"هم لا يريدون الحرب، لكن يقولون إنهم مستعدون للرد على ضرب مصالحهم، ترامب يريد أن نتصل به" هذه رسالة تفهمها صانع القرار الإيرانى من الولايات المتحدة ومررت له عبر قنوات أخرى خاصة، وسط حالة الشد والجذب والتوتر المتصاعد بين البلدين، ورغم ذلك فإن إرسال قوة بحرية برفقة حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وسفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ "باتريوت" إلى الشرق الأوسط وقاذفات من طراز "بى-52"، ورفع طهران الجاهزية لشن عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأمريكية، يجعل احتمال الاشتباك بين البلدين قائما، وبات السؤال المطروح: ما سيناريوهات المرحلة القادمة؟
اتصال هاتفى نظر إليها بارتياب داخل إيران
حال لم يحدث احتكاك عسكرى، فان السيناريو الأول الذى يميل إليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هو اتصال قادة طهران به، حيث كشفت شبكة CNN أن واشنطن مررت رقم هاتف إلى سويسرا لتسليمه إلى إيران، كى يتصل قادة إيران بالرئيس دونالد ترامب، ردا على الدعوة التى وجهها فى مؤتمر صحفى، إلى القيادة الإيرانية، وهى خطوة نظر إليها بارتباك داخل إيران، لم تصدر تعليق رسمى، لكن عناوين صحافة طهران اليوم، جاءت لتترجم ارتباك بين المحللين والمنظرين وانقسامهم، الصحف المتشددة نظرت بارتياب للدعوة الأمريكية وكتبت صحيفة "جوان" المتشددة والمقربة من الحرب الثورى، تحت عنوان "فخ ترامب الهاتفى"، الرئيس الأمريكى بعد أسبوع من ارسال قطع بحرية أمريكية للمنطقة جلس إلى جوار الهاتف ينتظر اتصال من إيران!.
لكن يبدو أن صانع القرار الإيرانى يرى أن دعوة ترامب غير حسنة النية، ويرى أنه يسعى لاستغلالها إعلاميا وسياسيا، صحيفة "افتاب يزد" علقت واعتبرتها حرب نفسية جديدة، وكتبت مانشيت عددها "حرب ترامب النفسية الجديدة"، متسائلة "هل مهلة طهران حول الانسحاب من الاتفاق النووى جعلت الولايات المتحدة تغيير نهجها؟ وقالت الصحيفة "ترامب تحدث مجددا عن المفاوضات وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا تسعى للحرب.
المهاجرون والمخدرات ووكلاء.. أدوات إيرانية
فى الوقت نفسه فهناك سيناريو ما قبل المواجهة أيضا، فطهران تمتلك أدوات توظفها للضغط على خصومها وحتى حلفاءها لوحت بها الأسبوع الماضى، وكان أبرزها قضية تهريب المخدرات التى تنطلق إلى أوروبا وتسعى السلطات الإيرانية لمكافحتها للحيلولة دون وصولها، وتعتبر أوروبا إيران صمام أمان لعدم وصول هذه السموم، لذا فمن الممكن أن تتجاهل إيران عبور هذه السموم، ورقة أخرى آلا وهى قضية المهاجرين الأفغان إلى إيران والذين يشكلون الملايين، وقد يتم نزوحهم إلى أوروبا حال أقدمت إيران على منع دخولهم أراضيها، وتعد قضيايا مقلقة للأوروبيين.
بالاضافة إلى مضيق هرمز، الذى تهدد طهران دوما بإغلاقه، وتهديداتها باستهداف السفن فى الملاحة، واستهداف القوات والمصالح الأمريكية، فحال اقدمت إيران على ذلك فيرفع من احتمالية نشوب اشتباك عسكري، وأخيرا أذع طهران و وكلاء طهران فى المنطقة التى تستخدمهم كأدوات ضغط على خصومها وأداة لضرب مصالح الخصوم.
أسلحة إيرانية وأمريكية للمواجهة
حال نشوب الحرب فى الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، يمكن أن نتخيل الأسلحة التى ستستخدمها إيران، حيث تستعد لحماية سواحلها وفرض وجودها فى مياه الخليج بقوة بحرية تضم زوارق سريعة وغواصات خفيفة، يمكنها العمل في المياه الضحلة، وتنفيذ هجمات سريعة، مقارنة بقدرة محدودة لحاملة الطائرات الأمريكية في تلك المياه، ونشرت صواريخ باليستية بحسب تقارير أمريكية.
وتمتلك إيران 398 قطعة بحرية بينها 33 غواصة و5 فرقاطات و3 كورفت و230 زورق دورية و10 كاسحات ألغام، ويعد اسطولها الرابع عالميا وفقا لموقع "جلوبال فير بور" العسكرى، وتأتى فى مقدمة الغواصات، غواصة "غدير" و"فاتح"، المزودتين بطوربيدات مضادة للسفن، وصواريخ "كروز"،وتعد الغواصة "فاتح" من أحدث الغواصات، التى انضمت للأسطول الإيرانى، ويبلغ وزنها أكثر من 500 طن وهى من فئة الغواصات المتوسطة وتمتلك منظومة إطلاق وتوجيه صواريخ كروز البحرية، كما يمكن تجهيزها بـ4 طوربيدات و8 ألغام بحرية وطوربيدين احتياطيين، وتبلغ سرعتها تحت الماء إلى 26 كم فى الساعة، فيما تبلغ سرعتها فوق سطح الماء إلى 11 عقدة بحرية (20 كم فى الساعة).أما غواصة "غدير"، التى يمكنها العمل فى المياه الضحلة، فإن وزنها حوالى 120 طنا.
وفى السيناريو نفسه، من المتوقع أن يصطف واشنطن وحلفاءها فى الخليج إلى ضد إيران، ويبدو أن الولايات المتحدة انتقت أنواع اسلحتها لهذه المواجهة، فحاملة الطائرات أبراهان لنكولن تعد بمثابة قاعدة عسكرية عائمة، تحمل على متنها عشرات المقاتلات الحربية، والمروحيات، إضافة إلى ارسال قوة ضاربة ترافقها تتكون من سفن حربية ومدمرات وغواصات، وطرادات، وسفن أخرى صغيرة، فضلا عن سفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ "باتريوت لتعزيز قدرات حاملة طائرات، إضافة إلى قاذفات من طراز "بي-52".