رسائل شديدة اللهجة، تلك التى وجهها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إيران فى ظل تصاعد الأنشطة العدوانية لطهران وتهديداتها المستمرة ضد المنطقة، حيث أكد خبراء وخليجيون أن تصريحات الرئيس الأمريكى تعد رسالة ردع ستستمر عدة أيام، وتؤكد أن لخيار العسكرى تجاه إيران الذى ظل على الطاولة الأمريكية لعقود طويلة لم يعد مجرد تهديد أمريكى.
فى هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية، إن التغريدة الأخيرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب تأتى فى سياق ما اسماه برسائل الردع المتبادلة بين واشنطن وطهران، والتى من المتوقع أن تستمر لعدة أيام، وهدفها هو توجيه رسالة موثقة الى طهران بأن واشنطن جادة فى الأمر كما أنها تتسق بصورة مباشرة مع الاستعدادات العسكرية التى تجريها أمريكا، والتى شملت اعادة انتشار للقوات الأمريكية فى المنطقة.
وأشار فهمى إلى أن هذه التغريدة تأتى بعد ساعات من تصريحات وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف بان المنطقة لن تشهد حرب جديدة بين إيران وواشنطن، مشيرا إلى وجود تيار داخل الادارة الامريكية يتبنى عسكرة الأزمة، واصفا التصريحات الإعلامية بأنها تأتى فى إطار عمليات الضغط التى يمارسها الجانبين ضد بعضهما البعض.
من جانبه، أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن التعزيزات العسكرية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، رسالة تؤكد أن الخيار العسكرى تجاه إيران الذي ظل على الطاولة الأمريكية لعقود طويلة لم يعد مجرد تهديد أمريكي على الطاولة، بل أصبح قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع.
وأضاف المحلل السياسى السعودى، أن إيران كانت تعتقد أن الضغط الأمريكي سيقف عند العقوبات الاقتصادية وكانت تراهن على عامل الوقت حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبله على أمل أن يخسر ترامب لكن مع الضغط العسكري الأمريكي لم يعد مجال للمراهنة على عامل الوقت ، أي خطوة يقدم عليها بمثابة انتحار للنظام الإيراني.
وأشار المحلل السياسى السعودى إلى أن قطر وتركيا يعيشون مأزق لا يريدون مواجهة أمريكية ايرانية، لأن تأثيراتها لن تقف على إيران بل سيتأثر منها محور الشر بأكمله، ولا يريدون مفاوضات إيرانية - أمريكية تؤدي لقصقصة أجنحة ايران وأذرعتها الذى تستفيد منها قطر وتركيا وتدعمها لزعزعة استقرار المنطقة وتنفيذ مخططاتهم الفوضوية.
وفى إطار متصل، قال بشير عبد الفتاح الخبير فى الشئون الدولية إن حرب التصريحات الإعلامية المتبادلة بين طهران وواشنطن ستنتهى إلى لا شئ نظرا لأن جميع الاطراف تؤكد فى نهاية الأمر أنهم لا يريدون الحرب وأن المنطقة لا تحتمل حرب جديدة.
وأشار عبد الفتاح إلى أن الوضع الحالى لن يقود إلى أى مواجهات والهدف هو وضع مزيد من الضغوط على إيران حتى تستجيب لاتفاق نووى جديد وهو ما ترفضه إيران لكنها تعرف فى الوقت نفسه إن وضعها متدهور للغاية.
بدوره أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن سيناريوهات التصعيد بين كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية لن تكون مفتوحة كما يتوقع البعض، فإمكانية حدوث حرب بين الطرفين هو احتمال ولكنه ليس كبير خاصة أن أى حرب ستنشب فى المنطقة ستؤثر على الشرق الأوسط ككل.
ولفت الباحث السياسى، إلى أن هناك تنسيق قائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فى بعض الملفات على رأسها الملف العراقى، وبالتالى فإن التصعيد القائم سيظل يتمثل فى تصريحات وعقوبات أمريكية وإسال معدات عسكرية لإجبار إيران على قبول الشروط الأمريكية.
كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قال إنه إذا أرادت إيران أن تحارب فسوف تكون هذه نهايتها، وتأتى هذه التصريحات فى اطار حالة التوتر غير المسبوق بين طهران وواشنطن.