القمة "العربية ـ الخليجية" الطارئة تنطلق اليوم.. توحيد المواقف وعبث إيران فى المنطقة يتصدر أجندة القادة العرب.. ترقب لإصدار "إعلان مكة" فى ختام القمة الإسلامية.. واصطفاف عربى للتصدى للإعتداءات أبرز النتائج

الخميس، 30 مايو 2019 04:11 ص
القمة "العربية ـ الخليجية" الطارئة تنطلق اليوم.. توحيد المواقف وعبث إيران فى المنطقة يتصدر أجندة القادة العرب.. ترقب لإصدار "إعلان مكة" فى ختام القمة الإسلامية.. واصطفاف عربى للتصدى للإعتداءات أبرز النتائج الملك سلمان
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنطلق اليوم الخميس 30 مايو الموافق 25 من رمضان، أعمال القمة العربية الخليجية الطارئة الـ 14 في المملكة العربية السعودية، وهي الثانية من نوعها في المملكة بعد عام 1976، إلى جانب قمتين طارئتين عربية وخليجية بدعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بمشاركة أعضاء مجلس التعاون الخليجى والجمعة العربية، لبحث الاعتداءات الإرهابية على الخليج، الممثلة في مهاجمة سفن قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي، ومحطتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في منطقة المدينة بالسعودية وما ترتب على ذلك من تداعيات على إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.

 

أما القمة الإسلامية فتنعقد فى دورتها العادية فنتعقد تحت شعار " قمة مكة: يداً بيد نحو المستقبل" فى الـ 31 مايو الموافق لـ 26 – 25 رمضان، ويترأسها الملك خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ويحضرها قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى، وتهدف لبلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية فى العالم الإسلامى، وسبق عقد القمة اجتماع كبار الموظفين الذي رفع نتائج مداولاته إلى اجتماع وزراء الخارجية للدول الأعضاء في المنظمة فى مدينة جدة بالأمس، حيث سيرفع الوزراء مشروع البيان الختامى إلى القمة الإسلامية لاعتماده.

 

 

D7sRCF7XoAES79C
 

 

وتأتى أبرز القضايا التى سيبحثها القادة العرب، هى موقف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامى من آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء، فضلاً عن اتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعنى بها المنظمة.

 

ويصدر عن القمة الإسلامية "إعلان مكة"، بالإضافة إلى البيان الختامى الذى سوف يتطرق إلى العديد من القضايا الراهنة فى العالم الإسلامى.

 

 

اصطفاف عربى وإسلامى فى مواجهة الأعمال العدائية

ويأتى توقيت هذه القمة التى تتزامن مع التصعيد والتوتر الأمريكى الإيرانى له دلالات مهمة خاصة بعدما وجه البنتاجون مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات "Abraham Lincoln"، منذ 5 مايو الجارى، إلى منطقة الخليج، بالإضافة إلى عدة قاذفات تكتيكية من نوع "B-52"، نظرا لوجود "معلومات مؤكدة" عن "تهديدات إيرانية" تجاه العسكريين الأمريكيين وحلفائهم.

 

أولى هذه الدلائل تتمثل فى أن القمة ستتيح حرية أكبر لدول الخليج العربى لتنسيق جهودها المشتركة والسياسات الرامية إلى مكافحة الإرهاب، بما فى ذلك الإرهاب الإيرانى وإرهاب أذرع النظام فى المنطقة العربية، وذلك عبر التكامل فى المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية، إذ ستكون أبرز نتائجها هو اصطفاف عربى وإسلامى كبير فى مواجهة الأعمال العدائية والتخريبية للمليشيا المدعومة من طهران.

 

وثانى تلك الدلالات، أن تركيز القمة سوف ينصب على ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية المباشرة، والتصدى للأعمال العدائية لأذرعها الإرهابية فى عدد من الدول العربية، وفى مقدمتها جماعة الحوثى فى اليمن، وحزب الله اللبنانى، والحشد فى العراق، وكذلك دورها التخريبى فى بعض البلدان العربية من دعم لشيعة البحرين ومد نفوذ فى سوريا وإثارة القلاقل فى القطيف وبث الفرقة فى عددا من البلدان العربية ودعم فصائل مقربة منها.

 

ووفقا لما هو معلن فإن القمة العربية والخليجية تأتى حرصا من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية فى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، وفى ظل الهجوم على سفن تجارية فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتى ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمى والدولى وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية".

 

 

تبنى القادة العرب آليات لمواجهة تمدد النفوذ الإيرانى

ولعل أبرز نتائج القمة ستتضح جلية فى تبنى القادة العرب آليات لمواجهة تمدد النفوذ الإيرانى، وردع طهران التهديدات الإيرانية للخليج، بعدما أشارت تقارير إلى استعداد إيران القيام بأعمال تخريبية فى بلدان خليجية حال شن الولايات المتحدة هجوم عليها. الفترة الماضية حاولت أن توسع طهران من خياراتها وتمسك بأكبر عدد من كروت اللعبة السياسية، ومؤخرا قامت بنشر صواريخها الباليستية لتهديد خلفاء واشنطن، وتشكل أداة ضغط على الولايات المتحدة حال لجأت لسيناريو الحرب.

 

وتأتى أبرز نتائج القمة المرتقبة فى تعميق عزلة النظام الإيرانى، الذى يعانى أزمات داخلية حادة على خلفية العقوبات الأمريكية، وهروب الشركات الأوروبية والمستثمرين وانصياعها إلى التحذيرات الأمريكية، فضلا عن تردى الوضع الاقتصادى وانخفاض قيمة العملة، وهنا يأتى الاصطفاف العربى متزامنا مع تناغم عربى أمريكى فى التنديد ببرنامج إيران الصاروخى الباليستى والتهديدات الإيرانية، والدعوة لفرض قيود أكثير صرامة عليها. وهو بالتأكيد لن يصب فى صالح طهران، ويمكن القول أنه من أبرز نتائج هذه القمة هو المزيد من الضغوط الدولية والإقليمية لإجبار طهران رفع يدها عن قضايا المنطقة وعن وكلائها.

 

وبات العرب اليوم أمام متحان قوى لتوحيد المواقف لمواجهة الأخطار التى تحدق ببلادهم ومنطقتهم، أما طهران فالرسالة التى تبعثها القة هى إما أن تغيير من سلوكها فى المنطقة أو تخسر كل شيء حتى نظامها، الذى بات قاب قوسين أو أدنى، القمة أيضا ستبعث برسائل إلى طهران فحواها أن سياسات مد النفوذ أصبحت من الماضى وأن طهران عليها أن تواجه تداعيات هذه السياسات التى شكلت جزءا لا يتجزأ من أيدلوجيتها على مدار الـ4 عقود الماضية، وأن عليها مراجعة سياسية شاملة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة