لم يمر سوى يومين على إعلان تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا على موعد استقالتها، حتى بدأ سباقا شرسا على خلافتها، ونظرا لأن السبب الرئيسى وراء الإطاحة بها كان "بريكست"، وفشلها فى إخراج بلادها من الاتحاد الاوروبى فى الموعد المحدد، فيعكف المرشحون الأوفر حظا على استخدام هذا السلاح لحشد الدعم، والمتمثل فى سرعة إخراج البلاد من التكتل حتى وإن كان ذلك دون اتفاق.
وكان أول مرشح يستخدم هذه الورقة، بوريس جونسون، المرشح الأوفر حظا حيث تعهد بالمضى قدما ببريكست مهما كان الثمن قائلا "سنغادر الاتحاد الأوروبى بتاريخ 31 أكتوبر باتفاق أو بلا اتفاق. لإنجاز الأمور، عليك أن تكون مستعدا للخروج من دون اتفاق".
ويخشى المراقبون أن يسفر خروج بريطانيا بلا اتفاق مع الاتحاد الأوروبى عن فوضى تؤثر على حركة الأعمال وعلى الاقتصاد البريطانى وهو ما دفع تيريزا ماى إلى المحاولة 3 مرات لتمرير اتفاقها عبر مجلس "العموم" دون جدوى.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن دومينيك راب، أحد أبرز الأسماء المرشحة لخلافة تيريزا ماى على منصب زعامة حزب المحافظين، ورئاسة وزراء بريطانيا، حذر أعضاء البرلمان من أنهم لن يكونوا قادرين على منعه من إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى دون صفقة، إذا فاز بسباق قيادة الحزب، متعهداً بأن يكون "حازماً".
وأوضحت الصحيفة أن راب المدافع المتشدد عن الخروج، سعى للتغلب على بوريس جونسون، المرشح الأوفر حظا للفوز بالمنصب، بالقول إنه سيكون "من الصعب للغاية" على مجلس العموم إصدار قانون لمنع الخروج دون صفقة في ليلة عيد الهالوين - وهو الموعد النهائي الحالي للخروج، فى 31 أكتوبر.
وفى المقابلة الأولى له منذ دخول السباق، استبعد راب تأخيرًا إضافيًا للمادة 50 ، متعهداً: "لن أطلب التمديد".
وأضاف: "من الصعب للغاية على البرلمان الآن التشريع ضد عدم وجود اتفاق ، أو لصالح تمديد إضافى، ما لم يكن رئيس وزراء حازم مستعدًا للقبول بذلك - ولن أفعل".
وقال شامى تشاكرابارتى ، المحامي العام لظل حزب العمال ، إن التعليقات "مرعبة" ، مضيفًا: "سيكون الأمر مرعباً لكثير من المشاهدين فى المنزل".
وتأتى تعليقات راب بعد تقرير من معهد الحكومة بأنه سيكون "من شبه المستحيل على النواب إيقاف رئيس وزراء مصمم على مغادرة الاتحاد الأوروبي دون صفقة".
ومن ناحية أخرى، توقعت استطلاعات الرأى أن يحقق حزب "بريكست" الذى يرأسه نايجل فاراج، المدافع القوى عن الخروج، مكاسب كبيرة فى انتخابات البرلمان الأوروبى ( 23-26 مايو)، لتميل الدفة نحو إخراج البلاد بأى شكل.
ويقول موقع "فرانس برس" إن جونسون شخصية تحظى بشعبية ويعتبره محافظون كثيرون الرد الأمثل على فاراج. لكن مسيرته السياسية الطويلة حيث كان رئيس بلدية لندن خلقت له أعداء في البرلمان ممن يحاولون منع صعوده.
وحذر من جانبه، وزير الخزانة البريطانى، فيليب هاموند من أن النواب سوف يسقطون أى رئيس وزراء من حزب المحافظين الجديد يحاول إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون صفقة، وهدد بشكل مثير بالانضمام إلى التمرد بنفسه.
ورفض المستشار - ثلاث مرات - استبعاد الانضمام إلى اقتراع حجب الثقة الذى تعهد حزب العمال بطرحه إذا كان خليفة تيريزا ماى، مدافع عن الخروج بشكل يدفعه لإخراج البلاد حتى دون التوصل إلى اتفاق.
وقال هاموند إن أي زعيم جديد يحاول "الدفع عبر الخروج بلا صفقة فى 31 أكتوبر" سيواجه على الفور احتمال الاضطرار إلى "ترك منصبه".