ساهمت الأعمال التخريبية التى شهدتها منطقة الخليج ، من استهداف ناقلات فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، واستهداف محطتى نفط بالسعودية، إلى تصعيد التوتر ضد إيران ، حيث اتهم مسئولين أمريكيين بشكل غير مباشر ،عناصر حوثية بتنفيذ هذه الاعمال ، لكن هذه العمليات لا تعد "الخطأ الكبير" بحسب تعبير الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى قال (سترتكب إيران "خطأً كبيراً" إذا فعلت شيئاً) فسره بعض المراقبون بأنه يشير إلى الإعداد لهجمات على مصالح أمريكية في الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع ذلك أشار مسئولون أمريكيون ، بأصابع الإتهام إلى إيران فى العمليات التخريبية فى الخليج، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون ، إن المعلومات تدل على أن مجموعات مدعومة من إيران، وراء "عمليات تخريب" تستهدف قطاع النفط الخليجي.
ونقلت قناة الحرة الأمريكية، عن مصدر بالوزارة "لم تسمّه"، قوله: لقد "تعرضت محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق - غرب، الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، إلى هجوم بطائرات من دون طيار، في وقت سابق الثلاثاء".وأضاف المصدر، أن "المعلومات الأولية تدل على أن مجموعات مدعومة من إيران وراء عمليات تخريب".
ورغم االفرضية التى يتحدث عنها قادة إيران ، بوجود طرف ثالث يسعى لتوريطها، إلا أن الإعلام الأمريكى يتهمها بشكل مباشر، ورجح مسئول أمريكى وقوف إيران وراء العمليات التخريبية التى استهدفت 4 ناقلات للنفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة الأحد الماضى.وقال المسئول، الذى طلب عدم ذكر اسمه، فى تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "الأدلة المتوفرة حتى الآن بشأن ما حدث ليست قاطعة، لكن فريقا أمريكيا يساعد فى فحص السفن المتضررة".
وأوضح المسئول الأمريكى، أن "الولايات المتحدة تتعاون مع الإمارات فى التحقيق بحادثة استهداف السفن" ، ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسئول أمريكى، قوله إن "إيرانيين أو مجموعات موالية لهم ربما استخدمت متفجرات لإحداث فجوات فى السفن"، مشيرا إلى أن "حجم الفجوات فى السفن المستهدفة يتراوح بين 5 و10 أقدام".
ويتجه التصعيد الأمريكى وارسال حاملة طائراتها "يو إس إس أبراهام لينكولن" بصحبة مجموعة بحرية قتالية إلى الخليج إلى مستويات خطيرة تشعر بها إيران، لكن لا تعترف بها وتحاول التهوين منها، على نحو ما صرح به اليوم قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، إن دخول حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة رفع معنويات قواته.
وشدد رضائي ، في حديث خلال مراسم تنصيب قائد حرس حدود جديد في محافظة خوزستان على أن "لا مخاوف لدى إيران بشأن أمن الحدود، ورغم ذلك، فإننا جاهزون دوما للتعامل مع أي عوامل قد تهدد أمننا".وأشار رضائي إلى أن "التحركات الأمريكية الأخيرة في المنطقة، لم تؤثر سلبا على معنوياتنا، بل أدت إلى تعزيز روحية قواتنا الواعية في حرس الحدود"، مضيفا أن "التحركات العسكرية للأمريكيين لا أهمية لها بالنسبة لإيران، بل هي مثار للسخرية".
من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني ، أن إيران "أعظم من أن يرهبها أحد" وقال روحاني خلال لقائه عددا من رجال الدين السنة في حفل إفطار "بعون الله... سنجتاز هذه المرحلة بنجاح ورفعة وشموخ ونهزم العدو" بحسب ما نقل الموقع الالكتروني للحكومة.
حسن روحانى
ورغم رغبة المسئولين فى إيران فى الحفاظ على الثبات الانفعالى ، وعدم نقل التوتر الذى تعيشه طهران مع واشنطن وخصومها إلى الداخل المتأزم اصلا اقتصاديا بفعل العقوبات الأمريكية، إلا أن المرحلة المقبلة مرشحة لتصعيد كبير مع الولايات المتحدة الأمريكية قد يتجه نحو اشتباك عسكرى، وكافة السيناريوهات مطروحة خلال الفترة المقبلة .