تزداد وتيرة الصراع بين شركة هواوى والحكومة الأمريكية، حيث تم وضعها على القائمة السوداء للتجارة، وتلاحقت المشكلات منذ ذلك الحين، خاصة مع قرار شركة جوجل بمنع هواتف هواوى من الوصول إلى نظام تشغيل أندرويد، فيما أوقفت القرار مؤقتا بالأمس لمدة ثلاثة أشهر، ولكن منذ ذلك الحين أصبح على هواوى حل المشكلة سريعا وسط ذعر المستخدمين القدامى وقلقها حول مصير هواتفها المستقبلية.
ويبدو أن الأمر يزداد صعوبة مع خطوات الدول المختلفة تجاه الأزمة، والتى رصدها "اليوم السابع" وفقا لآخر التطورات التى تم الإعلان عنها مؤخرا.
ازمة هواوى
البريطانيون يسعون للتخلص من هواتفهم
كشف موقع musicMagpie، أن البريطانيين يسعون للتخلص من هواتف هواوى سريعا وذلك من خلال التدافع لبيعها، فقد شهد عدة عمليات تبادل بين بيع وشراء آلاف الأجهزة يوميًا بنسبة 154٪ أمس.
ويستعد المستخدمون لتغيير أجهزتهم بسبب هذه التوترات التى تنذر بوقف تعامل جوجل نهائيا مع هواوى ومن ثم عدم إمكانيتهم من تحديث هواتفهم أو التعامل مع نظام تشغيل جديد لا يعلمون كيف سيكون وكم سيحتاج ليكون مثل نظام تشغيل أندرويد.
اليابان فى طريقها لوقف بيع هواتف هواوى
ذكرت وكالة بلومبرج، أن شركات الاتصالات اليابانية تدرس وقف بيع هواتف هواوى الصينية فى إطار الأزمة المثارة حاليا، كما تضغط واشنطن على الدول الأوروبية من أجل حظر استخدام منتجات هواوى فى شبكات الجيل الخامس لاتصالات الهاتف المحمول بدعوى أن استخدام هذه المنتجات يمثل خطورة على الأمن القومى لهذه الدول.
هواوى وجوجل
ماذا يتوقع مستخدمو هواوى خلال الفترة المقبلة؟
أما عن خطط هواوى لمواجهة هذه الأزمة وما يمكن أن ينعكس على مستخدمى هواتفها، فإنها تنتوى مواجهة الأزمة بحلول خارج إمكانية التسوية مع الحكومة الأمريكية، وهى أن تنشأ نظام تشغيل خاص بها يكون بديلا لنظام أندرويد.
وفقا لما ذكره موقع "businessinsider"، تتمثل مواصفات نظام التشغيل الجديد ، الذى يسمى "projectZ"، والذى سيتعامل من خلاله مستخدمى الهاتف فى حالة حظر الشركة من استخدام نظام جوجل، فى أنه قد سيكون جاهزا فى الخريف المقبل، حيث تعمل الشركة على تطويره منذ 7 سنوات.
وإذا تم تطبيقه سيعانى المستخدمون مع فقدان وصولهم لنظام تطبيقات مماثل لمتجر التطبيقات Google Play، الذي يحتوي على جميع تطبيقات جوجل الشائعة، مثل Gmail و يوتيوب وGoogle Maps، بالإضافة إلى قائمة من التطبيقات الأخرى.
فيما سيكون هذا النظام جيدا فى الصين فقط ولكنه أقل جاذبية لباقى المستخدمين بسبب أن مستخدمو الهواتف الذكية الصينيون اعتادوا على التعامل مع هواتف أندرويد التي ليس بها Google Play وتطبيقاته ولكن غيرهم اعتمدوا بشكل كامل على هذه التطبيقات.
هواتف هواوى
ما الذى أشعل الحرب بين هواوى والحكومة الأمريكية؟
هذه الحرب هى جزء من معركة الولايات المتحدة والصين فى الفترة الأخيرة ، فتتخوف الولايات المتحدة من سيطرة هواوى التكنولوجية ، وكذلك تتهمها بسرقة التكنولوجيا الأمريكية وأسرارا تجارية منها والتحايل على بنوكها للالتفاف على العقوبات الموجهة لإيران.
ولعل خطوة اعتقال نائبة رئيس شركة هواوى كانت من أسباب زيادة التوتر بين الولايات المتحدة والصين، حيث تم اعتقالها فى ديسمبر الماضى فى كندا بتهمة انتهاك العقوبات المفروضة على إيران.
وعلى أثر كل هذه الاتهامات، منعت الحكومة الأمريكية مؤسساتها من استخدام منتجات هواوى، باعتبارها تشكل تهديدا أمنيا واستخباريا، وهو أمر تنفيه الشركة.
فيما ترفض شركة هواوى كل هذه الاتهامات مؤكدة استقلاليتها تماما عن الحكومة الصينية وأنها لن تتورط أبدا فى نشاطات تجسسية أو غيرها من الاتهامات.
كما كشفت تقارير أن الصين وأمريكا قد خاضتا فى العام الماضى حربا تجارية أدت إلى الإضرار بالاقتصاد العالمى ، إلا أن الخلافات بين البلدين تتجاوز النطاق التجارى، فتمثل نوعا ما صراعا على الهيمنة بينهما.
وكان رد الصين على قرار الحكومة الأمريكية الأخير أنها ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية حقوق ومصالح شركاتها، وشددت على معارضتها الشديدة لفرض دول أخرى عقوبات أحادية على كيانات صينية.
وقد قال جاو فينج المتحدث باسم وزارة الخارجية، "نحض الولايات المتحدة على وقف سلوكها الخاطئ وتجنب إلحاق مزيد من الضرر بالعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية"، مضيفا أنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب التأثير بشكل إضافى على العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مؤكدا أن مفهوم الأمن القومى يساء استغلاله، ويجب ألا يستخدم كأداة للحماية التجارية.