عادت الأزمة من جديد بين السلفيين والصوفية، فى ظل الصراع القائم بينهما والمستمر حتى الآن، حيث اشتعلت الأزمة من جديد بعدما جدد ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية هجومه على الصوفيين، متهما إياهم بنقص العلم وكثرة الجهل، وأنهم هم السبب فى انتشار الفساد الاعتقادي والعملي لتخرج الطرق الصوفية وتفضح الفكر السلفى، الذى وصفته بالمتشدد المروج للعنف والتطرف، حيث اعتبرته بأنه أخطر الأفكار على الدولة، فى الوقت الذى كشف فيه باحث إسلامى تاريخ الصراع القائم بين التيارين.
فى البداية، شن الشيخ ياسر برهامى، هجوما عنيفا على الطرق الصوفية ومشايخها، متهما إياهم بالجهل، حيث قال فى تصريحات له على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، إن القوم قد درسوا التاريخ جيدًا، وعلموا أن مِن أعظم أسباب انهيار الأمة أمامهم كان انتشار الفساد الاعتقادى والعملى، وانتشار البدع والمعاصى، ونقص العلم وكثرة الجهل، بل هذا عبر التاريخ للمسلمين فى كل زمان.
وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية، أنه من تأمل التاريخ الأبعد وَجد نفس الأمر؛ فقد بيَّن الله - عز وجل - أن حصول الفساد فى الأرض، وأعظم فساد هو فساد الاعتقاد بالشرك الذى سببه نقص العلم تدريجيًّا، فكان أول شرك وقع على ظهر الأرض بسبب موت العلماء، فبدأت البدع فى الظهور.
فى المقابل رد الشيخ عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية على ياسر برهامى والتيار السلفى، مؤكدا أن هذا التيار يروج للعنف والتطرف وينشر أفكار تمثل خطورة على الدولة المصرية.
وقال شيخ الطريقة الشبراوية إن التيار السلفى هو من يروج للعنف والفكر المتطرف ويمثل خطرا على مصر، وبالتالى فإن مواجهة هذا الفكر ضرورة، لأنهم يكفرون ويهاجمون كل من يكشف هذا الفكر السلفى الخطير.
وحول هجوم ياسر برهامى على الطرق الصوفية، قال الشيخ عبد الخالق الشبراوى، إن التيار السلفى يهاجم الطرق الصوفية لأنها تمثل الفكر المعتدل الذى يواجه هذا الفكر السلفى المتطرف، لذلك يسعون لتشويه الصوفيين الذين يمثلون الوسطية والاعتدال.
وبشأن تاريخ الصراع القائم بين التيار السلفى والصوفيين، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك صراع تاريخى بين التيارين الذين يحملان مشروعين فكريين مختلفين فالمشروع الصوفي ينحاز للعقل وإشباع الروحانيات وينحاز السلفيون للقراءة النقلية والحرفية للنص مع التركيز على الشكليات والمظاهر.
وأضاف الباحث الإسلامى، أنه تدخل في هذا الصراع العديد من الإشكاليات العقدية والمفاهيمية ما أدى للتكفير والتحريض على القتل الذى ليس وليد واقعنا اليوم إنما حدث قديمًا ولم يتوقف إلى اليوم.
ولفت هشام النجار، إلى أنه علاوة على أن هذا الصراع يتم توظيفه سياسيا فى اتجاهات عدة فالجماعات السلفية بعمومها تحمل تصورات وأهداف سياسية ترى أن مواقف المتصوفة السياسية تعوقها وتشوش عليها وتفقدها القدرة على امتلاك الأرضية الجماهيرية اللازمة لتحقيق تلك الأهداف وتعميم تلك المشاريع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة