دعا البطريرك المارونى فى لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى، المجتمع الدولى إلى التحرك والمساعدة فى مسألة عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، مشيرا إلى أن تحقيق هذه العودة تجعلهم يشكلون استمرارية لحضارة وتاريخ عريق صنعوه بأنفسهم، وتسهم فى ارتياح الأوضاع داخل لبنان.
وقال البطريرك الراعى - فى تصريح، اليوم الاثنين، لدى استقباله مجموعة من الوفود الدولية - "لبنان لا يهمه تلقى شهادات دولية بحسن ضيافته للنازحين، بل هو يطالب الأسرة الدولية بفصل موضوع عودة النازحين السوريين عن التوصل إلى الحل السياسى فى سوريا"، مشيرا إلى أن التوصل إلى حل سياسى لا أفق له على المدى المنظور.
وأضاف "نحن منذ 71 سنة ننتظر حلا للقضية الفلسطينية وكل ما يدور على أرض الواقع ينذر أنه ما من حل على المدى المنظور"، فيما شدد على أن الدول المعنية بشكل مباشر بوضع حد لحالة اللااستقرار والحرب والنزوح والدمار الثقافى والمادى التى تشهدها عدد من دول الشرق الأوسط، تبدو وكأنها "غير مهتمة بإنهاء النزاع فى هذه المنطقة من العالم، لمصالحها الخاصة التى لا تحاكى القيم الإنسانية، هم لديهم تطلعاتهم السياسية والاقتصادية، أما نحن فتطلعاتنا محض إنسانية".
وتفيد الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية بوجود قرابة مليون و 300 ألف نازح سورى داخل الأراضى اللبنانية، يتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلى يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى 2 مليون نازح.
ويعانى لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر فى العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذى يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضى مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السورى المتمثلة فى لبنان والأردن وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة