أعلنت إدارة موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أمس الخميس، أنها حققت رقما قياسيا فى حذف الحسابات المزيفة من منصتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث وصلت إلى أكثر من مليارى حساب بين شهرى يناير ومارس من هذا العام، ليصبح الرقم الأعلى فى تاريخ الحسابات المحذوفة من قبل الشركة الأمريكية، خلال هذه المدة.
وتعد سياسة حذف الحسابات من شبكة التواصل الاجتماعية الأكبر على مستوى العالم، ليست بالأمر الجديد تماما، حيث أنها اتخذت هذا النهج بكثافة فى الأشهر الماضية، وذلك لأسباب متعددة، ربما طغى عليها الجانب السياسى خاصة بعدما أثيرت قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث ثارت الأحاديث حول استخدام الحسابات المزيفة، والتابعة لأجهزة استخبارات دولية، وعلى رأسها روسيا، فى نشر الأخبار الكاذبة التى من شأنها التأثير على نتائج الانتخابات.
ترامب وكلينتون خلال حملتهما الانتخابية
وعلى الرغم من النفى المتكرر من قبل مؤسس موقع "فيس بوك" مارك زوكربيرج لفكرة تورطه فى المشاركة فى نشر الأخبار المضللة، إلا أن الاتهامات المتلاحقة التى طالته منذ ذلك الحين، كانت السبب الرئيسى وراء انتهاج سياسات حذف الحسابات المشبوهة، خاصة تلك المستخدمة سواء للترويج أو تشويه صورة مرشحين انتخابيين فى العديد من مناطق العالم.
إلا أنه بعيدا عن السياسة، ارتبطت الحسابات المشبوهة بقضايا أخرى، ربما أكثر خطورة من لعبة التنافس السياسى، حيث امتدت تداعياتها إلى ارتكاب جرائم فى العديد من دول العالم، وهو ما سوف نرصده فى التقرير التالى:
جرائم إرهابية
يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعى، ومن بينها "فيس بوك"، كانت أبرز وأهم الوسائل التى استخدمها تنظيم داعش الإرهابى فى الترويج لأفكاره، حيث أثبتت التحقيقات التى أجريت حول العديد من الأحداث الإرهابية، خاصة فى دول أوروبا، أن منفذى الاعتداءات تأثروا غالبا بالدعاية الداعشية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا لخطورة تلك الحسابات التى يطلقها العديد من المنتمين لتلك التنظيمات.
داعش
ولم يقتصر ما يسمى بخطاب الكراهية على حسابات المنتمين للتنظيمات الإسلامية المتطرفة، ولكنها امتدت إلى الحسابات الأخرى التى تنشر خطابا عدائيا على أساس عنصرى أو عرقى، حيث كان موقع "فيس بوك" شاهدا على الجريمة التى شهدتها مقاطعة "كرايست تشيرش" فى نيوزلندا فى مارس الماضى، حيث حرص مرتكب الجريمة على تصوير جريمته، فى بادرة غير مسبوقة.
وأزالت إدارة فيسبوك 1.9 مليون قطعة من المحتوى المتطرف بين يناير ومارس، بزيادة بلغت 73%عن الربع السابق.
محتوى عنيف أو جنسى
تقوم إدارة "فيس بوك" بحذف الحسابات التى تنشر مقاطع فيديو غير لائقة، سواء كانت جنسية أو عنيفة، حيث أكدت الدراسات أن مقاطع العنف المصور شهدت زيادة كبيرة فى الآونة الأخيرة، حيث لجأ مروجو هذه المقاطع إلى استخدام حسابات مزيفة حتى يمكنهم نشرها بأريحية أكبر.
مارك زوكربيرج
إلا أن المشكلة التى تواجه هذا النوع من المحتوى هى صعوبة التعرف عليها من قبل البرامج المخصصة لرصد الانتهاكات بالموقع، وذلك على عكس الحسابات الأخرى الداعمة للتنظيمات الإرهابية.
التصريح بالمثلية
يمثل إعلان شخص ما عن هويته الجنسية، خاصة المثليين، أحد المحظورات فى موقع "فيس بوك" لما يترتب على ذلك من إهانات من قبل المعلقين الرافضين القابلين لمثل هذه الميول غير السوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة