على الرغم من أن أغلب الديمقراطيين فى الكونجرس ، يتبنون الحذر إزاء المضى قدما فى إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، تجنبا لمنحه فرصة يؤكد فيها فكرة اضطهاده سياسيا ورغبة فى تجنب احتمالات الأزمة الدستورية، إلا أن عددا من النواب ، يرفض هذا الحذر ويصر على تحقيق سابقة سياسية فى الولايات المتحدة بأن يقوم الكونجرس بعزل الرئيس.
ومن بين هؤلاء النائبين رشيدة طليب عن ولاية ميتشيجان ، وأل جرين عن ولاية تكساس، الذين يقودان الدعوة لعزل ترامب، ويعولان على جمع التوقيعات من الأمريكيين لتحقيق ذلك.
و ذكرت صحيفة "ذا هيل "الأمريكية إن جرين وطليب ، انضما إلى تحالف من الجماعات الليبرالية ، الخميس ، لتسليم عريضة تحمل أكثر من 10 مليون تقع تحث الكونجرس على البدء فى إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن النائبين جرين وطليب ، من أكثر الأصوات المؤيدة للفكرة بين الديمقراطيين فى مجلس النواب. وقد انضما إلى جماعات من بينها " الحاجة إلى العزل" و"حرية التعبير من أجل الشعب" ومسيرة النساء وغيرها فى مسيرة أمام مبنى الكابيتول أمس الخميس لتسليط الضوء على العريضة .
وقالت طليب أمام الحاضرين: "أقول للناس دائما هذا مجلسكم وأنتم تقولون لنا ما يجب أن نفعله. وها نحن نقول لهذا المجلس ما يجب أن يفعله".
وكانت طليب، التى تعد أول مسلمة يتم انتخابها فى الكونجرس فى نوفمبر الماضى، تقدمت بمشروع قرار فى أواخر مارس يطالب اللجنة القضائية بمجلس النواب التحقيق فيما إذا كان ينبغى أن يقوم المجلس ببدء إجراءات عزل ترامب. ويرعى هذا المشروع حتى الآن سبعة نواب، أغلبهم وقعوا عليه بعد الكشف عن نسخة منقحة من تقرير المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى روبرت مولر المتعلق بالتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية 2016 وما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة.
وكانت طليب قد لفتت الانتباه فى أول يوم لها كعضو فى لكونجرس بداية العام عندما ظهرت فى فيديو بين أنصارها وهى تقول "سنعزل... ترامب"، مستخدمة ألفاظا نابية ، أما جرين فقد تقدم بتصويتين لعزل ترامب فى عامى 2017 و2018 عندما كان للجمهوريين السيطرة على مجلس النواب، وهدد لأشهر بإجراء تصويت ثالث.
وجاءت المسيرة التى عقدت أمام مبنى الكابيتول بعدما تصويت اللجنة القضائية بمجلس النواب يوم الأربعاء على اتهام وزير العدل ويليام بار بازدراء الكونجرس لعدم امتثاله لطلب تقديم الوثائق المتعلقة بتقرير مولر.
وقال قادة ديمقراطيين ، إنه من المبكر جدا المضى فى العزل، ويريدون أن يمضون قدما فى تحقيقاتهم، على الرغم من الرفض الصريح من قبل إدارة ترامب للتعاون مع هذه التحقيقات.
وكانت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب قد قالت فى مؤتمر صحفى الخميس ، إن الرئيس يعزل نفسه تقريبا لأنه يظهر كل يوم مزيد من العرقلة للعدالة وعدم الاحترام للدور المشروع للكونجرس فى استدعاء من يريد ، وقالت بيلوسى ، أن الإسراع فى إجراءات العزل ليست الخيار الوحيد المتاح أمام الديمقراطيين الساعين لمحاسبة ترامب.
وقالت بيلوسى ، إن البعض يتصرف أحيانا كما أنه لا خيار سوى العزل، لكن الأمر ليس كذلك. فذا طريق يسفر عن نتائج وجمع معلومات، وبعض هذه المعلومات هو أن هذه الإدارة تريد أزمة دستورية لأنهم لا يحترمون قسم المنصب الذين أقسموه لحماية دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه. لكن النائب أل جرين رد عليها قائلا: آل جرين: "لا يمكننا أن نقول إننا نواجه أزمة دستورية ثم لا نفعل شيئا". وأضاف "علينا العمل للعزل، لنترك مجلس الشيوخ يفعل ما يريد وعلينا أن نفعل ما يجب علينا فعله".
وأشارت صحيفة واشنطن بوست ، الى أن هذا يعد تغيير فى لهجة بيلوسى التى كانت ترفض العزل بشكل أكثر قوة من قبل. حيث كانت تقول صراحة فى الفترة الأخيرة إنها تعتقد أن العزل قرار غير حكيم سياسيا لحزبها وطالبت زملائها الديمقراطيين بالتركيز أكثر على التحقيق مع الرئيس. وقالت فى مارس الماضى قبل صدور تحقيق مولر ، عن عزل ترامب إن لا يستحق هذا العناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة