حلت إمارة الشارقة، العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، ضيف شرف على معرض تورينو الدولى للكتاب 2019، الذى اختتم فعالياته أمس، تكريماً لمسيرة عطائها، وثِقلها المحوري في الساحة الثقافية الإقليمية والعالمية، حيث شاركت الإمارة ضمن جناح مخصص بمشاركة وفد من أدباء ومثقفين وفنانين إماراتيين، ينقلون رسالة الأدب والثقافة الإماراتية والعربية لنظرائهم الأوروبيين.
ونظمت الإمارة وبإشراف من هيئة الشارقة للكتاب، وبالتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات الثقافية والتراثية مجموعة من الفعاليات والندوات الحوارية والعروض التراثية التى تركز فى مضامينها على نقل صورة حضارية عن الثقافتين العربية والإماراتية للمثقفين الأوروبيين، إلى جانب استعراض الإصدارات العربية المترجمة باللغة الإيطالية، حيث تم إطلاق 57 كتاباً إماراتياً باللغة الإيطالية خلال المعرض.
كما شارك فى الجناح المخصص للإمارة كل من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، وهيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومدينة الشارقة للنشر، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مجلس إرثي للحرف المعاصرة، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان.
الشيخ فاهم القاسمى: الثقافة نتاج التجارب ورابط أساسى بين الشعوب
وحول هذه المشاركة أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية فى الشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك، إن الشارقة تنطلق فى مجمل علاقاتها مع مدن العالم من رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعية إلى اعتماد الثقافة جسراً للحوار والتواصل، وهذه الرؤية نجحت فى جنى ثمار كبيرة للثقافة الإماراتية والعربية بصورة عامة، فاليوم يحتفى العالم بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019 ويكرم مسيرتها الثقافية، وما اختيار الشارقة ضيف شرف تورينو الدولى للكتاب إلا واحداً من صور تعزيز العلاقات الثقافية مع الإمارة، والاحتفاء بجهودها، وتثمين دورها بين المدن الثقافية العالمية".
الشيخ فاهم القاسمي
وتابع رئيس دائرة العلاقات الحكومية فى الشارقة: "إن المعارض والفعاليات الثقافية الدولية فرصة مهمة لتعزيز أسس التعاون المشترك والروابط الثنائية بين البلدان، بل هى مناسبة مهمة لدعوة جميع الثقافات والحضارات للالتقاء وتبادل المعارف، والتقاء إمارة الشارقة مع مدينة تورينو صاحبة التاريخ الثقافي الطويل فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية التي تربط الإمارة بالمدينة، وتمهيد الطريق أمام مزيد من سبل التعاون والعمل المشترك مع مختلف المؤسسات الثقافية والمعرفية في الإمارة ونظيرتها في إيطاليا".
وتابع الشيخ فاهم القاسمى: "إن الثقافة هي نتاج التجارب، وما من شعب في هذا العالم انطلق من تجربته الخاصة إلا وكان بها نسج من ثقافات وحكايات الشعوب الأخرى، فاللغة والفنون والموسيقى وغيرها من أشكال الإبداع الإنساني لم تأت وليدة صدفة صانعها، بل هي نتاج تبادل كبير للأفكار والإبداعات، وهذا ما يؤكد أثر وقيمة الملتقيات الثقافية العالمية ويفتح من خلالها الباب على أشكال جديدة من التواصل والتفاهم والحوار".
أحمد بن ركاض العامرى: الثقافة والكتاب صنوان لجوهر العمل الإبداعى الإنسانى
احمد بن ركاض العامري
وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "إن اختيار إمارة الشارقة حلت ضيف شرف على معرض تورينو الدولى للكتاب لتتويج وتكريم لجهود بذلتها الإمارة طوال السنوات الماضية بعد أن حلت ضيفاً على أحداث عالمية ثقافية كبرى مثل معرض نيودلهي الدولي للكتاب ومعرض باريس الدولي للكتاب ولأول مرة فى القارّة اللاتينية ممثلاً للعرب والمنطقة الخليجي في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، لتجمع العالم بأسره على الثقافة العربية الأصيلة".
وأضاف: "لطالما أكدت إمارة الشارقة أن الثقافة والكتاب صنوان لجوهر العمل الإبداعي الإنساني، ومنطلق نحو تعزيز معارف وخبرات الافراد، وها هى وبعد تاريخ متواصل من العمل الدؤوب تستعد للاحتفال بلقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019 طيلة عام كامل، سخّرت له مختلف الهيئات والمؤسسات فيها طاقاتها، ووضعت سلسلة من الفعاليات الثرية والغنية التي تسهم في نقل صورة حضارية عن الواقع الذي تعيشه الشارقة للعالم بأسره".
جناح إمارة الشارقة في معرض تورينو
كما نظمت الإمارة خلال مشاركتها في الحدث سلسلة من الجلسات الأدبية والحوارية والنقاشية التى قادها مجموعة من المبدعين الإماراتيين والعرب، حيث كان زوار وجمهور المعرض يستمتعون مع أمسيات شعرية وأدبية يقدمها نخبة من الأدباء والشعراء، إلى جانب الجلسات الفكرية التى تناقش أهم المنجزات الثقافية التى قدمتها الإمارة، واستعراض المبادرات والبرامج الثقافية التنموية المهمة التي تنطلق من الإمارة.
ومن أبرز الذين شاركوا فى المعرض الشاعر الكبير حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والشاعرة خلود الملا، والمفكر والباحث سلطان العميمي، والشاعرة شيخة المطيرى، والكاتب ناصر الظاهرى، والدكتور حمد بن صراى، والممثل والمخرج الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، والشاعر عبد الله الهدية، والكاتب سعيد حمدان، والكاتب عمر البوسعيدي.
جناح إمارة الشارقة في معرض تورينو
ويعد معرض تورينو الذي انطلقت أولى دوراته في العام 1988، أحد أكبر معارض الكتب فى إيطاليا، وأبرزها على الصعيد الأوروبى، الذى يستقطب سنوياً أعداداً كبيرة من ألمع الكتاب والمؤلفين، وأهم دور النشر الأوروبية والعالمية الذين يستعرضون تجاربهم الثقافية على مدار خمسة أيام، حيث يتميز الحدث بالمشاركة الواسعة في فعالياته، ونشاطاته التى ينظمها من قبل شرائح واسعة من المتخصصين والمهنيين في العديد من المجالات المرتبطة بالكتاب.
يشار إلى أن هيئة الشارقة للكتاب بدأت عملها فى ديسمبر 2014، وتعمل على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفى والفكرى والثقافى بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعى فى المجتمع فى ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص إضافة إلى كُتّاب الأطفال.