ضريح الملك الأشرف خليل، يشبه ضريح فاطمة خاتون المجاور له، سواء من حيث المساحة أو الأسلوب المعمارى أو الزخارف الجصية والخطية، ويق بشارع الخليفة.
هو السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الألفى الصالحى النجمى، جلس على العرش يوم وفاة أبيه فى يوم الأحد سابع ذى القعدة عام 689، وكان والده قلاوون قد وكل إليه أمر السلطنة فى حياته بعد موت أخيه الملك الصالح على بن قلاوون فى عام 687، ثم تربع على تخت الملك بعد موت أبيه عقب تجديد الأمراء والجند الحلف بالولاية له.
الأشرف خليل هو السلطان الثامن من ملوك دولة المماليك البحرية واولادهم، ولما باشر الأشرف أمور السلطنة خلع على أرباب وظائفه بمصر ومنهم الأمير بيدرا المنصورى نائب السلطنة بالديار المصرية، ووزيره ومدبر مملكته شمس الدين محمد الدمشقى، وهو فى الحجاز الشريف.
وفى عام 690هـ أخذ الملك الأشرف فى التجهيز للسفر إلى البلاد الشامية، وإتمام ما كان قد قصد إليه والده من حصار عكا، فأرسل إلى البلاد الشامية بعد أن استتب له أمر الملك، فجمع العساكر وعمل آلات الحصار وجمع الصناع، خرج بعساكره من الديار المصرية وسار حتى نازل عكا فى يوم الخميس رابع شهر ربيع الآخر سنة 690 هـ، بما اجتمع عنده من جند مصر وجند الشام والعديد من المتطوعين، ونصب عليها المجانيق الكبار.
ولما ضاق الخناق بأهل عكا استنجدوا بصاحب قبرص، فقدم إليهم فأشعلوا نيرانًا عظيمة فرحًا بمقدمه، غير أنه لما رأى انحلال امرهم وعظم ما دهمهم، عاد إلى بلاده بعد أن لبث فيهم ثلاثة أيام.
فلما كان فجر يوم الجمعة 17 جمادى الأول، ركب السلطان والعساكر وزحفوا عليها قبل طلوع الشمس، فهرب الفرنج، وملكت المدينة، ولم تمض 3 ساعات من النهار المذكور، إلا وقد استولى المسلمون عليها ودخلوها، فهرب الفرنج قاصدين البحر فتبعهم العساكر الإسلامية وأسرتهم ولم ينج منهم إلا القليل، غير أن جماعة الديوية والاستبارية عصوا أمر التسليم كما استتر الأرمن فى 4 أبراج عالية فى وسط المدينة فحصروا فيها.
وفى اليوم التالى لفتح المدينة، قصد جماعة من الجند وغيرهم الدار والبرج الذى فيه الديوية فطلب من فيهما الأمان فأمنهم السلطان وفى اليوم الثامن والعشرين من جمادى أخذ السلطان البرج الذى بقى بعكا وانزل من فيه بأمان، وكان قد أغلق من سائر جهاته، فعزل السلطان النساء والصبيان ناحية وضرب رقاب الرجال أجمعين، والعجيب أن الله سبحانة وتعالى قدر فتح عكا فى مثل اليوم الذى أخذها الفرنج فيه، ومثل الساعة التى أخذوها فيها، فإن الفرنج كانوا قد استولوا على عكا فى يوم الجمعة 17 جمادى الأخر وفى الساعة الثالثة من النهار وأمنوا من كان بها المسلمين ثم قتلوهم غدرًا، وقدر الله تعالى أن يسترجعها المسلمون منهم فى هذه المرة يوم الجمعة فى الساعة الثالثة من النهار، ووافق 17 جمادى الأولى وأمنهم السلطان ثم قتلهم كما فعل الفرنج بالمسلمين، فانتقم الله تعالى من عاقبتهم.
عاد السلطان إلى الديار المصرية وفى عام 693 هـ قصد ومعه وزيره الصاحب شمس الدين بن السلعوس، نائب سلطنته الأمير بدر الدين بيدرا وجميع الأمراء إلى الصيد، فلما وصل إلى الطرانة، فارقة وزيره ابن السلعوس متوجهًا إلى الإسكندرية أما السلطان فإنه نزل بالحمامات للصيد وكلف نائبه أن يأخذ العساكر ويتقدمه غير أن الأخير عاد وضرب السلطان ضربة قطع بها يده ثم تابعه الأمير حسام الدين لاجين وغيره فى الاجهاز عليه.
ولما قتل السلطان، بايع الأمراء بيدرا بالسلطنة وبينما هو عائد إلى القاهرة إذا بمماليك السلطان الأشرف يتقدمون فى نحو 1500 فارس مطالبين بدم استاذهم والانتقام من بيدرا ومن معه وكان ينزعم هؤلاء الأمير زين الدين كتبغا فأحاطوا بيدرا الذى تفرق عنه أصحابه لما عرفوا أن الدائرة ستدور عليه وقد تمكن زين الدين كتبغا من القبض على بيدرا وقتله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة