لو أن الأحجار تنطق؛ لروت لنا الجدران حكايات وأسرار عن المكان وأصحابه، خصوصا لو كان أثرا شاهدا على الزمن والناس، من هنا تبدأ حكاية متحف الدقهلية.
يوما ما كان استراحة خديوية مهيبة يتردد عليها الملوك والأمراء وكبار رجال الدولة، حتى جرت عليها الحوادث، وآل بها الحال إلى الدمار والخراب، هنا عبر سطور "اليوم السابع" المقبلة نتعرف على تفاصيل تاريخية مهمة للبداية والنهاية لأول متحف يجسد مشاهير الدقهلية.
كان فى الأصل استراحة ملكية
مقر متحف أعلام الدقهلية تحت الإنشاء حاليا كان فى الأصل استراحة ملكية بناها الخديوى اسماعيل لوالدته فى ستينيات القرن التاسع عشر، بالتحديد فى عام 1863م، لتستريح فيه، وتخرج منه لنزهاتها النيلية حيث تتنزه "الوالدة باشا" بالدهبية خاصتها فى النيل ، لذا بنى الخديوى اسماعيل مبنى الرصيف ليكون مرساة ترسو فيه السفن الملكية القادمة عبر نهر النيل أمامه، وأصبح المبنى بمثابة مدخل لمبانى القصر التى تضم مبنى النيابة، ومبنى المحكمة الابتدائية بشارع المختلط بمدينة المنصورة حاليا.
استولت عليه الأحزاب
استولى حزب مصر العربى الاشتراكى على جزء من المبنى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ومن بعده سيطر الحزب الوطنى على معظمه، وبقى منه جزء صغير تم تخصيصه لدار الكتب والوثائق القومية.
المبنى الأثرى تعرض للحرق
أشعل المتظاهرون النيران فى المبنى فى جمعة الغضب 28 يناير 2011، احتجاجا على كونه رمز من رموز الحزب الوطنى حينها، دون الالتفات إلى القيمة التاريخية والأثرية للمبنى أو حتى لمحتويات الجزء المخصص لدار الكتب والوثائق القومية، وامتدت ألسنة اللهب لتطول دار الكتب وتحرق وتدمر وثائق أصلية ومقتنيات نادرة.
قرار بإنشاء متحف أعلام الدقهلية منذ 2011
قرر اللواء محسن حفظى محافظ الدقهلية الأسبق فى عام 2011م تحويل المبنى لمتحف أعلام الدقهلية، وتعطل القرار بسبب منع حراسات الأموال التصرف فى أملاك الحزب الوطني، وأغلقت نوافذ المبنى بالطوب الأحمر.
من استراحة ملكية لخرابة
بقى المبنى على حاله خربا مهجورا لسنوات، واستغل متعاطو المخدرات والخارجين عن القانون الموقف وحولوه إلى مرتع لهم.
تخصيص 6.5 مليون جنيها لإنشاء المتحف
وأخيرا وبعد مطالبات عديدة من مواطنى محافظة الدقهلية لمحافظين متعاقبين لاستغلال المقر وتأسيس متحف يضم أبرز شخصيات المحافظة؛ خصص الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية 6.5 مليون جنيها لإنشاء متحف أعلام الدقهلية، ليضم أهم الشخصيات فى مختلف المجالات التاريخية والدينية والفنية والثقافية مثل: الشيخ محمد متولى الشعراوي، والبابا تواضروس الثاني، ورائد التعليم على باشا مبارك، والدكتور إبراهيم أبو النجا، مؤسس جامعة المنصورة، وشهيد حرب أكتوبر إبراهيم الرفاعي، والدكتور أحمد مستجير، عالم الهندسية الوراثية، وكوكب الشرق أم كلثوم، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط، والدكتور أسامة الباز، وشقيقه الدكتور فاروق الباز، والكاتب محمد حسين هيكل، والفنان عادل إمام، والشيخ جاد الحق على جاد الحق، والموسيقار رياض السنباطي، والشاعر إبراهيم ناجي، ووزير الأوقاف الأسبق محمود حمدى زقزوق، والشيخ نصر الدين طوبار، ورائد الصحافة الحديثة محمد التابعي، والمفكر والكاتب الكبير أنيس منصور، وعبد اللطيف البغدادى عضو مجلس قيادة ثورة 1952، والشيخ سيد النقشبندي، وشاعر الجندول على محمود طه، والفنان يونس شلبي، والضيف أحمد، والرائدات الإعلاميات تماضر توفيق وسهير الإتربى وصفاء حجازي، وسامية الإتربي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة