حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية مزين بغداد (3)

الأحد، 26 مايو 2019 05:00 م
حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية مزين بغداد (3) ألف ليلة وليلة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الليلة السابقة حكى الشاب أنه عندما أحب الفتاة ابنة القاضى واتفق على أن يذهب لزيارتها واحتاج إلى حلاق ليقص له شعره، جاء الحلاق وبدأ يقول إنه يقرأ الكواكب وقال للشاب إنه مقبل على بعض المشكلات.
 
وفى الليلة الرابعة والثلاثين قالت: بلغنى أيها الملك السعيد أن الشاب قال له: إنك قاتلى فى هذا اليوم فقال: يا سيدى أنا الذى تسمينى الناس الصامت لقلة كلامى دون إخوتى لأن أخى الكبير اسمه البقبوق والثانى الهدار والثالث بقبق والرابع اسمه الكوز الأصونى والخامس اسمه العشار والسادس اسمه شقالق والسابع اسمه الصامت وهو أنا فلما زاد على هذا المزين بالكلام رأيت أن مرارتى انفطرت، وقلت للغلام: أعطه ربع دينار وخله ينصرف عنى لوجه الله، فلا حاجة إلى حلاقة رأسى، فقال المزين حين سمع كلامى مع الغلام: يا مولاى، ما أظنك تعرف بمنزلتى فإن يدى تقع رأس الملوك والأمراء والوزراء والحكماء والفضلاء، وفى مثلى قال الشاعر:
 
جميع الصنائع مثل العقود  وهذا المزين در السلـوك
فيعلو على كل ذى حكـمة  وتحت يديه رؤوس الملوك
فقلت: دع ما لا يعنيك فقد ضيقت صدرى وأشلت خاطرى فقال: أظنك مستعجلاً؟ فقلت له: نعم فقال: تمهل على نفسك، فإن العجلة من الشيطان وهى تورث الندامة والحرمان وقد قال عليه الصلاة والسلام: خير الأمور ما كان فيه تأن وأنا والله رأبنى أمرك فأشتهى أن تعرفنى ما الذى أنت مستعجل من أجله ولعله خير فإنى أخشى أن يكون شيئاً غير ذلك وقد بقى من الوقت ثلاث ساعات ثم غضب ورمى الموس من يده وأخذ الاصطرلاب ومضى إلى الشمس ووقف حصة مديدة وعاد وقال: قد بقى لوقت الصلاة ثلاث ساعات لا تزيد ولا تنقص فقلت له: بالله عليك، اسكت عنى فقد فتت كبدى فأخذ الموس وسنه كما فعل أولاً وحلق بعض رأسى وقال: أنا مهموم من عجلتك فلو أطلعتنى على سببها لكان خيراً لك لأنك تعلم أن والدك ما كان يفعل شيئاً إلا بمشورتي. فلما علمت أن مالى منه خلاص قلت فى نفسى قد جاء وقت الصلاة وأريد أن أمضى قبل أن تخرج الناس من الصلاة فإن تأخرت ساعة لا أدرى أين السبيل إلى الدخول إليها فقلت: أوجز ودع عنك هذا الكلام والفضول فإنى أريد أن أمضى إلى دعوة عند أصحابى.
 
فلما سمع ذكر الدعوة قال: يومك يوم مبارك على لقد كنت البارحة حلفت على جماعة من أصدقائى ونسيت أن أجهز لهم شيئاً يأكلونه وفى هذه الساعة تذكرت ذلك وافضيحتاه منهم فقلت له: لا تهتم بهذا الأمر بعد تعريفك أننى اليوم فى دعوة فكل ما فى دارى من طعام وشراب لك إن أنجزت أمرى، وعجلت حلاقة رأسى فقال: جزاك الله خيراً صف لى ما عندك لأضيافى حتى أعرفه؟ فقلت: عندى خمسة أوان من الطعام وعشر دجاجات محمرات وخروف مشوى فقال: أحضرها لى حتى أنظرها فأحضرت له جميع ذلك فلما عاينه، قال: بقى لله درك ما كرم نفسك لكن بقى الشراب فقلت له: عندى قال: أحضره فأحضرته له، قال: لله درك ما أكرم نفسك لكن بقى البخور الطيب فأحضرت له درجاً فيه نداً وعوداً وعنبر ومسك يساوى خمسين ديناراً وكان الوقت قد ضاق حتى صار مثل صدرى فقلت له: خذ هذا واحلق لى جميع رأسى بحياة محمد فقال المزين: والله ما آخذه حتى أرى جميع ما فيه.
 
فأمرت الغلام ففتح له الدرج فرمى المزين الصطرلاب من يده وجلس على الأرض يقلب الطيب والبخور والعود الذى فى الدرج حتى كادت روحى أن تفارق جسمى ثم تقدم وأخذ الموسى وحلق من رأسه شيئاً يسيراً وقال: والله يا ولدى ما أدرى كيف أشكرك وأشكر والدك إن دعوتى اليوم كله من بعض فضلك وإحسانك وليس عندى من يستحق ذلك وإنما عندى زيتون الحمامى وصليع الفسخانى وعوكل الفوال وعكرشة البقال، وحميد الزبال وعكارش اللبان، ولكل هؤلاء رقصة يرقصها فضحكت عن قلب مشحون بالغيظ وقلت له: أقض شغلى وأسير أنا فى أمان الله تعالى وتمضى أنت إلى أصحابك فإنهم منتظرون قدومك، فقال: ما طلبت إلا أن أعاشرك بهؤلاء القوام فإنهم من أولاد الناس الذين ما فيهم فضولى ولو رأيتهم مرة واحدة لتركت جميع أصحابك فقلت نعم الله سرورك بهم ولا بد أن أحضرهم عندى يوماً. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة