منذ إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية وفوز الرئيس "دونالد ترامب" هناك اتهامات متلاحقة لفيس بوك والأخبار المنشورة عليه بالتسبب فى هذا الأمر، وما بين رفض مؤسس الموقع هذا الاتهام وتأييد الرئيس الأمريكى الجديد له تدور المعركة، والتى لا يزال صدها مستمر حتى وقتنا الحالى، وهو الأمر الذى دفع فيس بوك تبحث طوال الوقت عن طرق وأساليب يمكن من خلالها تجنب وقوعها كمتهم فى التضليل، وفيما يلى نرصد أبرز محاولات فيس بوك لتجنب حدوث ذلك:
حذف حسابات إسرائيلية تستهدف انتخابات دول أفريقية
أعلنت شركة "فيس بوك" أنها حذفت المئات من الصفحات والحسابات المزيفة التى كانت تديرها شركة إسرائيلية بهدف التدخل فى انتخابات دول أفريقية، من بينها تونس، وكشف بيان للشركة، حسبما ذكرت شبكة روسيا اليوم أن شركة إسرائيلية أنفقت أكثر من 800 ألف دولار على إعلانات فى "فيس بوك"، وأن حساباتها كانت تضم نحو 3 ملايين متابع، وقد استخدم أصحاب الشبكة الإسرائلية حسابات مزيفة، وقدموا أنفسهم كمواطنين محليين ووسائل إعلامية محلية، ونشروا ما زعموا أنه معلومات مسربة عن سياسيين.
وقد استهدفت الشركة فى المقام الأول كل من نيجيريا والسنغال وتوجو وأنجولا والنيجر وتونس، لكن لديها أيضا بعض النشاطات التى تستهدف أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، كما ذكرت شبكة "CNN" أنها سعت إلى الحصول على تعليق من الشركة الإسرائيلية المعنية، إلا أن جهودها لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
حذف حسابات للترويج لحملات انتخابية فى آسيا
كما أقرت فيس بوك فى بيان عبر مدونتها الرسمية فى وقت سابق قبل إجراء الانتخابات العامة الهندية فى أبريل الماضى، أنها حذفت 687 صفحة وحسابا ترتبط بحزب المؤتمر المعارض فى الهند من على منصتها للتواصل الاجتماعى، وذلك قبل أيام من بدء التصويت فى الانتخابات العامة، بسبب "سلوك زائف منسق"، وذكرت الشركة يوم الاثنين أيضا أنها حذفت 103 صفحات ومجموعات وحسابات كانت جزءا من شبكة قالت إنها مرتبطة بموظفين فى جهاز العلاقات العامة بالجيش الباكستانى، ويمثل إعلان الشركة فى الهند موقفا نادرا منها تجاه حزب سياسى بارز فى البلاد التى يعيش فيها أكثر من 300 مليون من مستخدميها وهو الرقم الأعلى فى العالم.
حذف حسابات إيطالية قبل انتخابات البرلمان الأوروبى
كما كشفت فيس بوك فى مايو الجارى أنها حذفت عددا من الحسابات الإيطالية من على منصتها نظرا لكونها إما زائفة أو تنشر أخبارا كاذبة، وذلك قبل انتخابات البرلمان الأوروبى المقررة هذا الشهر، وقد حذر الاتحاد الأوروبى من التدخل الخارجى فى حملة الانتخابات المقررة فى الفترة من 23 إلى 26 مايو كما حثت المفوضية الأوروبية فى أبريل جوجل وفيس بوك وتويتر على بذل المزيد للتصدى للأخبار الكاذبة قبل الانتخابات.
وكشف متحدث باسم فيس بوك فى إيطاليا فى بيان بالبريد الإلكترونى "حذفنا سلسلة من الحسابات الكاذبة والمتكررة والتى خرقت سياساتنا المتعلقة بالمصداقية بالإضافة إلى عدة صفحات، وذلك بسبب انتهاك اللوائح الخاصة بتغيير الأسماء"، وقال "اتخذنا أيضا إجراء ضد بعض الصفحات التى دأبت على نشر معلومات غير صحيحة" مضيفا أن تحقيقا أجرته مجموعة آفاز النشطة على الإنترنت كان الدافع وراء اتخاذ القرار.
وأوضحت آفاز الأحد أن فيس بوك حذفت 23 حسابا إيطاليا يتابعهم أكثر من 2.46 مليون شخص كانت تنشر "معلومات كاذبة وتضم محتويات مثيرة للانقسام" بشأن قضايا مثل الهجرة والأمصال،بالإضافة إلى معاداة السامية، مضيفا أن أكثر من نصف مليون حساب من التى تم حذفها كانت تدعم إما حركة 5- نجوم أو الرابطة وهما الحزبان المشاركان فى الائتلاف الحاكم فى روما.
إنشاء "غرفة عمليات" لمحاربة التدخل فى انتخابات الاتحاد الأوروبى
كذلك فقد أطلق فيس بوك غرفة عمليات "war room" لمحاربة التدخل الانتخابى لمعظم أوروبا، حيث قامت الشبكة الاجتماعية بتوظيف فريق مكون من 40 شخصًا مُكرس لتتبع ومكافحة حملات التضليل قبل انتخابات الاتحاد الأوروبى، ووفقا لما نشره موقع engadget الأمريكى، فيضم الفريق، الذى يتواجد فى مقر فيس بوك فى أوروبا فى دبلن مزيجًا من علماء البيانات والمهندسين وخبراء الأمن الذين يهدفون إلى اعتراض المحتوى الزائف قبل أن تتاح له فرصة كبيرة للنشر.
وقال ليكسى ستردى من فيس بوك لصحيفة فاينانشيال تايمز إن الفريق كان يعمل بالفعل لفترة قصيرة، واكتشف "مئات" من حالات السلوك المشبوه المرتبطة بمواضيع سياسية، وكان بعض هؤلاء من جهود قمع الناخبين التى تمت إزالتها منذ ذلك الحين، وقد تعلمت الشركة أيضًا من تجاربها السابقة و"صقلت" نظامها للتحقيق فى السلوك بشكل أسرع وتقليل اعتمادها على فرق فيس بوك فى أماكن أخرى من العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة