لم يدر الرجل الصعيدي أن مشاجرة وقعت قبل 48 سنة من الآن ستجعله أقدم مسجل خطر في مصر، وأن هذه المشاجرة ستكون نقطة تحول في حياته، من شاب مسالم لمتهم في جريمة قتل، ثم متورط في العديد من القضايا.
يحكي "مهدى أبو الدهب"، قصته في عالم الجريمة وكيف تحول لأقدم مسجل خطر، فيقول: "ولدت فى 1941 بالقاهرة، وانا من أصول صعيدية من محافظة قنا تحديداً، وتزوجت مرتين وأنجبت 7 أولاد "3 بنات و4 ذكور"، وكنت شخصا طبيعيا، لم أدخل قسم الشرطة قط، لا يشغلنى فى هذه الدنيا سوى العيش بصحة وستر وراحة بال، لم أتوقع أن تنقلب حياتى فى لحظة من اللحظات رأساً على عقب، ولا أدرى أن حادث يحولنى إلى مسجل خطر، ليس هذا فحسب، وإنما المسجل الأشهر فى مصر.
وعن أول جريمة ارتكبها والتي حولت حياته رأساً عن عقب، يقول "مهدى أبو الدهب": جاءنا الخبر أن ابن شقيقتى يتشاجر مع شاب على قهوة فى الوايلى بالقاهرة، واعتقدنا أنها مجرد مشاجرة بين شباب، أسرعنا لهناك واكتشفنا سقوط نجل شقيقتى قتيلاً، ومن هنا كُتب "الإجرام" على وهو كره لى، حيث عقدت عائلتنا اجتماعا عاجلا لبحث تطورات ما حدث، وطلب البعض أن ننتظر حتى يقتص لنا القانون، خاصة أن المتهم تم القبض عليه، وكنت وقتها صغير السن، وفى عادات أهل الصعيد لا يستطيع الصغير أن يتحدث فى وجود الكبار، فلم أستطع أبدى الرأى، واكتفيت به داخل نفسى، حيث قررت أن يخرج الجثمانين معاً، جثمان ابن شقيقتى وجثمان المتهم بعدما قررت قتله رغم أنه بات فى حوزة الأمن.
وعن كواليس ارتكابه للجريمة الأولى يقول "أبو الدهب": سهرت طوال الليل أخطط لكيفية قتل المتهم، خاصة بعدما عرفت أنه سيتم ترحيله من قسم الوايلي لجهات التحقيق، ورصدته وأطلقت عليه رصاصات اخترقت جسده ليموت فى الحال، وتم القبض على، وحقق معى ضابط شرطة اتذكر اسمه للآن يدعى "إبراهيم راسخ"، وبعد 3 أشهر حبس خرجت بكفالة، وظلت القضية معلقة لمدة 9 سنوات، حيث صدر حكم على سنة 1981 بالسجن 10 سنوات.
"أبو الدهب" الشاب الشقي وقتها قرر الهرب ثم سلم نفسه للشرطة مرة أخرى، وتعرف داخل السجن على عتاة الإجرام، فيقول : "تعرفت على "كتكوت الجيارة" أخطر أباطرة الكيف فى مصر، و"فؤاد أبو على"، أشهر تاجر سلاح بروض الفرج، ومن هنا بدأ اسمى يظهر فى عالم الجريمة.
وحول سجله الإجرامي، يقول "أبو الدهب": سجلى به أكثر من 80 قضية، بينها قضايا "مش بتاعتى بس أنا حاسبت فيها على المشاريب"، فأتذكر فى مشاجرة جاء أصدقاء لمجاملتنا وأثناء المشاجرة سقط شخص قتيل، وعندما ضبطوا زملائى اعترفت بأنى قتلت الضحية "عشان ما اشيلش الناس اللى جات تجامل مع إنى ما قتلتوش"، وفوجئت فى احدى المرات بعد خروجى من السجن بالباعة يفترشون الأرصفة ويبيعوا صورا لى وأسفلها مكتوب "سفاح منشية الصدر"، واشتريت كل الصور حتى لا يتم تداولها.
وعن الفارق بين مسجل زمان والمسجل الآن، يقول "أبو الدهب" قديماً كان لدينا أصول وقيم لا يمكن اختراقها، فلا يمكن مسجل يسرق أو يقتل فى منطقته، وكنا نساعد الفقراء على طريقة "أدهم الشرقاوى"، أما الآن "فالمهنة لمت"، وأصبحت تجمع "الحابل بالنابل".
وعن حلمه، يقول "أبو الدهب": أحلم برفع اسمي من قوائم المسجلين خطر حيث أنني أصبحت رجلا مسنا، وأرغب فى زيارة بيت الله.
وقال "أبو الدهب" في لقاء سابق مع اليوم السابع، حلمي حذف اسمي من سجلات المسجلين خطر، وزيارة بيت الله الحرام ووجود مصدر رزق ثابت.
أقدم مسجل خطر بمصر
أقدم مسجل خطر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة