مأساة حقيقية ومختلفة تلك التى تعانيها أسرة الطفل عمر القاطن بمنطقة بولاق الدكرور، فأغلب المشكلات التى صادفتنا كانت إما الحاجة إلى العلاج أو نقص المال ولكن هذه الحالة كانت الحاجة إلى التعليم.
عمر يس إبراهيم طفل عمره 5 سنوات تقريبا ترفضه كل المدارس الخاصة لأنه لا يستطيع التحرك إلا بمساعدة على الرغم من أن الأطباء أكدوا أنه فى غضون عام ونصف أو عامين سيتمكن من المشى بلا مساعدة، هذه ليست مشكلة عمر فقط ولكنها مشكلة كل الأطفال الذين هم فى مثل حالته كما تقول الأم.
تحكى الأم هبة محمد عفيفى معاناة أسرتها فى البحث عن مدرسة خاصة لطفلها عمر فتقول: أصبت بتسمم فى الحمل وولد عمر مصاب بثقبين فى القلب وأودع الحضانة وخرج بمشاكل صحية أخرى، ومنذ ولادته لم نتوقف يوما فى رحلة البحث عن العلاج، تركت عملى كمحاسبة للتفرغ لرعايته، أما أبوه فيعمل أكثر من عمل لتوفير النفقات والحمد لله الحال ميسور، فى وسط دوامة العلاج لم أكن أفكر فى أن ألحق عمر بحضانة أو غيرها، ولكن بعدما أتم عمر إجراء العمليات وأكد الأطباء أن حالته الآن لا تحتاج سوى للعلاج الطبيعى بدأت أبحث عن مدرسة خاصة.
وأكملت الأم: بحثنا عن مدرسة خاصة لأن الأعداد فى المدارس الحكومية بتكون كبيرة جدا وما حدش هياخد باله منه، وقولت فى المدرسة الخاصة الأعداد بتبقى قليلة وهياخدوا بالهم منه، ذهبت إلى المركز القومى للبحوث لتقييم الذكاء لطفلها، وكانت النتيجة بأن نسبة الذكاء 95 % أى فوق المتوسط، أوصى المركز القومى بتفاعله مع مجنمع كبير، وتعليمه حفظ القرآن الكريم والاهتمام بمخارج الألفاظ، وتهيئة بيئة تعليمية مناسبة، وجلسات تنمية مهارات وعدم استخدام الأجهزة الذكية من موبايل وتابت وتليفزيون.
وأضافت: بدأت الرحلة الأصعب فى حياتى وعلى نفس طفلى كلما أذهب للتقديم فى مدرسة أجد مدير المدرسة يرفض أمام طفلى، ويقولى لأ ابنك مالوش مكان عندنا وديخه مكان مناسب ليه، على الرغم إن ابنى ما عندوش مشاكل ذهنية، كل الحكاية إنه بس مش بيتحرك غير بمساعدة ودى مشكلة وقتية فى خلال أقل من سنتين هتنتهى، غلبت أفهم فى مدير كل مدرسة، وآخر واحد قولتله لوائح الوزراة بتقول إنكم تاخدوا 5% دمج، رد عليا ما حدش يقدر يجبرنى أدخل ابنك المدرسة ولا حتى وزير التربية والتعليم، أنا كل اللى محتاجاه إن ابنى يدخل مدرسة علشان بعد سنتين أخوه هيكون معاه مش معقول إنى أودى واحد المدرسة والتانى يبقى قاعد فى البيت.
أما الطفل عمر والذى لم يكف عن الابتسام طوال فترة زيارتنا لمنزلهم، فقد تلى بعض آيات القراء من سورة الفاتحة والإخلاص على قدر حفظه، وأخبرنا أنه يتمنى أن يمشى على قدميه دون مساعدة وأن يتعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة