مؤشرات النزاع الأمريكى - الإيرانى تنخفض.. إيران لا تريد الحرب ووزير خارجيتها يؤكد: لا أحد يتوهم بمواجهتنا.. مندوبها بالأمم المتحدة ينفى تركيب صواريخ باليستية بالخليج.. ويتهم الأمريكيين بعمل على تأجيج الأوضاع

الأحد، 19 مايو 2019 12:30 م
مؤشرات النزاع الأمريكى - الإيرانى تنخفض.. إيران لا تريد الحرب ووزير خارجيتها يؤكد: لا أحد يتوهم بمواجهتنا.. مندوبها بالأمم المتحدة ينفى تركيب صواريخ باليستية بالخليج.. ويتهم الأمريكيين بعمل على تأجيج الأوضاع جواد ظريف وترامب وخامنئى
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اختتم وزير خارجية إيران اليوم السبت جولة أسيوية بدأت من الصين، حرص من خلالها على إرسال رسائل للإدارة الأمريكية بعدم رغبة طهران فى خوض حرب، من أجل نزع فتيل التوتر بعد التعزيزات العسكرية الأمريكية إلى الخليج، وقال محمد جواد ظريف اليوم السبت، إنه يعتقد أن الحرب لن تندلع فى المنطقة لأن طهران لا تريد الصراع ولا تملك دولة "وهما بأن بإمكانها مواجهة إيران".

 

 وقال ظريف للوكالة قبل نهاية زيارته لبكين "لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد الحرب ولا يملك أى شخص فكرة أو وهما بأن بإمكانه مواجهة إيران فى المنطقة". وسط وتزايد التوتر فى الأيام القليلة الماضية بسبب مخاوف من اندلاع صراع أمريكى - إيرانى. وسحبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضى بعض دبلوماسييها من سفارتها فى بغداد بعد هجمات فى مطلع الأسبوع الماضى على أربع ناقلات نفط فى الخليج.

 

جواد ظريف
جواد ظريف

 

 

من جانبه نفى مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجى صحة تقارير إعلامية أفادت بأن سبب التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران يعود إلى تركيب الحرس الثورى صواريخ مجنحة على قوارب حربية له.

 

وقال الدبلوماسى الإيرانى، فى مقابلة مع  قناة CBS الأمريكية: "لست مسؤولا عسكريا، لكننى أستطيع التأكيد أننا لا نطلق صواريخ من قواربنا".

 

وتابع روانجى، تعليقا على ما ذكره مسؤولون أمريكيون لوسائل الإعلام حول وجود صور استخباراتية تظهر قوارب إيرانية مزودة بصواريخ، قائلا إن هذه التصريحات لا تحظى بمصداقية ما لم تنشر الولايات المتحدة تلك الصور أمام الرأى العام.

 

كما نفى المندوب الإيرانى قطعيا صحة تقارير تتحدث عن أن طهران أمرت قادة الفصائل العراقية المتحالفة معها بالاستعداد لمهاجمة القوات الأمريكية فى البلاد، واتهم الولايات المتحدة باستخدام تقارير استخباراتية خاطئة، مذكرا بالغزو الأمريكى للعراق عام 2003 تحت ذريعة امتلاك نظام صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، ولم تكن هناك أية أرضية لهذه الاتهامات كما تبين لاحقا.

 

وحمّل روانجى "مستشارا رئيسيا" فى الإدارة الأمريكية بالوقوف وراء تلك الادعاءات الخاطئة الموجهة ضد إيران، وقال، ردا على سؤال عما إذا كان الحديث يدور عن مستشار الأمن القومى الحالى فى البيت الأبيض جون بولتون: "لا أريد ذكر الأسماء، لكنه كان بالتأكيد بين هؤلاء الأشخاص".

 

وأعرب الدبلوماسى الإيرانى عن قناعته بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يريد الحرب مع إيران، لكن ذلك لا يعنى أن المسؤولين المقربين منه يشاطرونه هذا الموقف، متهما بولتون بالسعى إلى تهيئة الظروف لنشوب نزاع بين واشنطن وطهران.

 

وشدد المندوب على أن الاستخبارات الخاطئة هى سبب التصعيد الأخير فى المنطقة، مشيرا إلى ضرورة حل هذه المسألة لتحسين الظروف بالنسبة لجميع الأطراف المعنية.

 

 

من هو "بولتون" الذى يقف وراء دق طبول الحرب؟

للحروب رجال وقفوا وراء قرع طبولها، تشير التقارير إلى أن التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة والتحشيد العسكرى بالخليج يقف وراءه مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون الذى يشتهر منذ فترة طويلة بأنه يؤمن بضرورة تشدد سياسة بلاده إزاء إيران، ويتخذ موقفا متشددا داخل الإدارة منذ انضمامه لها قبل أكثر من عام، وتؤرق تحركاته صانع القرار الإيرانى، غير أن الرئيس دونالد ترامب أرسل رسائل طمأنة مبطنة إلى إيران فحواها بأنه قادر على كبح جناح بولتون وأنه لا يريد الحرب. ويلقى التقرير الضوء على نقاط لبعض مواقفه إزاء إيران.

 

- فى 26 مارس 2015، وفى وقت وصل مارثون المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية إلى ذروته، وقبل أشهر قليلة من توقيع الاتفاقية النووية فى 14 يوليو من العام نفسه، كتب جون بولتون أحد قادة "الصقور الأمريكية" فى صفوف الجمهوريين، مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يحمل عنوان "لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.. اقصف إيران" أكد فيه على قناعته بضرورة قصف هذا البلد الذى يمتلك برنامج نووى ثار حوله الكثير من الشكوك داخل الولايات المتحدة، قائلا "الحل العسكرى هو الوحيد لهذه المشكلة، والوقت المتاح محدود ولكن مازالت هناك فرصة لنجاح هجوم، ومثل هذا الإجراء يجب أن يواكبه دعم أمريكى قوى للمعارضة الإيرانية بهدف تغيير النظام فى طهران".

 

- بولتون الذى عينه الرئيس الأمريكى مستشاره للأمن القومى فى مارس 2018 خلفا لـ اتش أر ماكماستر، كان يمثل وقتها حلقة فى فريق الخارجية الأمريكية إلى جانب الوزير مايك بومبيو والمندوبة لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى المستقيلة، وهو الفريق الموظف بتطبيق استراتيجية ترامب التى تهدف لـ"تقويض المارد الإيرانى" والتى كشف عنها فى 13 أكتوبر 2017.

 

- انتقد بولتون إدارة الرئيس السابق أوباما لموافقتها على الاتفاق النووى وكتب فى العام الماضى يقول إن نص الاتفاقية "خلق ثغرات كبيرة، وإيران تطور الآن صواريخها وبرنامجها النووى من خلال تلك الثغرات".

 

 

- ترى إيران أن بولتون هو مهندس الحروب الأمريكية، ووجوده فى هذا المنصب، هو رسالة شديدة إلى طهران، وتطلق عليه هو وبومبيو لقب "الفريق B"، ويؤيد بولتون الحروب الاستباقية وكان أحد مهندسى غزو العراق فى 2003، وشغل منصب السفير الأمريكى لدى الأمم المتحدة لمدة 18 شهراً فى عامى 2005 و2006، فى عهد جورج بوش الابن، ومعروف بمناهضته لإيران وكوريا الشمالية.

 

- لكن أكثر ما يؤرق إيران هو علاقاته بالمعارضة الإيرانية لاسيما جماعة مجاهدى خلق، حيث التقى بولتون بمعارضة النظام الإيرانى أكثر من مرة، ويبدو أن هناك تنسيق وعلاقة وطيدة تجمعه بزعيمتها مريم رجوى، إذ كان يحرص على المشاركة فى الفعاليات التى تنظمها، كما شارك العام الماضى فى مؤتمرها السنوى الذى عقد فى باريس، وكان له خطاب حاد فى 2018، قال فيه إن النظام الإيرانى لن يرى عامه الـ 40، وقبل حلول عام 2019 سيحتفل مع مجاهدى خلق فى طهران باسقاط النظام"، كما شارك فى 20 مارس 2017 فى تجمع لأنصار مجاهدى خلق فى ألبانيا بمناسبة عيد النوروز (رأس السنة الشمسية الإيرانية). ورأت طهران أن دعمه للمعارضة قد يقوى شوكتها ويعزز من سياساتها لمناهضة النظام.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة