لم يكن خروج الإخوان، بحديث شريف لتبرير تحريضها ضد مصر أمام الكونجرس الأمريكى، هى المرة الأولى التى تسعى فيها جماعة الإخوان، توظيف الدين من أجل خدمة مصالحها، فدائما ما تستخدم جماعة الإخوان الدين بشكل سيئ من أجل أن تحقق مصالحها السياسية، فهى تسعى لتوظيف الإسلام من أجل خدمة التنظيم، ولعل هذا ما يجعل الجماعة مؤخرا تستشهد بحديث للنبى صلى الله عليه وسلم لتبرير تحريضها ضد مصر فى الكونجرس الأمريكى.
وجاء نشر القيادى الإخوانى هانى القاضى قائد وفد الكونجرس الإخوانى، رسالة عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، تتضمن شكر له من قبل قيادات إخوانية، إذ تقدمت عناصر بالجماعة بما أسموه تحية وتقدير للمنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة ولكل أعضاء الوفد المصاحب لهم فى زيارتهم للكونجرس الأمريكى، واستخدامه لحديث نبوى: "جعل الله ما يقدمون فى ميزان حسناتهم ووفقهم وسدد خطاهم وللجميع نذكركم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئا"، ليؤكد على تاريخ الإخوان فى التوظيف السياسى للدين.
شواهد عديدة أكدت التوظيف السيئ للدين من قبل الإخوان، لخدمة أهدافها الشخصية، ولعل أبرز هذه الشواهد ما كشفه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، فى مارس 2018، عندما أكدت أن جماعة الإخوان الإرهابية دأبت على التلاعب بالدين وتوظيفه لما يصب في صالحها سواء بالكذب والبهتان أو بالسب واللعان، وأن الجماعة الإرهابية وأذرعها الإعلامية قد تجاوزت فى ذلك جميع الأعراف والمواثيق الأخلاقية والإعلامية، حيث أصبحت قنوات الجماعة منبرًا للسباب واللعان وقذف المحصنات بالباطل.
شاهد جديدة على توظيف الإخوان الخاطئ للدين لخدمة مصالحها، وهى شهادة الكاتب الموريتانى الكبير الدكتور إسحاق الكنتى فى سبتمبر 2017، عندما حذر من توظيف جماعة الإخوان الإرهابية فى موريتانيا للدين خدمة لمصالحها السياسية وهو ما يؤدى إلى التلاعب بالنصوص تحت شعارات تجوز على غير المختصين مثل الوسطية، والمقاصد، والتجديد، والهدف النهائى هو علمنة الإسلام.
فى هذا السياق، أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن الإخوان جماعة تنصب وتسرق وتغتصب ما ليس لها بغطاء دينى، وتوظف الدين والإسلام من أجل خدمة مصالحها.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن من لوازم عملها اليومى الإتيان بنصوص دينية تتلوها بشكل دائم فيما شبه الباس جرائمها ثوب القداسة لجعل ارتكابها لدى أتباعها أمرًا ميسورا ومحل طاعة عندما يظنون ويتوهمون أن هذه الجرائم يأمر بها الدين ويحض عليها.
سعى حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، منذ تأسيس جماعة الإخوان فى عام 1928، إلى صناعة كتاب مقدس لأنفسهم يقوم على السمع والطاعة لقيادات الإخوان، وصناعة دينا جديدا يناسب الجماعة وقواعدها ويبيح لهم ممارسة كل ما هو حرام، من خلال تكريس مبدأ السمع والطاعة.
فى هذا السياق يقول إبراهيم ربيع، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إنه منذ أن أسس حسن البنا تنظيمة الإجرامى، وكما صنعت الصهيونية كتابا مقدسا موازيا للتوراة الكتاب الإلهى المقدس لم يتوانَ عن حسن البنا بوضع تلمود إخوانى من خلال تكريس مبدأ السمع والطاعة، لصناعة دين مواز للإسلام، لتبرير جرائمهم، بجانب تكريس مبدأ السمع والطاعة.
واضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن الهدف من هذه الصناعة الجديدة هو أن يجد العضو المنتسب للتنظيم الإخوانى تكيفيا شرعيا حسب دينهم ا لموازى لكل الموبقات التى يقترفونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة