تتخوف الدول العربية والإقليمية من استخدام إيران للأراضى العراقية للقيام بأنشطتها التى تهدد أمن واستقرار دول المنطقة، وهو ما يفسر اهتمام الدول العربية بالتواصل مع بغداد عقب التصعيد الأمريكى - الإيرانى الأخير فى الخليج.
وحرص عدد من وزراء خارجية الدول العربية على التواصل مع وزير خارجية العراق محمد الحكيم، لبحث تداعيات التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في الخليج، وسبل تحييد بغداد عن الصراعات الإقليمية والدولية في المنطقة بعد القضاء على تنظيم داعش والعمل على إعادة الإعمار.
وقال مصدر أمني عراقي لـ"العربية" إن إيران زودت عددا من الميليشيات العراقية بشحنات صواريخ لاستهداف قوات التحالف الدولي ضد داعش والسفارة الأمريكية في بغداد والشركات النفطية الغربية العاملة في مدن الجنوب.
وأكد المصدر العراقى أن الصواريخ دخلت عبر ثلاثة منافذ حدودية بين العراق وإيران هي الشيب والشلامجة وزرباطية بشاحنات محملة بالمواد الغذائية ووصلت إلى مخازن الميليشيات في جرف الصخر.
وتتصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من أن يتحول العراق إلى ساحة مواجهة تنطلق منه إيران بعيدا عن أراضيها ضد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج.
وأكد المصدر العراقى أن التحركات الإيرانية فى العراق تهدف لنقل مجموعة من الصواريخ إلى سوريا عبر الأنبار، موضحا أن الجيش العراقي لا يمتلك مثل هذه الصواريخ، موضحا أن الميليشيات التي جهزت بالصواريخ الإيرانية هي ميليشيات حزب الله وعصائب أهل الحق والنجباء والخراساني وجند الإمام بإشراف فالح الفياض رئيس هيئة الحشد ونائبه أبومهدي المهندس وهادي العامري ونوري المالكي بعد تسلمهم الأوامر من قاسم سليماني قائد فيلق القدس ومحمدي آل صادق مستشار السفير الإيراني في العراق.
وقال المصدر العراقى ان إيران استغلت اتفاقية المنافذ الحدودية الجديدة التي أبرمها الرئيس الإيراني حسن روحاني مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والتي تقضي بمرور الشاحنات الإيرانية دون تفريغ حمولتها في المنافذ وخضوعها للتفتيش أو تحميل بضائعها بشاحنات عراقية ما جعل الطريق سالكا أمام هذه الصواريخ.
ويخشى الشارع العراقى من استخدام بلاده فى أى صراع إقليمى ودولى بسبب الظروف الإقتصادية الراهنة التي تعيشها البلاد، والتخوف من عودة عناصر تنظيم داعش الإرهابى إلى البلاد حال أقدمت أيا من دول الصراع فى المنطقة على التحرك بقواتها أو نقل صواريخ إلى البلاد، وهو ما يهدد جهود الحكومة العراقية فى بسط الأمن والاستقرار فى البلاد والتركيز على مكافحة الفساد وإعادة إعمار البلاد.
وتحرص الدولة العراقية خلال السنوات الأخيرة على تحييد البلاد عن أى صراع إقليمى فى البلاد والتعاطى بدبلوماسية الوساطة بين الدول، وذلك فى محاولة من بغداد لنزع فتيل الأزمة فى المنطقة والدفع نحو الحل السياسى للأزمات.
وتستغل إيران اتصالاتها بعدد من التشكيلات المسلحة المتواجدة فى العراق لخدمة أجندتها ومصلحتها فى المنطقة، ودفع المسلحين لاستهداف المصالح الأمريكية والخليجية التى تخشى تصاعد التهديد الإيرانى ضد دول الخليج العربى.
وأكد مراقبون أن اتجاه بعض الدول الأجنبية لتقليل عدد عسكرييها فى العراق هو التخوف من استهداف القوات التابعة لتلك الدول، وتعرضها للخطر فى ظل التحذيرات التى أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد المخططات والتحركات الإيرانية فى المنطقة لاستهداف المصالح الأمريكية، مشددين على ضرورة عدم اتجاه أيا من الأطراف للتصعيد عسكريا واللجوء للغة الدبلوماسية والحوار لنزع فتيل الأزمة.