أجرى موقع "مان بوكر" حوارًا مع المؤلف الفلسطينى الاسكتلندى مازن معروف، بعدما وصلت مجموعته القصصية "نكات للمسلحين" فى القائمة الطويلة للجائزة.
ما شعورك عندما أدرجت روايتك فى القائمة الطويلة للمان بوكر؟
سمعت الخبر بعد منتصف الليل، حيث أعيش فى أحد أكثر الشوارع هدوءًا وسط المدينة، لم يتبق أمامى العديد من الخيارات سوى الذعر، ولكن جارى يحب الموسيقى واعتقدت أنه من الممكن أن يفقد سمعه مثل معبوده بيتهوفن، من الذعر الذى سوف أحدثه، ومن المفارقات أن لديه قدرة سمعية غير عادية يمكنها التقاط أى ضجيج أقوم به فى شقتى الصغيرة على الرغم من أننا نعيش على بعد 30 مترًا، هذا الرجل لديه ساق مبتور بسبب مرض السكر، وقد بدأ يتهم جيرانه بأنهم كانوا يصدرون ضجيجًا عن قصد لأنه الآن لم يعد قادرًا على التغلب على أى ضجيج يحدث.. أردت فقط أن أصرخ عندما علمت أن مجموعتى مدرجة فى القائمة الطويلة، كان من الممكن أن أغلق فمى بيدى، ولكن القفز على الأرض بمنزل أيسلندى خشبى يبلغ من العمر 115 عامًا هو شىء يجب عليك التفكير فيه بعناية.
صاحبة البيت امرأة لطيفة وأنيقة للغاية، لكن إذا تعرضت أرضية المنزل لأى ضرر، كان على أن أصلى ليل نهار للفوز بالجائزة حتى أتمكن من تحمل تكاليف إصلاحها، لذلك بقيت فى السرير، وعينى مفتوحتين على مصراعيهما وأنا لا أستطيع الصراخ أو القفز أو الاتصال بأى صديق، أردت فقط أن أبقى على قيد الحياة حتى صباح اليوم التالى لأخبر والدتى، ولذا فإننى كررت: "لا أريد أن أموت، لا أريد أن أموت، لا أريد أن أموت.
هل يمكنك أن تعطينا مفهوما مبسط عن "نكات للمسلحين"؟
نكات للمسلحين هى عبارة عن مجموعة من 12 قصة قصيرة تختلف من حيث طولها وبنيتها، تدور الأحداث فى منطقة حرب، إلا أن الحرب فى هذه القصص تتحول إلى ظرف اجتماعى، أو سيناريو أو خلفية مثبتة تدور أحداثها فى حياة الشخصيات، وتستيقظ على خسائرها، وإحباطاتها ، ويأسها، ولكن أيضًا تراها تحث على الوجود، فالصدمات وعدم الأمان والكوارث الشخصية تفشل فى إعاقة السخرية التى تجد دائمًا وسيلة لقول "أنا هنا"، الأوهام والأحلام متشابكة إلى حد كبير مع الواقع.
لماذا اخترت أن تكتب بعض هذه القصص من وجهة نظر طفل؟
لقد نشأت فى حى كان كل شىء فيه وحشى، كان الحب واللغة والسرور والسخرية والحزن والفرح جميعها وحشية حتى الصدق أيضا كان كذلك، لكن الصدق والوحشية كانا متشابكين للغاية، كل شىء كان مربكا، أن تكون نفسك والتعبير عن أفكارك والأحلام، فالأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، قيل لنا ألا نفكر فى رفاقنا الذين ماتوا خلال هذا الصراع، أو اختفوا ببساطة، مع استمرار الحروب فى كل مكان أصبح هؤلاء الأطفال الغائبون، والأطفال المضطربون الذين يعيشون فى ذاكرة شخص ما، أكثر وأكثر ارتباطًا بالواقع إلى عصرنا وإلى أى وقت، ناهيك عن أن الأطفال يعيدون النظر فى أبسط ميزات الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة