مازال انعدام الأمن الغذائى المتسارع فى اليمن يهدد حياة ما يقرب من 20 مليون شخص، ورغم ما أعلنه مارتن جريفيث المبعوث الأممى لليمن بشأن التقدم المحرز فى الحديدة بإعلان الانسحاب الحوثى من عدد من الموانئ، إلا أن شبح المجاعة مازال يلوج فى الأفق، هذا ما أكده مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية حيث أطلع مجلس الأمن، على آخر التطورات المتعلقة باليمن وقال إن عشرة ملايين يمني ما زالوا يعتمدون على المساعدة الغذائية الطارئة للبقاء على قيد الحياة، وقد أثرت عودة الكوليرا على 300 ألف شخص حتى الآن، مقارنة بثلاثمئة وسبعين ألفا طيلة أشهر عام 2018."
وقال لوكوك إن الحرب فى اليمن تؤثر على عمليات الإغاثة، وأضاف أن إعاقة وصول الإغاثات تدفع المنظمات الإنسانية إلى الاعتماد على شبكة من الطرق الخلفية والجبلية بعد المرور فى مناطق غير آمنة وعدد هائل من نقاط التفتيش.
موضحا أن "الشاحنات الثقيلة، بما فيها تلك المحملة بالمساعدات الغذائية، تستغرق أكثر من 60 ساعة لتنتقل بين صنعاء وعدن بما يزيد بنحو 4 مرات عن الوقت المعتاد لتلك الرحلة."
وقال المسؤول الأممى إن القيود المشددة على الوصول الإنسانى، ما زالت تمثل مشكلة كبرى، مضيفا أن أكثر من 900 ألف شخص تضرروا خلال شهرى فبراير ومارس بتأخر أو تعطل المساعدات.
وأعرب لوكوك عن القلق بشأن ناقلة النفط (صافر) التى قد تحدث كارثة بيئية فى البحر الأحمر، وهى تابعة لإيران، الناقلة، ترسو قبالة ساحل الحديدة، تتعرض الناقلة لخطر الانفجار واحتمال تسرب 1.1 مليون برميل من النفط في البحر الأحمر، أى ما يزيد بمقدار 4 مرات مما تسرب أثناء كارثة (أكسون فالديز) قبل ثلاثين عاما".
تردى الاوضاع الإنسانية
كما أن البرنامج العالمى للأغذية ذكر أن القتال وارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادى المتردى، يدفع الناس إلى حافة المجاعة، ووصف المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى ديفيد بيزلى الوضع بأنه "كارثى"، وأكد قائلا "أسوأ مخاوفنا تتمثل في أن يموت الناس جوعا فى اليمن. إن اليمنيين بحاجة إلى المساعدة، ونحن موجودون على الأرض لفعل كل ما يمكن. ويعتمد ذلك على القدرة على الوصول الإنسانى والتمويل. إننا بحاجة إلى المساعدة الآن، وإلا فإن العائلات البريئة والفتيات والصبية الصغار سيموتون".
وأضاف بيزلى أن نتائج التصنيف تظهر أن ما يحدث فى اليمن هو أزمة متفاقمة بشكل دائم حيث يعانى 15 مليون شخص من الجوع الشديد، من بينهم 65 ألف شخص يواجهون مستويات جوع "كارثية".
معاناة الأطفال فى ظل حصار الحوثى بتعز
وأكد البرنامج أنه حتى ولو لم تكن هناك مجاعة فى اليمن، فإن أولئك الذين يعيشون في المناطق الأشد تضررا يعانون من مستويات مروعة من الجوع، مع القليل من الطعام، أو لا شىء، لهم ولأسرهم.
ووفقاً للبرنامج، فإن الوضع الأمني في الحديدة، وهى المدينة الواقعة تحت حكم الحوثيين ، "يتدهور بسرعة" ويهدد المساعدات الإنسانية فى المدينة والمناطق المحيطة بها، حيث وصلت الإمدادات الغذائية إلى مستويات منخفضة للغاية.
سرقة مخازن الأغذية
وفى واقعة مخزية للإنسانية أقدمت ميليشيا الحوثى على سرقة مخازن الأغذية التابعة للبرنامج، وأعلن البرنامج ذلك فى وقت سابق، مؤكدا تضرره من الاعتداء على المساعدات التى كان من المقرر إيصالها للمحتاجين من الشعب اليمنى .
وقالت المسؤولة الأممية ليز جراندى إن أكثر من 25% من الأطفال يعانون من سوء التغذية خاصة فى الحديدة وهناك 900 ألف شخص في المحافظة يائسون في سبيل الحصول على الغذاء. 90 ألف امرأة حامل معرضات لخطر كبير. تحتاج العائلات إلى كل شىء من الطعام والنقود والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحى والإمدادات الطارئة والدعم. الكثير منها بحاجة إلى مأوى. انه لأمر مفجع أن نرى عدد المحتاجين وكم الاحتياجات.