تتوالى التفاصيل المثيرة التى تكشفها اعترافات المتهمين فى حادث الواحات، فى القضية رقم 160 عسكرية، والمعروفة بـ«الهجوم على مأمورية الواحات»، والتى تضم 53 متهمًا بينهم 37 محبوسًا و10 هاربين و6 آخرين مخلى سبيلهم بتدابير احترازية.
ومن بين ما تكشفه التحقيقات، أكذوبة الاختفاء القسرى التى تروج لها جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها، حيث يروى صلاح السيد محمد بعرة، والد الإرهابى «محمد صلاح بعرة» قصة تحول ابنه من طالب علم إلى إرهابى بصفوف داعش، نهاية بمقتله ضمن خلية الواحات الإرهابية، فيقول: «أنا طول عمرى مليش دعوة بالسياسة ولا بفهم فيها، ولا بعرف أكتب ولا أقرأ.. وابنى محمد دخل كلية التربية وطلع من الخمسة الأوائل، وكان المفروض هيبقى مدرس فى 2015، ويوم ما خلص كلية جه قالى عايز 250 جنيه عشان عندى شغل فى بنها، واديته الفلوس وسافر هو وواحد صاحبه اسمه «عبد الرحمن شعلان»، وبعد 20 يوم لقيت الناس بتقولى الأمن خطف ابنك وإن ده معرفش حاجة كده اسمها «قسرى»، وأنا مفهمتش ومكنتش مصدق أبدا ازاى وليه، وحاولت أتصل بيه، وكان تليفونه خارج الخدمة، بعدها بكام يوم ابن أخويا بيقولى إن محمد كلمه وهو ممسوك على الحدود الليبية من القبائل ومش هيسيبوا الواحد فيهم إلا لما يدفع 3 آلاف دولار يعنى 25 ألف جنيه وقتها، وحاولت أستلف من كذا حد وبعتله الفلوس على البريد بس هو اتصل بابن أخويا، وقاله إنهم اتصرفوا وعدوا ورايحين ينضموا لداعش».
ويستكمل والد الإرهابى: «ابنى كان بيكلمنى من رقم دولى كل عيد، لحد فى رمضان 2017 كلمنى من رقمه اللى سافر بيه من مصر، عرفت إنه رجع مصر، وسلم عليا وبعدها بيومين ابن أخويا قالى إن احنا هنروح لمحمد وهناخد له أكل وشوية حاجات وخدنا عربية ومشينا فى الصحرا مدقات كتيير، لحد ما لقينا واحد شايل سلاح كبير ركب معانا ووصلنا للمكان، شوفت ابنى وحضنته وقعدت أعيط وأقوله ارجع معايا أبوس إيدك قعد يضحك، وقالى أنا هرجع قريب، قولتله مش مسامحك أبدا، ونزلنا الأكل وركبنا ومشينا».
ويواصل: «ابن أخويا جه بعد العيد وقالى إن محمد بيتواصل معاه وعايز يشوفنى فقولتله لو مرجعش معايا المرة دى مش هعرفه تانى، وفعلا حدد ميعاد وركبنا وخدنا أكل معانا كتير وفى 2 كمان شباب ركبوا معانا من البلد معرفهمش، وروحنا على نفس المكان، ولقيت محمد قولتله ارجع بقى قالى معلش أنا مع الوقت هرجعلك، فجأة لقيت 15 واحد جم حوالينا وكلهم شايلين سلاح ولابسين لبس الصاعقة بنص كم، وفى واحد فيهم مميز فيهم كان لابس الصاعقة بكم وواقى على دراعه، ابنى شاورلى عليه وقالى ده الرئيس بتاعنا تعالى سلم عليه، أنا من الرعب عملت حمام على نفسى، وروحت للرئيس بتاعهم قولتله أبوس رجلك خلى ابنى يرجع معايا، ضحك وقالى لو عايزه يرجع خده، سبتهم وأنا بدعى على ابنى، والاتنين اللى كانوا ركبوا معانا من البلد فضلوا هناك، تقريبا كانوا جايين ينضموا ليهم».
