"49 عاما" تاريخ الصداقة بين مصر والسنغال، شهدت تلك الفترة باعا طويلا من العلاقات بمختلف المجالات بين الجمهوريتين، زيارات متكررة بين مسئولى القاهرة وداكار، أكدت قوة ومتانة العلاقات المصر – السنغالية، ولزيارة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى الدولة الإفريقية الشقيقة خلال أيام، دلالات كبيرة على اهتمام مصر بأشقائها، لاسيما مع تولى الرئيس السيسي رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى هذا العام.
وتعد السنغال من دول الاتحاد الاقتصادى والنقدى الأفريقى الغربى، على الرغم من مرورها بفترات عصيبة ومشكلات اقتصادية فى بداية التسعينيات، وهو الأمر الذى جعلها تغير قوانينها الاقتصادية وتطبق برنامج اقتصادى طموح، حيث اضطرت إلى تخفيض قيمة العملة المحلية المرتبطة مع الفرنك الفرنسي إلى 50% من قيمتها، وكان لذلك لهذا الإصلاح آثار شديدة الوطأة على السكان آنذاك، ومع نتيجة هذا الإصلاح الاقتصادى أصبحت من أكثر الدول الأفريقية التى حققت معدلات نمو اقتصادى مرتفعة وصلت إلى 6.7%، كما تشهد حاليا نهضة تنموية فى مختلف المجالات وبصفة خاصة فى مجال البنية التحتية.
الرئيس عبد الفتاح السيسى
التبادل التجارى بين مصر والسنغال شهد ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات السابقة، منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر، حيث ترغب السنغال فى تواجد مصر بقوة فى منطقة غرب أفريقيا والساحل الغربى وأن يكون للسنغال وجود فى منطقة شمال شرق أفريقيا، وارتفعت الصادرات المصرية للسنغال من نحو 30 مليون دولار عام 2015 إلى 47 مليونا و300 ألف دولار عام 2016، وتصل قيمة الواردات السنغالية للسوق المصرى إلى نحو مليون دولار بإجمالى حجم تبادل تجارى بين البلدين 48 مليونا و300 ألف دولار، وذلك وفقا لما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسنغال من أهم الزيارات فى أفريقيا، لاسيما وأن القاهرة ثانى أكبر شريك تجارى مع السنغال، حيث تتواجد 9 شركات مصرية عاملة بالسنغال فى مجالات البنية الأساسية، والاتصالات، والتجارة العامة، والزراعة، ولعل اختيار مصر ضيف شرف معرض داكار الدولي فى نسخته الـ26، أكبر دليل على رغبة داكار فى تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وزيادة التبادل التجاري.
ومصر هى الدولة الأولى التى اعترفت بجمهورية السنغال وتبادلت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 1960 خلال فترة حكم الزعيمين جمال عبد الناصر والرئيس سنجور آنذاك، وقد شهدت العلاقات المصرية السنغالية نموا كبيرا منذ بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى على كافة الأصعدة والمستويات، إضافة إلى توافق الرؤى والتعاون فى المحافل الدولية والإقليمية.
ماكي سال رئيس السنغال
مشاركة مصر فى منتدى "داكار" الدولى حول السلم والأمن فى أفريقيا، والذى أطلقه الرئيس السنغالى ماكى سال فى 2014، دليل على المشاركة المصرية فى إطار تدعيم آليات العمل الأفريقى المُشترك لمجابهة التحديات المختلفة التى تواجه القارة الأفريقية وبحث سبل مكافحة الإرهاب بالقارة السمراء.
وتأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، هى الأولى لرئيس مصرى منذ عام 2007، لكن تؤكد الزيارات المتكررة بين المسئولين بالقاهرة وداكار، قوة العلاقات المصرية السنغالية، كمشاركة مصر فى القمة الخامسة عشرة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية بالسنغال عام 2014، وزيارة عبد العزيز مباى مستشار رئيس السنغال بزيارة لمصر لبحث سبل التعاون المشترك بين شركات وزارة الإنتاج الحربى والشركات المماثلة لها فى دولة السنغال فى مجالات التصنيع المختلفة فى يناير 2019، وكثيرا من الزيارات الأخرى بين البلدين.
وترتبط السنغال ارتباطا كبيرة بمصر من الناحية التعليمية، ويعتبر الأزهر الشريف محورا فى توثيق العلاقات المصرية السنغالية، وتعد داكار ثانى أكبر دولة لديها أكبر عدد طلاب يدرسون فى الأزهر بعد السودان فى أفريقيا، لتؤكد أن مصر الدولة الأولى فى منح المنح الدراسية للسنغالين على مستوى الدول العربية.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى السنغال، تؤكد اهتمام مصر بأشقائها فى القارة السمراء، وسعيها فى تقوية أطر التعاون بالدول الأفريقية فى كل المجالات، وبحث ومناقشة القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا مع الأشقاء، وسبل التعاون لبلورة جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادى فى القارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة