظار الميكروباصات المتوجهة إلى المناطق الأخرى، فوقفت على مسافة بعيدة لأشاهد ماذا سيحدث، وبالفعل شاهدت منظراً غاية فى التحضر يستحق كل الاحترام، فالجميع يقف فى طوابير منتظمة وعندما يأتى الميكروباص يتقدم من يأتى عليه الدور فى الركوب، ويحدث ذالك تباعاً مع قدوم العربات الواحدة تلو الأخرى.
اقتربت أكثر وأكثر وتمعنت فى وجوه الحاضرين فوجدت أن الغالبية العظمى من هؤلاء الركاب طلاب وشباب صغير فى السن بنات وأولاد، الجميع يحترم الآخر بصورة واضحة ويقومون جميعاً بنهر أى شخص يحاول الخروج عن النظام المتبع بطريقة مهذبة دون الخروج عن النص، جمال وعظمة ما شاهدته أن هذا السلوك داخلى وثقافة تم اكتسابها تلقائياً دون أى ضغوط أو مراقبة من مؤسسات الدولة.
هذا المشهد أعاد إلى أذهانى أحد المنشورات التى قام أحد أقاربى الذين يعيشون فى دولة روسيا، وتحديدا فى موسكو، حيث نشر صورة على حسابه الشخصى وهو فى أحد مواقف سيارات الأجرة داخل موسكو والركاب يصطفون فى طوابير طويلة كالتى شاهدتها فى موقف عبد المنعم رياض، وفى هذا اليوم سألته ما قصة هذه الطوابير فأجاب بأنه يتم تنظيمها من جانب الركاب لتنظيم عملية الركوب لتجنب الزحام، فرددت عليه متهكما "زى عندنا بالظبط"، ولكن يبدو أننى كنت مخطئاً فى هذا الرد وجاءنى الرد بعد فترة طويلة عندما شاهدت نفس الطوابير فى موقف عبد المنعم رياض، هنا تأكدت أننا شعب يستطيع أن يفعل كثيراً، رغم أن البعض من الممكن أن يأخذ ما أقصه على محمل الدعابة وعدم الجدية ولكننى أراه مشهداً يعبر عن إرادة المواطن المصرى الذى يستطيع أن يتطور ويتغير من تلقاء نفسه دون أن تمارس عليه أى ضغوطات إذا أراد أن يتغير.
الأجيال القادمة التى نطلق عليها جيل الفيسبوك والهواتف الذكية هى الأجيال التى تستطيع أن تأخذ مصر إلى آفاق جديدة مزدهرة مليئة بالتقدم والإزدهار لأنها أجيال تسلحت بالعلم والمعرفة وواكبت حركة التطور التكنولجى السريعة التى تحدث حولنا فى جميع أنحاء العالم وسيظل الأمل قائما مادامت الحياة قائمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة