المشادات والتصعيد اليومى بين مسئولى أمريكا وايران ، تسبب فى تداعيات على سوق العملة الملتهب فى طهران بفعل عقوبات واشنطن ، حيث عاودت العملة الإيرانية المحلية سقوطها الحر الذى بدأته منذ العام الماضى، ليرتفع مجددا الدولار اثر القرار الأخير لطهران بتخفيض التزاماتها من العقوبات، ووصل سعر الدولار الواحد لـ 14.900 ألف تومان آخذا فى الصعود.
وأحدثت العقوبات اضطرابات في السوق الإيرانية، حيث وصل سعر الدولار في السوق الحرة إلى حوالي 19.000 ألف في شهر أكتوبر الماضي، وبالتوازى مع انخفاض قيمة العملة الايرانية ارتفعت أسعار المواد الغذائية وبحب تقرير نشرته صحيفة "همدلى" الايرانية ، ارتفعت الأسعار مع حلول شهر رمضان، وتحت عنوان "رمضان بسفرة الغلاء" قالت الصحيفة ، أن رمضان هذا العام جاء بنكهة الغلاء، وأن السلع زادت اسعارها بنسب تتراوح من 15 إلى 62% فى الفترة خلال العام الماضى وحتى الأن، وارتفعت اسعار الأرز والسكر الذى زاد بنسبة 70%، والأرز ارتفع سعره لأكثر من 50%.
وارتفعت أسعار الخبز نحو 15%، وفى تقرير لها قالت وكالة إيسنا مطلع الشهر الجارى، إن نوعين رئيسيين من أنواع الخبز التقليدي الإيراني ، ارتفع سعرهما حوالي ثلاثة أضعاف، وذكت الوكالة ، أن السعر الرسمي لرغيف واحد من نوع "بربري" هو حوالي 650 ألف تومان، ورغيف "سنكك" حوالي 800 ألف تومان، أي ما بين 50 إلى 60 سنتا.
ولم يحبز الإيرانيون اللجوء لرفع سعر البنزين أو تقنين حصصه للمواطنين، لتعويض الخسائر الناجمة من تقليص مبيعات النفط، وأثارت فكرة رفع سعر البنزين العديد من المخاوف وسط موجة الغلاء التى تثقل كاهل الإيرانيين، ورجح خبراء إيرانيين أن رفع أسعاره سوف يرفع معدل التضخم فى البلاد.
الأزمات دفعت طهران لإعادة نظام "الكوبونات"، ومطلع الشهر الجارى رجح النائب الأول للرئيس حسن روحانى ، اتجاه الحكومة لنظام "الكوبونات" لحصول المواطنين على السلع الأساسية كالزيت والسكر، وقال اسحاق جهانجيرى ، أنه نظرا للظروف الاقتصادية الجديدة التى تواجهها إيران، فانه قد نتجه إلى تقنين حصص المواطنين من السلع أو استخدام نظام الكوبونات الذى كان معمولا به فى فترة الثمانينات لاسيما خلال الحرب العراقية الايرانية (1980-1988).
التردى الاقتصادى امتد إلى الورق الذى ارتفعت اسعاره بشكل جنونى وشح فى الأسواق، الأمر الذى هدد الصحف الورقية بالاغلاق، فالعديد من الصحف أغلقت وافلست بعض المؤسسات ، والسبيل الوحيد أمامها هو الحصول على دعم مالى من قراءها، وفى مارس الماضى اضطر مدراء ومسئولى 3 من الصحف المستقلة رفع خطاب للرئيس حسن روحانى، شرحوا خلاله الوضع الذى يعيشونه داخل مؤسسات صحفية مريضة تحتضر –بحسب وصفهم-، يطلبون الغوث .
ولأول مرة فى تاريخها اضطرت عدة صحف ورقية فى إيران لفرض اشتراكات على موقعها الالكترونى على قراءها، ومنع التصفح بشكل مجانى، وكان أبرزها صحيفة "اعتماد" الإصلاحية التى قامت بذلك مؤخرا، وصحيفة "شرق" الإصلاحية أيضا وفعلت الاشتراكات عبر نظام الدفع الإلكترونى منذ نحو عام، لمواجهة أزماتها، أما صحيفة "افتاب يزد" اضطرت العام الماضى إلى غلق التصفح المجانى واكتفت بعرض أبرز العناوين صباحا فقط ويتم فتحها مجانا بعد ظهر اليوم، لكنها ألغت العمل بهذا الأسلوب بعد أشهر من تطبيقه لعدم جدواه.