فى جانب آخر من التحقيقات يروى المتهم نادر عبد الرازق قطب، 43 سنة، ضابط قوات مسلحة بالمعاش، قصة ارتباطه ودعمه لخلية الواحات الإرهابية، عن طريق قائد الجماعة الإرهابية عماد الدين أحمد، الحركى «الشيخ حاتم» وتقديم الدعم اللوجيستى للجماعة الإرهابية، ويقول: «اللى حصل إنى من حوالى سنة قابلت عماد الدين، فى طريق الواحات 3 مرات وأديتله فيهم أكل ووجبات ومياه، وفى تانى وتالت مرة كان معايا المقدم «إيهاب ع»، وهو ضابط فى القوات المسلحة علشان احنا الثلاثة دفعة واحدة من الكلية الحربية اللى هى دفعة 192 اللى اتخرجت سنة 1998، وعماد كان جارى فى سموحة واحنا أصحاب من 23 سنة، وأنا وإيهاب كنا عارفين إن عماد مطلوب أمنيا وإنه كان فى ليبيا ولسه راجع مصر، وفى مرة من المرات دى حكى لنا إنه انضم لجماعة اسمها «الثوار الليبيين» فى طرابلس علشان هو مختلف مع فكر داعش وبيقول إنهم عندهم مغالاة فى التكفير وإنهم خوارج العصر».
ويكشف المتهم قصة تحول قائد خلية الواحات الإرهابية من ضابط صاعقة إلى أمير جماعة إرهابية، قائلا: «بعد ما دخلت الكلية الحربية سنة 1995 اتعرفت على عماد عشان كمان كان جارى وبقينا صحاب جدا وقريبين من بعض، واتعرفنا برضو على الضابط «إيهاب ع» وبقينا أصحاب لكن ماكنش قريب مننا زيى انا وعماد لأنه من القاهرة، ولما تخرجنا دخلنا احنا الثلاثة سلاح الصاعقة، وأنا وحدتى كانت فى حلايب، وعماد فى أنشاص، وإيهاب فى الإسكندرية، وفضلنا احنا الثلاثة أصحاب بس علاقتى أنا وعماد كانت قريبة جدا بحكم الجيرة، وفى سنة 2001 تزوجت وجالى بعدها إصابة فى التدريبات وهى «انسداد فى القفص الصدرى» واتنقلت لمركز التدريب ضباط الصف، وبعدها تمت إحالتى للتقاعد الطبى».
وكشف نادر عبدالرازق، عن السر وراء نقل الإرهابى «عماد الدين» من سلاح الصاعقة إلى وظيفة مدنية، قائلا: «عماد عمل مشكلة مع قائد اللواء بتاعه، علشان كانوا فى اجتماع، وكان عماد طلب أكتر من مرة أنه يخرج للصلاة أثناء الاجتماع، وده خلاهم عملوا عنه تحريات، وبعدها نقلوه وظيفة مدنية، بعدها عماد خد اجازة وسافر السعودية اشتغل هناك سنتين ورجع فى 2010، ورجع على وظيفته المدنية فى المحليات بالقاهرة، وقتها توطدت علاقته بالرائد «هشام عشماوى» وهو برضه كان خرج بسبب «طبى نفسى» من الجيش، وهما كانوا يعرفوا بعض قبل كده لكن علاقتهم توطدت لما عماد جه القاهرة وأجر شقة عشماوى فى أكتوبر، وساعتها فى ضابط صاحبى قالى إن هشام عشماوى خرج طبى نفسى وكان محجوز فى مستشفى نفسى عسكرى، وتحديدا بعد الثورة وفى انتخابات 2012 بدأ يظهر على عماد أفكار جديدة وغريبة فكان رافض الانتخابات وبيقول أنها مش من الدين، وعرض عليا أروح معاه درس عند الشيخ اسمه « أحمد عشوش» فى كفر الدوار، وقالى إن الشيخ ده بيتكلم عن الجهاد بس أنا مروحتش، وخدته معايا عند شيخ قاله إن الشيخ اللى بيروحله ده معاه «إعدادية» وقاله أنت راجل متعلم أقرأ أمهات الكتب، ومر وقت وقبل يوم من تفجير موكب وزير الداخلية عام 2013، عديت على عماد أزوره عشان كان مريض، ويوم التفجير الناس كلها قالت إن هشام عشماوى متورط، ووقتها عماد اختفى تماما».
ويكمل المتهم: فى سنة 2014 مرات عماد جاتلى وقالتلى إنه عايز يتواصل معايا، وأنى لازم أجيب تليفون جديد وشريحة من غير بيانات وفعلا جبته ونزلتلى برنامج التليجرام وتواصلت معاه وسلم عليا وسألنى على أخبار والدته، بعدها التليفون بتاعى اتسرق ومبقاش فيه تواصل بينا تانى، لحد ما قبل رمضان سنة 2017 بحوالى أسبوع أو أسبوعين كنت فى إسكندرية، لقيت والدة عماد كلمتنى أنى أعدى عليها، روحتلها قالتلى إن عماد عايز يكلمنى وخلتنى أكلمه عن طريق الرسائل من عندها، وقال لى لو أنا جيت مصر ينفع تقابلنى فقلتله « ربنا يسهل»، قالى أنا موجود فى مصر لو هتقابلنى هاقولك نتقابل أزاى، فقلتله ماشى هقابلك وأنى رايح القاهرة كمان يومين واتفقنا على الميعاد بعدها بيومين بعد المغرب، وقال لى أقابله فى طريق الواحات بعد كوبرى الطريق الإقليمى، وقابلت عماد هناك كان لوحده وقعدنا على الأرض 10 دقايق، نطمن على بعض، واستأذنت منه عشان ابنى كان تعبان، بس هو قالى إنه رجع من ليبيا عشان القصف كان شديد أوى وشكله كان متغير جدا».
وأضاف نادر عبدالرازق، أن والدة عماد اتصلت به فى رمضان لترسل بعض الطعام لنجلها، مستطردا: «جبت الأكل من والدته واتصلت بـ«إيهاب ع» وقولتله عماد فى مصر وسأل عليك وقولت آخده معايا، وعدينا جبنا فراخ ومياه وخدت إيهاب وروحت على نفس المكان بطريق الواحات، ولقيت عماد فى نفس المكان قعدنا فطرنا مع بعض علشان كنا فى رمضان وعماد أخد الباقى من الأكل معاه، وقعدنا حوالى نص ساعة، وحكى لنا عماد أنه انضم لجماعة أنصار بيت المقدس قبل ما يسافر ليبيا، ولما أنصار بيت المقدس بايعوا «داعش»، هو سابهم وراح ليبيا لأن داعش كانوا أهدروا دمه لما سابهم، وقاللى إنه عايز عربية نص نقل وجهاز سحب المياه الجوفية من الأرض، فقولتله هشوفلك ومشينا، وروحنا تالت مرة فى أواخر رمضان أنا وإيهاب لكن المرة دى كان فى 2 شايلين سلاح آلى مع عماد، وكنت مريض فقعدت فى العربية وإيهاب هو اللى نزل فطر معاهم ومشى مع عماد شوية، واحنا ماشيين إيهاب قال لى إن عماد طلب منه إنه يعمل اجتماع مع الوحدة بتاعته علشان يدخل يسرق السلاح من الكتيبة، ودى كانت آخر مرة نشوف فيها عماد، لحد ما عرفنا إنه مات فى الواحات لأنه كان عامل جماعة إرهابية، واحنا مكناش نعرف أى كلام من ده».