مصير غامض ينتظر الإخوان ببريطانيا.. استقالة تيريزا ماى يرفع توقعات فتح ملف التحقيقات حول نشاط التنظيم.. رئيسة وزراء لندن فتحت مكتبها لوفود الجماعة.. وخبراء: المرشح الجديد معروف موقفه ضد الإسلام السياسى

الإثنين، 27 مايو 2019 09:00 م
مصير غامض ينتظر الإخوان ببريطانيا.. استقالة تيريزا ماى يرفع توقعات فتح ملف التحقيقات حول نشاط التنظيم.. رئيسة وزراء لندن فتحت مكتبها لوفود الجماعة.. وخبراء: المرشح الجديد معروف موقفه ضد الإسلام السياسى الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وهشام النجار، الباحث الإسلامى
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توجه جماعة الإخوان مصيرا غامضا بعد أن أعلنت تيريزا ماى، رئيسة الوزراء البريطانية استقالتها، خاصة أنها معروفة بدعمها لجماعة الإخوان، وقد استقبل مكتبها وفود إخوانية، إلا أنه بعد استقالتها ستشهد العلاقة بين بريطانيا والجماعة سيناريوهات كثيرة وسط تأكيد عدد من الخبراء بأن ملف التحقيقات حول نشاط الإخوان سيتم فتحه من جديد.

وبريطانيا تعتبر مركز قوة الجماعة الإرهابية، حيث يوجد فى لندن المركز الرئيسي للتنظيم الدولى، فضلا عن أن  أغلب قيادات التنظيم تعيش في بريطانيا، ليس هذا فحسب بل أن أغلب استثمارت التنظيم وأمواله المشبوهة موجودة أيضا في القارة العجوز.

فى هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى استقالتها من منصبها سيؤثر على وضع الإخوان فى بريطانيا، خاصة أنها كانت فى مراحل التحقيقات التى جرت فى مجلس العموم البريطانى كانت تباشر الأمور بصورة غير مباشرة، كما أن حكومتها لم تتعامل مع الملف بجدية بل تركته لبعض الوزراء الذين تم التأثير عليهم من خلال شخصيات تعمل بالقرب من الإخوان.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأمر سيتغير الآن بعد استقالة تيريزا ماى فنحن أمام أكثر من مرشح من داخل الحزب، وهناك تباين حقيقى فى النظر لوضع الجماعة فى لأراضى البريطانية، وهو ما يتحسب له الإخوان من الآن.

وتابع الدكتور طارق فهمى، الأرجح سيفتح الملف مجددًا، خاصة أن نتائج التحقيقات السابقة وإغلاقها تم بصورة حملت علامات استفهام، والتوقع أن مع التغيير المقبل فى الحكومة فى بعد يونيو المقبل ستتغير الأمور تمامًا.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإخوان يتحسبون للتداعيات ومعرفتهم الرئيسيّة فى مجلس العموم البريطانى وعبر أصدقاء الجماعة فى مراكز التأثير فهم يتعاملون معهم ويسعون لكسب ثقتهم، وتقديم الأدلة أنهم لا يخالفون قواعد النظام البريطانى خاصة فى الممارسات المختلفة.

من جانبه أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية "تريزا ماي" تمثل إشكالية حساسة بالنسبة لتيار "الإسلام السياسي" فى الغرب، وفى مقدمته جماعة الإخوان التي تتخذ لها من لندن معقلاً تاريخياً، وهو ما يرتبط بآفاق مستقبلية تتصل بتوجهات من سيخلف ماى كرئيس لوزراء بريطانيا.

وأضاف الباحث الإسلامى، أن أبرز المرشحين للوصول لهذا المنصب هو وزير الخارجية السابق والمستقبل من حكومة ماي، بوريس جونسون، والذى اختلف مع ماي في الكثير من الملفات وكان في مقدمتها ملف "الخروج من الاتحاد الأوروبي" والمعروف بـ  "بريكسيت" والذى كان الدافع الأساس لاستقالة ماى بعد فشلها فى تمرير أطول عملية سياسية بريطانية منذ رئيس الوزارء السابقة "مارجريت تاتشر، التى وصفت بـ "المرأة الحديدية".

ولفت على إلى أن بوريس جونسون يتصف بعدائه الشديد تجاه التيارات الدينية، والتي يرى أنها أحد أسباب التوتر وعدم الاستقرار في المجتمع البريطاني وأوروبا بشكل عام.، بل أن جونسون نفسه أحد الأسماء البارزة في إطار "الإسلاموفوبيا" والتي تعبر عن فزع الغرب من التنظيمات الإسلامية المتشددة، وقد عبر جونسون عن ذلك كثيرا في عدد من التصريحات التي هاجم فيها النساء المنتقبات، فضلا عن مهاجمته التنظيمات المتطرفة في بريطانيا وقت أن كان وزيرا  للخارجية، رغم اختلاف رئيسته تيريزا ماي لكنه كان يصر على موقفه المتشدد دائما تجاه التيارات الدينية.  

فى المقابل قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن جماعة الإخوان تعد أحد الأوراق التاريخية التى تستخدمها بريطانيا، مشيرًا إلى أن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى لم ينعكس على وضع الجماعة فى لندن.

وأضاف الباحث الإسلامى، أن الاستقالة على خلفية قضايا وملفات تؤثر على نفوذ بريطانيا التقليدى، علاوة على أن الإخوان أحد الأوراق التاريخية ضمن أدوات بريطانيا فى اكتساب النفوذ وتنفيذ الاستراتيجيات، ولذلك فمن المستبعد تغيير موقف بريطانيا من الإخوان، حيث ستكون حذرة فى كل الملفات التى تؤثر على نفوذها فى الخارج، خاصة ذلك الذى يذكر بنفوذها الإمبراطورى.

وتابع النجار: لم تختلف الأمور فى وضع الإخوان فى بريطانيا ولا فى الدعم والسياسة الإعلامية ولا فى استثمارات الجماعة والمراكز التى تديرها، حيث ظلت الأمور كما هى على الرغم من تصنيف الجماعة إرهابية فى الدول العربية، وعلى الرغم من الكوارث التى سببتها الجماعة للعالم كله وللغرب وليس للمنطقة العربية فحسب، وهذا دال على أن بريطانيا لا تزال تتعامل مع الجماعة من منظور وظيفى وتعتبرها أحد أوراقها الاستراتيجية لتنفيذ سياستها فى الشرق الأوسط.
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة