اسمه عبد البهاء عباس ويعرف بـ عباس أفندى، وهو الابن الأكبر لـ"بهاء الله"، ولد فى طهران فى 23 مايو 1844، وهو اليوم نفسه الذى أعلن فيه السيد على محمد الملقب بـ"الباب" دعوته فى بلاد فارس.
كان عباس أفندى فى الثامنة من عمره عندما دخل والده السجن فى طهران، واستمر سجن عباس أفندى حتى بعد وفاة والده، وظل فى السجن لمدة أربعين عامًا.
ورغم القيود المفروضة والمراقبة الصارمة من قبل السلطات العثمانية، على عبد البهاء، سرت شائعة خلال 1904 تقول إن عبد البهاء يتحالف مع العرب ضد الدولة العثمانية، وإنه يبنى قلعة محصنة فوق جبل الكرمل، ويدعو القبائل للانضمام إليه، بُغيةَ تأسيس سلطنة جديدة. فما كان من السلطان العثمانى عبد الحميد إلا أن بعث لجنة تفتيشية فى عام 1904 للتحقيق، وأنهت اللجنة عملها دون أن تجد ما يُدين عبد البهاء وأتباعه، فعادت خالية الوفاض.
وعاد السلطان عبد الحميد ليعين لجنة تفتيشية أخرى من جديد فى عام 1907 برئاسة عارف بك، والذى كان من المقربين للسلطان. فوضعت السلطات العثمانية قوة عسكرية حول منزل عبد البهاء، ومنعت الناس من التردد عليه.
ثم استدعيت اللجنة من عكا على وجه السرعة، مع اندلاع الثورة فى تركيا بقيادة جماعة "تركيا الفتاة" والاستيلاء على الحكم، وأصدرت أمرًا بإطلاق سراح المسجونين والمنفيين، بسبب هويتهم الدينية، ودون جرم ارتكبوه.
أطلق سراح "عباس أفندي" فى سبتمبر 1908، بعد سقوط حكم السلطان العثمانى فى ثورة تركيا الفتاة، وكان قد بلغ سن الشيخوخة حين نال حريته، فقرر أن يستمر بالعيش فى فلسطين التى ضمت رفاق والده.
تولى عبد البهاء شئون البهائيين خلفًا لوالده 1892، ومع ذلك فقد انقسم البهائيون فور موت بهاء الله، فكان بداية الانقسام بين ابنى البهاء "عبد البهاء عباس" و"ميرزا محمد على"، فكل منهما زعم أنه الغصن الأعظم الذى وصى به بهاء الله أن يكون مركز أمر الدين البهائى، فحدث الخلاف بين عباس عبد البهاء وأخيه غير الشقيق محمد على أفندي.
وقد أيدت الغالبية العظمى من البهائيين عباس أفندى، فكانت طائفة البهائيين العباسيين التى تضم كلًّا من زوجة بهاء الله آسية خانوم وابنته بهائية خانوم الأخت الشقيقة لعباس عبد البهاء، وكان معهم أيضًا زوجة عبد البهاء منيرة خانوم وعدد من أعضاء الجمعية البهائية، مثل ميرزا أبو الفضل الجردافاقاني، ومشكين قلم، وميرزا زين المقربين، وحيدر علي.
بينما كان أنصار فريق البهائيين الموحدين زوجتى بهاء الله فاطمة خانوم وجواهر خانوم، ومعظم أبناء بهاء الله، مثل ميرزا ضياء الله وأخيه الأصغر ميرزا بديع الله، وشقيقتهم صمدية خانوم، وأختهم الأخرى فروخية خانوم، كما انضم لهم ابن اقاى كليم (شقيق بهاء الله)، وميرزا مجد الدين وعدد من أعضاء الجمعية البهائية.
توفى عبد البهاء عباس ليلة الاثنين الموافق 28 نوفمبر سنة 1921 فى مدينة حيفا فى فلسطين. ودفن على سفح جبل الكرمل فى إحدى غرف مقام الباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة